الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٧ - الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٩ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

أكد أنه «الظاهرة» الحقيقية:
«الساحر» يتخطى الحواجز الواقعية والافتراضية





نيقوسيا - أ ف ب: قد يكون النجم الدولي البرازيلي السابق رونالدو صاحب لقب «الظاهرة»، لكن يجب أن يطلق هذا اللقب على الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي أثبت أنه فعلا ظاهرة كروية بكل ما للكلمة من معنى بسبب طريقة تسجيله للأهداف التي تتجاوز حدود الواقعية وحتى العالم الافتراضي وألعاب الـ «بلايستايش» أو «اكس بوكس». أكد ميسي مجدداً أنه لاعب من طراز الأساطير بعدما تمكن أمس الأول أن يصبح أفضل هداف في تاريخ ناديه برشلونة الإسباني بتفوقه بفارق هدفين (٢٣٤ هدفاً) على الأسطورة سيزار رودريغيز، بعد أن سجل هدفه الرابع والخمسين هذا الموسم في جميع المسابقات خلال اللقاء الذي فاز به بطل أوروبا على ضيفه غرناطة ٥-٣ في الدوري المحلي.

وكان مركز برشلونة للتوثيق والدراسات وصحيفة «لافانغارديا» التي تأسست عام ١٨٨١، قد أعلنا تصحيح عدد الأهداف التي سجله سيزار رودريغيز مع النادي الكاتالوني على الصعيد الرسمي بين ١٩٤٢ و١٩٩٥ بتقليصه من ٢٣٥ هدفا إلى ٢٣٢، ما جعل ميسي بحاجة إلى هدف وحيد لمعادلة هذا الرقم وقد نجح في ذلك بعدما سجل هدف فريقه الثاني في المباراة ثم أضاف الهدفين الثالث والخامس للنادي الكاتالوني وهدفه الرابع والثلاثين في الدوري هذا الموسم، ليتصدر ترتيب الهدافين بفارق هدف عن نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو.

صحيح أن عدد الأهداف هو الأساس في حسابات كرة القدم لأنه يمنح الفريق النقاط أو يحرمه منها، لكن ما يميز ميسي عن غيره من الهدافين هو طريقة تسجيله لهذه الأهداف وابرز دليل على ذلك الهدف الثاني الذي سجله أمام غرناطة إذ قام بما أصبح يطلق عليه «ماركة ميسي المسجلة» حيث تمكن من وضع الكرة فوق الحارس البرازيلي جوليو سيزار بحركة فنية رائعة رغم أن الأخير كان على بعد حوالي متر منه، وهو أمر يصعب تحقيقه ليس في المباريات الحقيقية وحسب بل حتى في العاب الفيديو: «إنه الأفضل على الإطلاق»، هذا ما قاله مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا أمس الأول عن ميسي بعد أن دخل النجم الأرجنتيني تاريخ ناديه وهو في الرابعة والعشرين فقط من عمره، معتبراً أن لاعبه «الصغير» يستحق أن يكون في مصاف نجوم مثل أسطورة كرة السلة الأمريكية وشيكاغو بولز سابقا مايكل جوردان. وأضاف غوارديولا: «كان هناك القلائل مثل ميسي في التاريخ من الذين هيمنوا على لعبتهم بهذه الطريقة. ميسي الأفضل وهو يظهر ذلك كل ثلاثة أيام من مباراة إلى أخرى. أعتذر إلى الذين يسعون للجلوس على عرشه، لكن هذا الصبي هو الأفضل. نأمل أن نستمتع بلعبه للكثير من الأعوام المقبلة». ويأتي الانجاز الذي حققه بعد أيام معدودة على دخوله تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا عندما أصبح أول لاعب يسجل خماسية في مباراة واحدة وكان ذلك أمام باير ليفركوزن الألماني (٧-١) في إياب الدور الثاني.

ورفع ميسي بالثلاثية التي سجلها رصيده إلى ١٥٣ هدفاً في الدوري الإسباني الذي بدأ مشواره فيه في أكتوبر ٢٠٠٤ وسجل هدفه الأول فيه في الأول من مايو ٢٠٠٥ أمام الباسيتي حين أصبح اصغر هداف في تاريخ النادي الكاتالوني (١٧ عاماً و١٠ أشهر و٧ أيام) قبل أن يتفوق عليه بويان كركيتش في أكتوبر ٢٠٠٧ (١٧ عاماً و٥٠ يوماً)، إضافة إلى ٤٩ هدفاً في دوري أبطال أوروبا، و١٩ في مسابقة الكأس المحلية و٨ في كأس السوبر الإسبانية و١ في كأس السوبر الأوروبية و٤ في كأس العالم للأندية. ويبقى اتلتيكو مدريد الضحية الأفضل بالنسبة إلى ميسي إذ تمكن المهاجم الأرجنتيني من تسجيل ١٨ هدفاً في مرمى هذا الفريق، مقابل ١٤ هدفاً في مرمى اشبيلية و١٣ أمام الغريم التقليدي ريال مدريد و١٢ أمام راسينغ سانتاندر.

ونجح ميسي في تحطيم رقمه الشخصي من حيث عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد، إذ رفع رصيده إلى ٥٤ هدفاً ليتفوق بفارق هدف عن مجموع الأهداف التي سجلها خلال الموسم الماضي بأكمله، بينها ثماني ثلاثيات «هاتريك» من ضمنها رباعيته في مرمى فالنسيا وخماسيته في مرمى ليفركوزن: «انه لفخر لي أن أكون من نفس جيله»، هذا ما قاله المدافع جيرار بيكيه عن زميله ميسي، مضيفاً: «أعتقد أنه أفضل لاعب في تاريخ هذه الرياضة. كنت محظوظا بما فيه الكفاية لألعب في نفس فريقه. اعتبر هذا الأمر امتيازاً. لا يهم أين يلعب، إذا كان الطقس باردا أو حاراً، فهو يثبت دائماً أنه الأفضل».

أما الحارس فيكتور فالديس فقال بدوره: «ميسي سيشكل عنوان حقبة من الزمن. سيكون الأفضل في التاريخ»، فيما قال زميله الشاب كريستيان تيلو: «ميسي على أرضية الملعب مثل ميسي خارجها: شاب بسيط وودود جداً مع زملائه». وبدوره قال الشاب الآخر إسحاق كوينسا: «ليو ميسي مذهل. إنه الأفضل في العالم ويثبت هذا الأمر من يوم إلى آخر. بالنسبة إلي إنه الأفضل في التاريخ. ستمر الكثير من الأعوام قبل أن نرى لاعبا آخر يقوم بأمور مماثلة لما يقوم به ميسي. يجب أن نستمتع به وبلعبه».



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة