برشلونة - د ب أ: لم يتجاوز المهاجم الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي الرابعة والعشرين من عمره، ولكن الأرقام القياسية التي حققها خلال مسيرته الكروية حتى الآن تجعل منه معجزة وأسطورة يتوارى أمامها العديد من النجوم السابقين والحاليين. وسجل ميسي ثلاثة أهداف (هاتريك) أمس الأول ليقود فريقه برشلونة إلى الفوز الكبير ٥-٣ على ضيفه غرناطة في الدوري الإسباني ويصبح ميسي أفضل هداف في تاريخ النادي الكاتالوني برصيد ٢٣٤ هدفاً في مختلف البطولات حتى الآن.

وما يضاعف من إنجاز ميسي أنه حقق في هذه السن المبكرة إنجازاً رائعا حيث حطم الرقم القياسي الذي حققه النجم السابق سيزار والذي ظل حتى قبل المباراة أفضل الهدافين في تاريخ برشلونة برصيد ٢٣٢ هدفاً. وتمثل مسيرة ميسي الرياضية تاريخا ساطعا مبهراً. والحقيقة أن تحطيمه للأرقام القياسية بدأ مع أول مباراة خاضها بقميص الفريق الأول لنادي برشلونة وكان ذلك في المباراة أمام إسبانيول في ١٦ أكتوبر ٢٠٠٤. وكان ميسي لا يزال في السادسة عشرة من عمره ليصبح أصغر لاعب يشارك في مباراة بالدوري الإسباني في تاريخ النادي الكاتالوني.

كما أصبح ميسي صاحب أكبر رصيد من المباريات مع برشلونة بين جميع اللاعبين الأجانب حيث يبلغ رصيده ٣١٥ مباراة رسمية مع الفريق. وحقق ميسي بذلك متوسطا مبهراً لعدد الأهداف التي يسجلها مع الفريق في المباريات بمتوسط هدفين في كل ثلاث مباريات. وأحرز ميسي في يناير الماضي جائزة الكرة الذهبية بعد فوزه للعام الثالث على التوالي بالمركز الأول في الاستفتاء على لقب أفضل لاعب في العالم. وعادل ميسي بذلك إنجاز أسطورة كرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) حاليا والذي فاز بالجائزة في أعوام ١٩٨٣ و١٩٨٤ و١٩٨٥.

ويطمح ميسي إلى تكرار هذا الإنجاز والفوز بالكرة الذهبية لعام ٢٠١٢ أيضا ليصبح أول لاعب يفوز بها أربع مرات على مدار تاريخ هذه الجائزة. وقبل أسبوعين فقط، أصبح ميسي أول لاعب يحرز خمسة أهداف في مباراة واحدة بدوري أبطال أوروبا وكان ذلك في المباراة التي سحق فيها برشلونة فريق باير ليفركوزن الألماني ٧-١ في إياب دور الستة عشر للبطولة. ومع فوز ميسي مع برشلونة بالعديد من الألقاب منها ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا ولقبان في كأس العالم للأندية وخمسة ألقاب في الدوري الإسباني، أصبح السؤال الذي يتردد لدى كثيرين حاليا هو: «أين هي حدود هذا النجم المتألق؟». ويبدو من الصعب للغاية الإجابة عن هذا السؤال في الوقت الحالي لأن ميسي لم يتوقف عن تطوير مستواه وتحسين عروضه باستمرار منذ أن بدأ مسيرته حتى الآن. والدليل على ذلك يكمن في زيادة رصيده من الأهداف في كل موسم عن الموسم الذي يسبقه وذلك منذ عام ٢٠٠٨. وسجل ميسي حتى الآن ٥٤ هدفاً في مختلف البطولات هذا الموسم بزيادة هدف وحيد عن رصيده في الموسم الماضي.