الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٧ - الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٩ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


ويليامز و رينو .. شراكة تاريخية في الفورمولا وان





بين عامي ١٩٨٩ و١٩٩٧ كتب فريق ويليامز أجمل الصفحات في تاريخه، بفضل محرك رينو. هذه الشراكة، التي عادت إلى الواجهة، بداية عام ٢٠١٢، تذهل الجميع، بينما يقول البعض: هل بإمكان هذه الشراكة أن تقود إلى خروج الحظيرة البريطانية من النفق المظلم؟، وفي عودة إلى الماضي نذكر أنه كان مضى على انسحاب رينو من الفورمولا واحد سنوات عدة، وكان المحرك «في٦ توربو»، الذي فرضه المصنع الفرنسي على عالم الفورمولا واحد، يلفظ أنفاسه الأخيرة، بينما كان رجال مقر «فيري ـ شاتليون» يعيشون في العام ١٩٨٨ تحدياً جديداً: العودة الى الفورمولا واحد مع محرك «في١٠»سحب عادي «مفتوح» بدرجة ٦٧ ، وسعة ٣٥٠٠ سنتم٣، وهي توليفة ناجحة بين إيجابيات المحرك القوي «في١٢» والمحرك «في٨». وللغرابة تبنت هوندا الأفكار ذاتها، مع ماكلارين، ولكن مع زاوية ميلان ٧٢ درجة، أي فارق ٥ درجات من أجل تموضع المحرك بشكل أفضل داخل الهيكل، وخصوصاً من أجل محاربة الإرتجاجات المخيفة التي يولدها المحرك «في١٠».

في ٥ تشرين الأول/ أكتوبر ١٩٨٨، وبشكل سري جداً، وداخل مرآب على حلبة بول ـ ريكار الفرنسية، وخضعت سيارة ويليامز لبرنامج تجارب بين يدي السائق ريكاردو باتريزي، والذي كان حلّ بدلاً من نايجل مانسيل في الفريق بعد رحيل السائق البريطاني إلى فيراري، النتيجة النهائية من هذه الشراكة الفرنسية ـ البريطانية كانت هيمنة من دون قسمة على عالم الفورمولا واحد، خلال ٩ سنوات، علماً أن هذه الهيمنة التقنية ما زالت تثير العديد من الأسئلة حتى يومنا هذا، ولكن كلمة واحدة تخرج من أفواه الذين عايشوا تلك الحقبة، وهي: تكامل أو دمج. فهذا النجاح كان مسألة أكثر من محرك أو هيكل أو ناحية انسيابية، ولكن أيضاً مسألة رجال مصنوعين من التناغم والثقة والتنافس. علماً أن البعض يعزو هذا النجاح إلى رجلين: ريمون هيرفيه، رئيس رينو وباتريك فور، رئيس رينو الرياضي، علماً أن قرار العودة إلى الفورمولا واحد مع ويليامز، هي قاعدة المغامرة التي تنوي رينو الرياضي ملاحقتها اليوم.

والى جميع هذه العناصر، بإمكاننا أن نضيف الأفكار العبقرية لأدريان نيوي، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم البرامج عند ويليامز خلال تلك الفترة، وباتريك هيد وبرنار دودو، المدير التقني لويليامس ورينو، كما كان فريق ويليامز يملك مركزاً للأبحاث والتطوير... ومن هذا المركز ولدت فكرة تقنية ثورية، وهي أجهزة التعليق النشطة، التي سحقت المنافسة لدرجة أن الإتحاد الدولي للسيارات «فيا»، منعها، وعلى الرغم من تقليص التأديات والفوارق، في مقابل مضاعفة الاستعراض على الحلبات، إلاّ أن ويليامز ـ رينو ظلت متفوقة على خصومها خلال تلك الحقبة، خصوصاً أن البعض، ومنهم هوندا، اعتقدوا أن المحرك الأفضل هو المحرك الأقوى، لذا توجهوا إلى محرك «في١٢» الذي أثبت فشله، بينما سيارة الفورمولا واحد التي كانت تفوز لم تكن تلك المزودة بأقوى محرك، بل تلك التي كانت الأكثر تجانساً، والى جانب الشراكة بين الثنائي هيد ـ دودو، يمكننا إضافة شراكة الرئيسين فرانك ويليامس ـ كريستيان كونتزين، علماً أن وفاة السائق البرازيلي آيرتون سينا في الأول من أيار/ مايو ١٩٩٤ هي أكبر شاهد على ذلك، عندما قرر الفريق الاستعانة بالمعتزل نايجل مانسيل وإعادته إلى عالم الفورمولا واحد من أجل الاحتفاظ بفلسفة الفوز.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة