الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١١ - الجمعة ١٦ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


معلومات جديدة عن الحوار





}} أول السطر

شكر وتقدير إلى أهل الخير والبر والإحسان على تفاعلهم الطيب حول ما نشرناه بالأمس عن معاناة المواطنة البحرينية، وشكر خاص إلى رجل الأعمال البحريني، فاعل الخير، عميد عائلة كريمة معروفة، الذي رفض نشر اسمه، وتحية خاصة لجمعية البحرين الخيرية وللمؤسسة الخيرية الملكية على المتابعة والتجاوب الكريم.

}} معلومات جديدة:

جميعنا يطالب الدولة فقط بكشف الأمور عن الحوار القادم، ويوجه اللوم إلى الدولة في أنها لم تكشف الحقائق بعد، وكأن الدولة تجري الحوار وتمهد له مع جهات وهمية مخفية غير معلنة ولا معلومة، أو كأن تلك الجمعيات والشخصيات المشاركة في الإعداد والتمهيد للحوار اكتفت بالصمت، ربما برغبتها أو بغير ذلك، أو ربما أنها لا تريد أن ينالها سخط الشارع الباحث عن «فتات المعلومات» عن الحوار.

ولكن الواقع والحقيقة تقول إن الجمعيات السياسية (المنبر والأصالة والفاتح والتقدمي والقومي ووعد والوفاق) شاركت حاليا وفعليا في الإعداد للحوار والتمهيد له، عبر إرسال أوراقها ووجهات نظرها وتداولها والإطلاع عليها من خلال «المؤسسة الرفيعة» من دون أن تذكر للرأي العام وجماهيرها ماذا حصل بالضبط من أمور وماذا قدمت من نقاط وماذا قدم الآخرون من مطالب.

وبالتالي فإن الحديث اليوم عن المرحلة التي وصل إليها التمهيد والإعلان عن الحوار بات ضروريا ومهما للرأي العام، حتى لا يفاجأ الناس في يوم ما بأن يتم إعلان بدء الحوار وهي جالسة متفرجة.

رغم كل التصريحات التي ترددها بعض الشخصيات التابعة للجمعيات السياسية جميعها بلا استثناء عن موقفها من الحوار، هي للأسف غير دقيقة وغير كاملة، بل يجب أن يعلن للناس الآن ماذا تحقق من مرحلة التمهيد والإعداد للحوار، ومن الكياسة السياسية أن تبادر الجمعيات التي وقفت في (الفاتح) وقبل أن يسبقها غيرها بأن تكشف للرأي العام ماذا قدمت من أوراق وماذا تم في الاجتماعات واللقاءات المنفردة، وماذا قدم غيرها من الجمعيات من نقاط وأمور عالية السقف والمطالب، وإلى أين وصل الموضوع، ومتى سيبدأ الحوار في حال تم التوافق على النقاط المهيئة لأرضية مشتركة لحوار ناجح، بدلا من ترك الناس تتناقل معلومات الحوار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لجماعات العنف والتخريب التي تسرب جمعياتها بعض المعلومات حول الحوار القادم، ويعيش الناس في حيرة من أمرهم وتتعقد المسائل.

الحاصل اليوم أن الجمعيات الأخرى (غير جماعة الفاتح) تستخدم ورقة العنف والتخريب في الشارع عبر جماعتها والضغط الخارجي عبر اتصالاتها، من أجل تلبية مطالبها وتحقيق بعض الأمور التي تنادي بها لإرغام الدولة وجماعة الفاتح الممثلة لغالبية الشعب لأن تجلس على طاولة الحوار وفق المكاسب التي تريدها، والسبب أنها تكشف لجماهيرها ووسائلها الإعلامية الوضع الحاصل في مرحلة الإعداد للحوار والتفاوض، فيما جماهير الشعب المخلص «مثل الأطرش في الزفه» لا يدري ماذا يحصل.. وبصراحة أرى أنه من المعيب اليوم أن أكتب أنا شخصيا بعض الحقائق عن المرحلة التي وصل إليها الإعداد للحوار فيما الدولة وتجمع الفاتح صامتان ساكتان.. ولا يتم استثمار ورقة الغالبية الشعبية.. وهذا فن السياسة والتفاوض الشجاع.

مشكلة أخرى.. أن التجار والفعاليات الاقتصادية ورجال والمال والأعمال لا يبادرون باتخاذ خطوة نحو استثمار مكانهم ومكانتهم ودورهم في الوطن، واكتفوا فقط من خلال «الغرفة» بالمطالبة بوقف المقاطعة الشعبية والبكاء على خسائرهم التي تكبدوها، ولا ندري هل عندهم علم ودراية ومعرفة بالمراحل التي وصل إليها الإعداد للحوار، وهل أخذ رأيهم في بعض النقاط والأمور، أم أنهم واقفون مثلنا في الطابور بانتظار الـ «فتات».

لدي بعض المعلومات حول المرحلة الحاصلة حول الإعداد للحوار القادم، وعندي بعض الأخبار الأكيدة عن مواقف جهات رفيعة من الحوار والوضع الحاصل، وأملك بعض الحقائق عن النقاط التي طرحتها كل جماعة، ولكنني سأكتفي بما كتبت وعرضت، لعل وعسى أن تبادر الدولة أو جماعة الفاتح بكشف بعض المعلومات، من دون الاستماع للنصيحة السيئة التي تقول أبعدوا الناس حاليا عن معلومات الحوار كي ينجح..!

الحاصل اليوم أن الجماعة الأخرى تسرب المعلومات لفريقها وتعمل عليها بجد ونشاط، والشعب المخلص لا يجد من يكشف له الحقائق وانشغل بقضايا الفساد لمرحلة الحاضر ومحاسبة الماضي وترك المستقبل للآخرين، وتلك هي المشكلة الكبيرة. فالشراكة في صنع القرار وبناء المستقبل تستوجب إطلاع الرأي العام عما هو حاصل اليوم وماذا يتنظرنا في الغد.

}} آخر السطر:

الأسبوع القادم ستقوم اللجنة الوطنية المعنية بمتابعة تنفيذ وتطبيق توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصى الحقائق برئاسة السيد علي الصالح بتسليم تقريرها إلى جلالة الملك المفدى في لقاء كبير سينقله ويتابعه العالم.. نأمل أن يحمل هذا الحدث المهم الخير للوطن والمواطنين.. ونحن بالانتظار.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة