الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٠٤ - الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


من يسحب رمال البحر.. «عسكر» مثلا؟؟





شاهدت عمليات سحب الرمال من البحر في منطقة عسكر، وتابعت تعليق النائب أسامة مهنا التميمي بالصوت والصورة على الواقعة، وعلمت من مجموعة من الصيادين أن العملية مستمرة منذ شهر وبشكل متواصل، وفي ظل غياب لوحة تعريفية على الشاطئ حول العملية والمقاول المسئول كما يحصل في عمليات البناء، فإن حكايات كثيرة وقصص عديدة واشاعات لا حصر لها تدور حول الموضوع ولا أحد يعرف من يقف وراء عملية سحب الرمال..؟؟

بحسب كلام النائب اسامة التميمي وأهل الصيد والبحر فإن المنطقة التي تسحب منها الرمال هي أحسن وأفضل المناطق للصيد وتجمع الأحياء البحرية، بجانب وجود نوع من الحشائش البحرية المميزة، وبالتالي فإن تخريب المنطقة جراء سحب الرمال سيؤثر سلبا على الحياة البحرية هناك، تماما كما تم تخريب مساحات بحرية في مناطق البحرين في ظل غياب قانون ينظم عملية سحب الرمال.

ربما الحديث عن هذا الموضوع ليس بالجديد، وقد تكرر في مناطق كثيرة، وتصدى له المواطنون في بعض القرى، وأشارت له الصحف المحلية مرات عديدة، بل أن مجلس النواب سبق أن قام بتشكيل لجنة تحقيق في هذا الشأن، ولكن لم يتغير من الأمر شيء واستمر سحب الرمال من دون توقف.

وحتى لا نلقي بالاتهامات جزافا على أحد، أو تثار الشكوك حول أحد، نتمنى من المجلس البلدي بالمحافظة الجنوبية أن يقول لنا هل يعلم عن الواقعة؟ وهل تمت مشاوراته أو إحاطته علما؟ كما نتمنى من وزارة شئون البلديات أو أي جهة مسئولة أن تفصح عن حقيقة الموضوع الحاصل في ساحل عسكر، كما نأمل على المقاول أو الشركة التي تقوم بعملية سحب الرمال إن تبرز التصريح والتخويل لها، وتضع لوحة إرشادية للمواطنين حول ما يحصل وأن العملية تعود لها.

سلبيات وآثار سحب الرمال من البحر على الحياة والأحياء البحرية معروفة ومعلومة، وتداعيات وآثار عملية سحب الرمال على الصيادين ومرتادي البحر تمت الإشارة إليها والتحذير منها في مرات سابقة عديدة، ولن نأت بجديد لو عددنا الآثار والسلبيات في هذا الشأن، وكل ما نأمله ونتوقعه ونحن نعيش في دولة القانون والمؤسسات وعهد الحرية والإصلاح أن يقال لنا من يقف وراء هذه العملية وهل تم التصريح لها أم لا؟ وذلك حتى لا تستباح ثروات البلاد من دون حسيب ولا رقيب، بل أن بيان الأمر القانوني للعملية لو وجد يعطى للأمر الأمانة والمسئولية.

لست أحرص على الحياة والثروة البحرية من الجهات الحكومية المسئولة، ولست صاحب غيرة وفزعة على منطقة عسكر أكثر من الأهالي والصيادين، ولكن الموضوع بحاجة إلى توضيح ولوضع النقاط على الحروف.. إن كانت هناك حروف أصلا..!!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة