سيادة المشير: لدينا بعض الأسئلة
 تاريخ النشر : الأربعاء ١٤ مارس ٢٠١٢
فوزية رشيد
{ في كل مرة يخرج فيها القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن خليفة بن أحمد آل خليفة، نشعر فيها بأنه يلامس بشفافية قلق الشارع البحريني الموالي لوطنه والخائف عليه من لعبة التحولات الاقليمية والدولية، ولكن في ذات الوقت تبقى المسافة ثابتة بين الغموض والوضوح، فيما يخص (الإجراءات)، التي تتناسب مع الرؤية الواضحة لدى «المشير» في تشخيص الداء ومعرفة الخبايا والبواطن، بحيث يكون السؤال المشروع لدى المواطن القلق على وطنه وعلى مصير شعبه هو:
- إذا كنتم تعرفون كل هذا، وما هو أكثر مما تتركونه للوقت المناسب.. فلماذا اجراءات الدولة تبدو مقيدة أو هزيلة أو متذبذبة أو كما يصفها البعض بأنها تقع في المنطقة الرخوة؟
{ وهذا السؤال، سيادة المشير، ونحن وكل المخلصين في هذا البلد نكن لك كل الاحترام والتقدير، بل نوليك الثقة بإمكانيات الحفاظ على الوطن، نقول إن هذا السؤال، ومن منطلق حديثك الاخير لجريدة (الرأي) الكويتية يفرخ بعض الاسئلة التي توضح لماذا تبدو اجراءات الدولة في مواجهة المخاطر الكبيرة اجراءات تتسم بالليونة وليس القوة أو الحسم.
ولنبدأ طرح أسئلتنا الفرعية:
أولا: أنت تقول، وقبل ذلك أيضا قلت، إن (هناك أجندات خارجية لا تريد لدول الخليج العربي أن تستقر، فهناك منظمات وأحزاب في الخارج تدعم هذا التوجه وتدفع أموالا لكي تخرب وتغير نظم الحكم في البحرين ودول الخليج العربية، ونحن على دراية بهذه المنظمات والدول).
والسؤال: إذا كنتم على دراية بالمنظمات والدول، وعلى دراية بأن فئات التأزيم والتخريب والانقلاب التي تتستر خلف لقب المعارضة، هي أدوات يتم تحريكها من الخارج، أيا كان هذا الخارج، فلماذا لا يتم سحب الشرعية عن الجهة أو الجمعية أو المجلس التي تلقي بردائها الشرعي على كل ما يحدث في البحرين؟ لماذا لا يتم تجميدها؟ لماذا لا يتم شلها؟ أليس الدور واضحا؟ أليس الوطن ومصلحته وسلمه الأهلي ونسيجه الاجتماعي، فوق كل الضغوط أو الارتباطات أو أوراق المساومات؟ الى متى ستبقى جهة مكشوفة تماما في الارتباط والتمويل والدور التخريبي، متروكة لتعمل بحرية، خاصة ان كل ذلك، وحسب كل الاعراف والقوانين الدولية وفي كل مكان، مخالف لدور المعارضة الوطنية وعقابها القانوني معروف؟
{ أنت تقول أيضا ان (هناك دولا تغدق الاموال على من يدعون انهم معارضة لكي يقلبوا نظام الحكم) إذاً الرؤية واضحة أنهم ليسوا بمعارضة كبقية المعارضات في العالم، وانما هم مدعون ومتسترون خلف غطاء المعارضة، لتنفيذ أجندات مرتبطة بالخارج ولقلب نظام الحكم.. فلماذا إذاً والى اللحظة ورغم ما تكشف عن أزمة العام الماضي، هؤلاء لا يحاسبون؟ ولا يتم التحقيق معهم؟ ولا تتم مواجهتهم بما لديكم من معلومات ولا يجمد عملهم المخالف لأبسط المصالح الوطنية؟
لماذا يتركون (لنشر الفتنة وعدم الاستقرار، وليس لهم دخل بما يسمى الربيع العربي وهؤلاء مأجورون لأجندات خارجية معادية)؟ بين القوسين مقتطع من اللقاء.
{ ومن ذات السياق تنبع أسئلة أخرى:
في الدستور مُجرّم التعرض للذات الملكية.. وهناك برنامج يومي وليلي «ممنهج ومقصود» لدى هؤلاء للضرب في الذات الملكية وإهانة الحكم ورموزه، ولن نتحدث عن وقاحة أحد ممن يسمي نفسه ناشطا سياسيا في تعليقه الفج على حديثكم مع جريدة (الرأي) وإنما السؤال: ألا تعتقدون ان اهانة الحكم ورموزه والذات الملكية، هي واحدة من «الأساليب المبرمجة والممنهجة» التي تم تدريبهم عليها، للنيل من هيبة الحكم، وان هذا النيل المستمر والمتروك فيه الحبل على الغارب، له تأثير سيكولوجي فادح في الناس كل الناس في البحرين، وحيث هيبة الدولة وهيبة الذات الملكية، من عوامل الاستقرار والثقة بين الحكم والشعب الموالي لوطنه ولنظامه الشرعي.. فلماذا هؤلاء متروكون كما يشاءون تحت وهم حرية التعبير، حتى باتت الجرأة على اهانة كل رموز الحكم فعلا يوميا عاديا؟ لماذا الاستهانة بهذا الأمر وتأثيره؟
{ قلت في حديثك للجريدة الكويتية ان (البحرين بقوتها والارادة الشعبية تستطيع دحر هذه الفئة القليلة في ساعات لولا حكمة جلالة الملك بأن تلك الفئة «ربما» تعود الى رشدها وتستقيم للعمل ضمن المشروع الاصلاحي الذي دشنه جلالته).
وسؤالنا هنا هو: هل قدر البحرين، ورغم وضوح الاجندات والمخططات الداخلية والخارجية، ان تقع هي وشعبها الوفي، ما بين مطرقة الضغوط الخارجية والاجندات، وبين «الكرم الملكي» الذي لا يقدره أصحاب اللؤم هؤلاء، فيستفيدون مرتين: مرة من الخارج الذي يدعمهم ويدعم الاجندة المشتركة بينهم كأدوات، وبين الخارجي كممول وضاغط ومحرك، والمرة الاخرى الاستفادة من «الكرم الملكي» الذي يأخذونه على انه تعبير عن ضعف في أداء الدولة، فيمارسون بناء على ذلك، المزيد من التصعيد، ومن العنف، ومن التخريب والارهاب، ومن الابتزاز السياسي ومن اللعب على خيوط المطالب المدعاة، والمشكلة ان كل ذلك يتم من دون مواجهة اعلامية قوية تكشف حقيقة ما يحدث وحقيقة هؤلاء، ومن دون وجود رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تبدأ بتطبيق القانون من دون مماطلات، وتضع النقاط على الحروف بالنسبة إلى دور السفارات وغيرها من أمور؟ والسؤال: الى متى ستبقى البحرين ومصالحها واقتصادها ونظامها وشعبها رهائن لتلاعب هؤلاء المتلاعبين؟ ولماذا يستمر العنف والتخريب اذا كان بالامكان ايقافهما؟ وهل هؤلاء المخربون هم كل الشعب أو كل الطائفة؟ نحن نعرف ان حتى الطائفة نفسها تعاني الأمرين من هؤلاء، وان هناك ارهابا معنويا وفكريا وتهديدا للممتلكات، بل هناك انقسامات في الرأي، فلماذا يتم النظر بأن ايقاف هؤلاء عند حدهم وبالقانون والدستور هو بمثابة خسارة لطائفة بأكملها؟
أليس هذا أحد الاوهام الواقعة فيها الدولة، التي روجها الانقلابيون وهم يمارسون كل أنواع ابتزازهم على الدولة وعلى الشعب فروجوا «بالمرة» انهم كل الطائفة مثلما روجوا انهم كل الشعب؟
{ وبقدر المساحة نسأل سؤالا آخر:
المعركة اعلامية والحرب اعلامية فلماذا تعتبرون حربهم الاعلامية الممنهجة والمدعومة اقليميا ودوليا وطائفيا أنها مجرد (مهاترات اعلامية ونحن لا ننزل لمستواهم ونرد عليهم)؟
واذا كانت قنوات الفبركة والكذب والاجندات من السهل التعامل معها اليوم بالاسلوب نفسه، وباستطاعة البحرين ان ترد عليها - كما قلتم - فلماذا أكملتم بأن الناس جميعهم يعرفون الحقيقة كالشمس؟ نعم هناك اليوم كثيرون يعرفون الحقيقة، ولكن هناك كثيرين أيضا لا يعرفونها.
واذا كان بالامكان المواجهة حسب قولكم (نحن بامكاننا ان نقيم قنوات اعلامية مضادة ولكن هم معروفون بكذبهم) فنحن يا سيادة المشير نعتقد ان تكرار الكذب له فعل السحر، وهؤلاء من كثرة كذبهم أصبحوا اليوم هم أول فريسة لها، والغريب انهم يديرون فعل التأزيم من خلالها! ألا ينبغي اذاً مواجهتهم واعادتهم الى الواقع؟
.
مقالات أخرى...
- التعبير السياسي حين يدخل في متاهات الولي الفقيه - (13 مارس 2012)
- «المجلس العلمائي» حين يقود جمعيات سياسية علنا - (12 مارس 2012)
- سقطة «الوفاق» الكبرى: الفتوى الدينية لإدارة الشأنين السياسي والوطني - (11 مارس 2012)
- لماذا كل هذا الهجوم على الثقافة؟ - (8 مارس 2012)
- الإنسان البحريني وثقافة الحياة - (7 مارس 2012)
- لماذا يريدون إشعال الفتنة الطائفية؟ - (6 مارس 2012)
- اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق: لماذا أغفلت تماما أخطاء المحتجين؟ - (5 مارس 2012)
- إلى متى ستبقى «الوفاق» ومرجعيتها متربصتين بالبحرين وأهلها؟ - (4 مارس 2012)
- ملتقى الإعلاميين الشباب العرب - (28 فبراير 2012)