الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٠٣ - الخميس ٨ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٥ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


هكذا يفعلون بخصومهم!





نشرت وكالة (رويترز) للأنباء يوم أمس الأول خبرا قالت فيه: «صرح مصدر على دراية بقضايا الإرهاب أمس بأن الإدارة الأمريكية تعتزم وضع الخطوط العريضة ليسمح القانون الأمريكي للحكومة بقتل أمريكيين في الخارج ينخرطون في أنشطة إرهابية ضد بلادهم، وذلك بعد أشهر من تنفيذ عملية بطائرة من دون طيار قتل فيها رجل دين أمريكي اتهم بالتخطيط لشن هجمات من اليمن. وتضغط جماعات الحريات المدنية على الإدارة الأمريكية لدفعها إلى تقديم مبررات لما يوصف ببرنامج سري للغاية يطلق عليه اسم (القتل المستهدف) يصبح فيه أمريكيون انضموا إلى (تنظيم القاعدة) أو أي متشددين آخرين أهدافا مشروعة للقتل في الخارج. وقال المصدر يوم الأحد شريطة عدم الكشف عن هويته إن وزير العدل الأمريكي (إريك هولدر) يعتزم مناقشة القضية والأسس القانونية لاستخدام القوة الفتاكة خلال كلمة في مدرسة القانون بجامعة نورث ويسترن في شيكاغو. وزادت إدارة الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) من شن عمليات باستخدام طائرات من دون طيارين ضد إرهابيين مشتبه فيهم، وأبرزها عملية شهر سبتمبر التي قتل فيها الأمريكي المولد (أنور العولقي) بعد ذهابه للاختباء في اليمن ومساهمته في توجيه متشددين لشن هجمات عديدة ضد الولايات المتحدة. وقال المصدر إن وزير العدل قد يبرر مسألة أخرى أيضا ربطت الإدارة الأمريكية بينها وبين الإرهاب وهي مباشرة المحاكم الجنائية التقليدية والمحاكم العسكرية لقضايا الإرهاب. وسيمثل الخطاب أحدث محاولة من قبل الإدارة لبحث القضية، وهو خروج غير معتاد عن المألوف حين كانت السلطات تتجنب اتخاذ أي قرار علني بشأن برامج شديدة السرية. وكان محام في وزارة الدفاع يدعى (جي جونسون) أشار الشهر الماضي إلى ما يسمى (برنامج القتل المستهدف)، وقال إنه يتتبع أهدافا عسكرية مشروعة في الخارج، ونفى اعتبار أن الولايات المتحدة تنخرط في أعمال اغتيال» انتهى.

أقول: هذه هي أمريكا التي تدّعي زورا وبهتانا أنها واحة الديمقراطية وحارسة حقوق الإنسان، تغتال كل من يحاربها حتى لو كان مواطنا من مواطنيها، ثم لا تجد حرجا في (تشريع) تلك الجريمة ومحاولة إيجاد أو ابتداع المبررات لارتكابها لتسبغ عليها صفة المشروعية القانونية، على الرغم من أنها في الجانب الآخر تشن حروبا وتجند منظماتها الصهيونية الهوى والتمويل لإسقاط حكومات وتنفيذ مؤامرات دولية تحت مزاعم حماية حقوق الإنسان والانتصار للشعوب المستضعفة ضد حكوماتها الشرعية، حتى لو كانت تلك الحكومات تحظى بتأييد غالبية الشعب وتصدر مكرمات العفو تلو العفو وتتجاوز عن الأخطاء بل الجرائم الفادحة لبعض مواطنيها المغرر بهم، رحمة بهم وأملا في أن يثوبوا إلى رشدهم. ترى.. لو كان النابحون ضد البحرين في بريطانيا وإيران وغيرهما ممن يسمون أنفسهم زورا وبهتانا (المعارضة البحرينية) هم من المواطنين الأمريكيين ويقومون بتشويه صورة الولايات المتحدة عالميا وبمحاربتها بكل الوسائل وبتوجيه العمليات الإرهابية ضد حكومتها وغالبية شعبها وضد العمالة الوافدة فيها كما يفعلون ضد البحرين فكيف ستعاملهم الحكومة الأمريكية؟.. لا شك أنها ستغتالهم واحدا واحدا وعلى رؤوس الأشهاد، ثم تخرج لتتشدق بحقوق الإنسان والقانون والدستور والمعاهدات الدولية، فمن هي الأكثر حماية لحقوق الإنسان والأشد رأفة ورحمة بمواطنيها حتى لو كانوا ضالّين مضلّين: الولايات المتحدة أم البحرين؟!





salah_fouad@hotmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة