بصراحة.. وبمنتهى الصراحة..!!
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢
محمد المحميد
حينما يستعصى موضوع ما وتتعقد الأمور وتتراكم التناقضات وتتبدل المواقف وتتصاعد المستجدات يشعر الإنسان لحظتها أنه بحاجة إلى من يوضح له القضية ويكشف له الحقائق ويبين له إلى أين يمضي وماذا سيكسب وماذا سيخسر، وخلال ذلك يتناول «حبة من بندول الإكسترا».
ولكن في الوضع المحلي الحاصل في الوطن اليوم يبدو أن المواطن بحاجة لـ «علبة كاملة من بندول الإكسترا» لأنه لا يجد له من يوضح ويكشف ويبين الأمور، في ظل تناقضات عديدة لا تحصى.
بصراحة وبمنتهى الصراحة.. المواطن اليوم يعيش في تناقض مما يشاهده ويتابعه.. فما شاهده في مسيرة ٩ مارس التي دعا لها عيسى قاسم وما سمعه من بعض الهتافات المسيئة، ثم ما تبع المسيرة من تصريح من الديوان الملكي الذي يشيد بالمسيرة، ثم لقاء القائد العام في جريدة الرأي الكويتية وحديثه الذي لا تنقصه الصراحة، يجد المواطن أنه بين أمرين يريد أن يعرف حلقة الربط والوصل بينهما، خاصة وأن هناك من يجد أن ثمة أمر بحاجة للتفسير والتوضيح.
بصراحة وبمنتهى الصراحة.. يتناقل المواطنون اليوم سيناريو من ثلاث خطوات ومراحل حول تشكيل الحكومة وتعيين الوزراء والشأن السياسي في البلاد، وربما ما هو خارج سياق مرئيات حوار التوافق الوطني، ولا يدري المواطن ما حقيقة تلك الأوراق والتسريبات، هل هي لجس النبض، أم أنها بدايات للحوار القادم الجديد، أم أنها صفقة جديدة لا يعلم عنها أحد ولم تظهر للعلن بعد.
بصراحة وبمنتهى الصراحة.. المواطن البحريني في حيرة من أمره في تطورات الشأن السياسي، وهناك من يريد أن يجعله منشغلا ومشغولا بموضوع تمديد اليوم الدراسي ومشاكل طيران الخليج وقضايا الإسكان والرواتب، وبالتالي يهدأ الوضع ويصفو الجو لمن يريد أن يقدم «الطبخة السياسية» دون إزعاج ولا دراية من أحد.
بصراحة وبمنتهى الصراحة.. الشعب المخلص وجمهور الفاتح، وخاصة بعد حديث الشيخ د. عبداللطيف المحمود الذي أشار بأن هناك من هم داخل مؤسسات الحكم والدولة ممن لا يريد لتجمع الفاتح بأن يستمر ويقوى ويتجمع أكثر، وبالتالي فإن حالة التناقض والحيرة آخذة في التصاعد والتساؤلات وعلامات الاستفهام لا حد ولا سقف ولا حصر لها.
بصراحة وبمنتهى الصراحة.. الشعب المخلص اليوم يتساءل: ما الموضوع؟ وإلى أن يسير الوطن؟ وما حقيقة الحوار القادم الذي يؤكده مستشار جلالة الملك للشئون الإعلامية وتنفيه الوفاق وترفضه المنبر الإسلامي ويتحفظ عليه تجمع الفاتح ويشترط الإعتذار، فيما الناس ضايعة في «حيص بيص».
بصراحة وبمنتهى الصراحة.. الناس تريد من يوضح لها الحقائق يكشف الأمور ويبين القضية، ففي الوقت الذي يرتفع صوت «مقتدى الصدر» في العراق ضد البحرين والعائلة الكريمة، والهجوم المستمر من قناة «العالم» وقنوات ومنابر أخرى، وشطحات بعض نواب مجلس الأمة الكويتي، وأحداث العنف والتخريب دون إدانة ولا استنكار من الحقوق الدولية، وغدت أخبار الإعتداء على المدارس كحوادث مرورية بسيطة يمر عليها المواطن في الصحف مرور الكرام، وفي ظل سعي الحكومة في تنفيذ توصيات بسيوني، يعيش المواطن في حالة «دودهو من دوده من طقه».
بصراحة وبمنتهى الصراحة.. الناس تريد أن تفهم وتريد من يجيب على تساؤلاتها.. وأرجو أن لا يكون هذا المقال وتلك التساؤلات قد أزعجت أحد.. أو أنها قد تسبب لي المشاكل وإرغامي على تعاطي (درزن) من حبوب «بندول الإكسترا».. لأني قد أخذت منها ما فيه الكفاية..!!
.
مقالات أخرى...
- «أوباما».. حيرت فكري معاك..!! - (11 مارس 2012)
- من يسحب رمال البحر.. «عسكر» مثلا؟؟ - (9 مارس 2012)
- «حوار» الأمن والعدالة والمعيشة - (8 مارس 2012)
- مهمة السفير الكويتي في البحرين - (4 مارس 2012)
- رد سريع من وزارة الإسكان - (1 مارس 2012)
- «الإسكان» هو الحل.. تجربة مفيدة - (29 فبراير 2012)
- قانون الصحافة واحتفالية العاصمة - (28 فبراير 2012)
- رحم الله الفتيات الست - (27 يناير 2012)
- حرق المصاحف وحرق الأوطان - (26 فبراير 2012)