الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٦ - الأربعاء ٢١ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


التجربة الإيرلندية.. «يا مثبّت العقل والدين»!





الوفاق أمس الأوّل تنازلت عن كبريائها، لتعلن موافقتها على حوار لم يُعلن ولم يُدع إليه أحد!

الوفاق بعد أن رفض أمينها العام الوحدة الخليجية قبل أيام، أخرجوا بياناً أمس الأول نشره موقع NNC الإخباري، أعلنت فيه قبولها باستئناف الحوار مع الحكومة، لكنها اشترطت استبعاد «الموالاة» خلال المرحلة الراهنة على غرار التجربة الايرلندية!

حكاية الوفاق وأخواتها مع التجارب المختلفة أمر مثير من جميع النواحي! ويدعو إلى التأمّل، كما يحتاج الى (مريم نور) لتفكيك طلاسمه الروحانية!

قبل فترة خرج علينا من بنات الوفاق من يربط البحرين بالكيان الصهيوني، ولما وجدوا الخطاب غير عقلاني، غيروا (الزيران) إلى تجربة جنوب إفريقيا، واليوم التجربة الايرلندية!

علماء النفس والقانون والاجتماع والطبخ وتصميم الملابس، أجمعوا على أنّ العقدة النفسية التي أصابت تلك الجمعيات، هي نتيجة محاولتهم قدر الإمكان إبعاد ميولهم الجسدية والعاطفية عن التجارب الإيرانية في لبنان والعراق!

هم يعلمون في قرارة أنفسهم أن سلوكهم السياسي لا ينسجم إلاّ مع التجربة الإيرانية، ولن يوصل البلاد إلاّ إلى تجربة مستنسخة من الحالة العراقية أو اللبنانية!

على الأقل اخترتم بلدانا أقرب إلى ثقافتنا وهويتنا، بلدا لا تكتسي رؤوس أبنائه بالشعر الأصفر، ولا تنطلي عيون أبنائه بالأزرق والأخضر والرمادي! ولكن ماذا نقول إذا أصاب معارضتنا غير الرشيدة عمى الألوان؟!

خمس جمعيات تجتمع برؤوسها لتطالب بحوار يستثني شريحة تمثّل غالبية أهل الوطن، هل هو سذاجة، انتحار، تكبّر، غرور، أم هو كلّ ما سبق؟ بل هناك أكثر من ذلك ولكن الصمت حكمة!

أختم بالتذكير بأنّه إذا كانت هذه عقول رؤوس قيادية تستظلّ بغطاء «المعارضة»، فعلى الدنيا السلام! ولكم أن تحمدوا ربّكم أن جيفارا وغاندي وتشرتشل لم يسمعوا بكم، وإلا لكانوا انتحروا من عقول (قيادات) سياسية يُفترض أنها مليئة بالحكمة والتسامح، ولكنّها لدينا تمارس الطائفية والعنصرية، ولا تستحي من المجاهرة بها بتلك الصورة القبيحة والمخزية!

برودكاست: بحّت الأصوات مطالبة الدولة بتعيين ناطق رسمي، يتولّى ردّ أيّ إشاعة وتوضيح أي لبس، وإقرار أي موقف!

ثلاثة أرباع ما يحدث للبلد من تشويه، هو كون الدولة تاركة الحبل على الغارب لكل أنواع الإشاعات والظنون السيّئة أن تنتشر، وهي بذلك أجبرت الناس على الإيمان بالحكمة الجهنّمية: «لا دخان من غير نار»! وخاصة أن تجارب الناس مع الدولة سلبية بنسبة ٩٩,٩!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة