الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٣ - الاثنين ٢٧ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٥ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


رحم الله الفتيات الست





أمام الموت وقضاء الله لا يملك المرء سوى الرضا والاحتساب والقبول وترديد عبارة «إنا لله وإنا إليه راجعون».. والحادثة التي توفيت فيها ست فتيات بحرينيات آلمتنا جميعا، ولنا أن نتصور فاجعة أهليهم وذويهم، ونسأل الله الرحمة للموتى والصبر والسلوان للأهل.

وحسنا فعل مجلس الوزراء الموقر حينما أعرب عن بالغ الأسى والحزن لوفاة ست فتيات بحرينيات في حادث مروري مروع وقع أمس، سائلاً المجلس المولى جلّت قدرته أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان. ونتمنى أن تقف الدولة الموقف الإنساني مع أهليهم وذويهم، ونحن واثقون من ذلك.

في المصائب والملمات يترفع الجميع عن أي موضوع، وعند الكوارث والحوادث الإنسانية ينسى الجميع خلافاته ويتوقف أمام هيبة الموت ويعلن تعاضده ويعرب عن تعازيه للمصابين والموتى وأهليهم، وهذه هي عادات أهل البحرين الثابتة والراسخة، عند أي حادثة، فما بالنا في حادثة راح ضحيتها ست فتيات بحرينيات، وتألم للمصاب شعب البحرين وليس أسر الفتيات الست فقط، وليست سار هي التي فجعت فقط في وفاة الفتيات، ولكن كل قرى ومدن البحرين وكل بيت وأسرة وعائلة بحرينية تأثرت لوفاتهن.

حادثة الوفاة يجب أن تكون لنا درسا وعبرة، ولا بد من دراسة أسباب وقوع الحادث لتجنب تكراره، ففقدان ست فتيات مصيبة، ولا بد من تجنب وقوع حوادث أخرى لمجموعة أكبر حتى لا تكون كارثة لا سمح الله.

هن فتيات بحرينيات، رحمه الله جميعا، كانت لهن أحلام وطموحات، وكانت لأهاليهن آمال وتطلعات، ولكنه قدر الله المكتوب، وليس لنا إلا القبول بقضائه وقدره وحكمه، ولا نملك أمام هذا المشهد إلا أن نذكر أنفسنا وذوي الفتيات رحمهن الله إلا بالصبر واستذكار الآيات القرآنية والأحاديث النبوية عند هذه اللحظات العصيبة.

هذا الحادث الأليم من المفترض أن يوحدنا جميعا، سنة وشيعة، فالفتيات هن أخواتنا جميعا، رحمهن الله، وقد لا نعرف أسماءهن ولا أعمارهن ولكننا أمام موقف إنساني مهيب يجعلنا جميعا نعلن وقوفنا وتأثرنا وتألمنا، ونعرب عن كامل مشاعرنا الصادقة لذويهن وأسرهن.

حادثة وفاة الفتيات الست آلمتنا جميعا، ونسأل الله أن تكون آخر الأحزان للبحرين، ونسأله الرحمة للفتيات والصبر والسلوان للجميع، وإنا لله وإنا إليه راجعون.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة