الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٠٨ - الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


حكايتان تختصران الكارثة؟!





عام كامل مرّ على أحداث جامعة البحرين، حيث كانت الأحداث داخل الجامعة معبّرة عن حالة الفوضى التي عشناها في الوطن الكبير.

هما حكايتان، يكفي المرء استذكارهما، ليعرف حجم وبشاعة ما حدث، كما يكفي المرء معرفة تفاصيلهما، ليتيقّن أنّ تلك الكارثة بتفاصيلها المؤلمة، لم تكن كافية ليتعلّم البعض منها؟!

الحادثة الأولى كانت للطالب خالد السردي، الذي شاهد العالم بشاعة الاعتداء عليه مصوّرا، حيث تجمّع عليه ثلّة من أشباه الرّجال، وظلّوا يضربونه بكل شيء، من أعلى السّطح وعند رميه من طابق إلى طابق، وبعد رميه، ولم يتوقّفوا عن ضربه وركله حتى وهو في سيارة الإسعاف؟!

النتيجة الأولى أنّ خالد السردي كاد يموت لولا لطف الله به، أمّا النتيجة الأخرى المؤلمة، فهي أنّ النيابة العامة والأجهزة الرسمية التي نتابع يومياً بياناتها في قضايا مختلفة، بدءًا من عرض مبالغ لمن يدلي بمعلومات عن بعض الأشخاص، وصولاً إلى بيانات متابعة إضراب الخواجة عن الطعام! وقبلها بيانات تشرح ما أصاب «أبو البيض» في مسيرة المنامة؟! تلك الأجهزة صمتت ولم تحرّك قضيّة السردي إلاّ بعد أن انتفض المجتمع لبشاعة ما رأى؟!

النتيجة أنّ خالد السردي وغيره ممّن تعرّضوا للاعتداءات والإهانات، لم يؤخذ حقّهم ممّن اعتدى عليهم، وقد شاهدنا كيف أعيدت من أساءت إلى الصحابة وإلى رموز البلاد إلى موقعها في كليّة المعلّمين، لتواصل دراستها في كليّة تخريج الأجيال؟!!

الحادثة الثانية هي حكاية إعادة المتآمرين، أولئك الذين دبّروا و«خاطوا وباضوا»، وأداروا شبكة للتوظيف الطائفي، كانت تشتغل على استبعاد أبناء طائفة كاملة من توظيفهم معيدين في الجامعة، بل كانوا يتلاعبون بالنظام وذلك بتحويلهم من موقع إلى موقع حتى يتم تثبيتهم، وكلّ ذلك كان يتم في غفلة وبيات من إدارة الجامعة التي تهاونت فيما كان يصل اليها من معلومات، حتى وقع الفأس في الرأس؟!

أولئك كانوا يتلاعبون في كل ما هو متاح، تهيئة لتلك اللحظة، ولكن قدر الله غلاّب، حيث أفشل الله مسعاهم، والنتيجة ماثلة للعيان؟!

يعودون معزّزين مكرّمين، بالرغم من جرائمهم الطائفية التي ارتكبوها، والذنب هنا ذنب دولة أهانت قوانين الثواب والعقاب، وحطّت من قدر هيبة الحفاظ على حقوق الناس، حتى استمر البعض في التعدّي على حقوق الآخرين وسحقها، نعم سحقها؟!

عام مضى، وهذه هي الحكاية، حيث من تلقّى الطعنات والاعتداءات لم يؤخذ حقّه؟! ومن أساء واعتدى أُعيد ليواصل ما اقترفت يداه؟!

برودكاست: انتهت الحكايتان ولم تنته حكاية وطن أثخنته جراح عفو فارغ، جرّأت الصّغار على إهانة كل ثوابته وقيمه.

غدا موعدنا مع حكاية جديدة، ولكم الله يا شعب البحرين.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة