الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٣ - الأحد ١٨ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


(شغلني شكرا)





يقول العالم الديموغرافي الفرنسي الفريد صوفي:

«إما أن ترحل الثروات حيث يوجد البشر.. وإما أن يرحل البشر حيث توجد الثروات».

فماذا عن تلك الدول التي تزخر بكلتا الثروتين، البشرية، والمادية، ومع ذلك ترزخ اقتصادياتها تحت وطأة الأزمات والتراجع والركود؟!

هذا هو حال الكثير من الدول العربية اليوم، التي تمتلك كنوزا من الكوادر والطاقات والإمكانيات، ومع ذلك تواجه اقتصادياتها في المرحلة الحالية تحديات جمة، وأهمها ارتفاع مؤشر البطالة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وحدها بحاجة إلى مائة مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام .٢٠٢٠

إن شبح البطالة بات يهدد دول العالم أجمع، المتقدم والمتخلف، فقد حذرت الأمم المتحدة من ارتفاع البطالة حول العالم إلى معدلات قياسية بلغت ١٨٦ مليون عاطل، حيث ارتفع مؤشر البطالة إلى ٢,٦% من إجمالي القوة العاملة في العالم.

البطالة بحسب تعريف منظمة العمل الدولية هي حالة الفرد القادر على العمل أو الذي يرغب فيه، ولا يجده، وليس له مورد رزق، ولكن ماذا عن نوع آخر من البطالة بدأ يعاني منه عالمنا العربي في السنوات الأخيرة، وهي الحالة التي يعيشها أصحابها باختيارهم، تحت مزاعم سياسية أو فكرية أو عنصرية؟!

بعض الدول استيقظت من سباتها، على أيدي عناصر وطنية مخلصة بدأت تنطلق نحو استغلال هذه الثروات الطبيعية، وتلك الكنوز البشرية، رافعة شعار لا للبطالة بكل أنواعها، ففي مصر أطلق الإعلامي الشهير عمرو أديب حملة تحت عنوان (شغّلني شكرا)، بهدف تشغيل الطاقات المصرية في جميع المجالات، بالتعاون مع جريدة (اليوم السابع)، وسيعتبر أول فبراير القادم اليوم القومي للتشغيل في مصر.

لقد أبدى رجال الأعمال والشركات والهيئات الخاصة والعامة تجاوبا كبيرا مع تلك الحملة الأولى من نوعها في عالمنا العربي، والتي جاءت في وقت حرج يمر فيه الاقتصاد المصري بأزمة شديدة، في ظل الظروف السياسية التي تمر بها البلاد!

فهل من حملات عربية قومية مماثلة تنطلق قريبا، يتكاتف فيها الجميع للقضاء على البطالة، التي باتت تمثل أهم تحديات المرحلة، وخاصة بعد أن طغى الهاجس الأمني، وألهانا عن الاقتصاد الذي هو عماد الأمن والأمان؟!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة