رئيس تجمع الوحدة الوطنية:
الأوضاع في البحرين الآن أفضل مما كانت عليه
 تاريخ النشر : السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢
أكد الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية في خطبة الجمعة أمس أن الوضع السياسي والأمني في البحرين اليوم أفضل مما كان عليه قبل سنة.. كما أن هذه الأزمة كشفت الغشاوة عن الأعين.. ومع ذلك، فلا بد أن نراقب ونكون على حذر.
وقال: بعد أن انتهت لجنة متابعة تنفيذ تقصي الحقائق من تقريرها نكون قد انتهينا من مرحلة الاعتراف بالأزمة وتشخيصها وطريقة علاجها.. لذلك لا بد أن ننشغل مع الحكومة بخطة لاستعادة العافية تتضمن ٣ أمور، هي:
معالجة الخلل في العمل الحكومي.
وضع نهاية للأزمة التي مرت بها البحرين.
- التحرك للبناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية وغيرها.
وقال: لا يجوز لنا أن نتحرك على محور واحد حتى ننتهي منه، بل يجب علينا أن نتحرك على المحاور الثلاثة في آن واحد.
وقال: أمام الحكومة مهمة محاسبة المخالفين والمتنفذين الذين كانت أبوابهم غير الأمينة سببا في خلق البيئة الفاسدة التي ساعدت على ظهور الأزمة، واسترجاع ما كسبوا بغير حق وإعادته إلى خزانة الدولة.
وقال: إن سبب إعلان بعض المكونات عدم المشاركة في حوار قادم هو ان أطرافا أخرى تريد أن تفرض رأيها على النظام وعلى بقية الأطراف بجدول هم يضعونه بآلية هم يفرضونها، وبطريقة هم يقرونها.. ولا يريدون لأي مكونات أخرى مشاركة فعلية منها.
(التفاصيل)
كانت خطبة فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود أمس الجمعة بجامع عائشة أم المؤمنين بالحد, حول موضوع الخير من وراء الشر ومرحلة البناء ومعالجة المشاكل. وفيما يلي نصها:
قال الله تعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٢١٦)» البقرة.
معنى كتب عليكم القتال
المقصود من قوله تعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ» أن من قدر الله عليكم أن يقاتلكم بعض الناس، ومطلوب منكم أن تدافعوا عن أنفسكم وأعراضكم وأموالكم وأرضكم ودينكم وأمتكم.
معنى وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
أما قوله تعالى: «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» فهي قاعدة عامة لكل ما يقع على الناس من غير اختيار منهم مما يكرهونه ولا يحبونه فإن وراءه خير, لكنهم لا يعلمون ما فيه من الخير في وقته, فقد يعلمونه فيما بعد في حياتهم, أو يعلمه من يأتي بعدهم, أو يستأثر الله بعلمه, ولذالك كان من أركان الإيمان الإيمان بالقدر خيره وشره, أي الرضى بما يقع على الإنسان من خير أو شر. وليس معنى ذلك أن يستكين ولا يدفع عن نفسه الضر والشر, بل عليه أن يدفع القدر النازل عليه بالقدر الذي يستطيعه كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان متوجها إلى الشام وعلم أن الطاعون ينتشر بالمدينة التي يريد أن يدخلها فرجع عن الدخول إليها, وقال لمن أنكر عليه بقوله: أتفر من قدر الله؟ أفر من قدر الله إلى قدر الله.
الخير من وراء الشر الذي حدث لأهل البحرين
وهذا ما رأيناه رأي العين فيما وقع على أهل البحرين من أحداث خلال عام مضى, فقد كان قدرا علينا وقدرا لنا, وكان وراء ما وقع من أمر نكرهه خير كثير.
ومن هذا الخير الكثير أمور منها:
الأول: عرفنا من هذه الأحداث الصديق من العدو, والمخلص من المنافق, والمحسن من المسيء، كما قال الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير عرفتها عدوي من صديقي
الثاني: عرفنا أن الموقف الموحد للغيارى من هذا الشعب هو الدرع الواقي لحماية دولتنا وعروبتنا وإسلامنا وأمننا وأرواحنا وأعراضنا وأموالنا.
الثالث: شعور بعض قادة دول مجلس التعاون الخليجي بأهمية العمل الاتحادي ودعوتهم إلى الارتقاء بمجلس التعاون الخليجي من التعاون إلى الاتحاد والعمل على تحقيقه, فكان أكبر فائدة جنيناها للرد على من عمل على تمزيق أقطارنا وتخريب وطننا كما خربوا العراق وأفغانستان ولبنان وغيرها من دول العالم العربي والإسلامي.
الرابع: تغير سلوك الكثيرين منا نحو الأحداث السياسية والوقائع الحياتية والفساد المالي والإداري والأخلاقي الذي انتشر في بلادنا من اللامبالاة إلى المطالبة بمحاربة هذه الأوبئة الخبيثة والعمل على إصلاح ما فسد.
الخامس: الاهتمام بالعمل السياسي للوصول إلى المشاركة في إدارة الدولة وتنميتها وعلاج المشاكل التي تشيع فيها.
سادسا: أتيحت الفرصة لكل فئات المجتمع أن تقيم أعمال الحكومة خلال العقود الماضية فكان انعقاد حوار التوافق الوطني فرصة ذهبية للشعب البحريني للبحث عن الأسباب الداخلية للأزمة التي مررنا بها, وقد كانت نتائج هذا الحوار الاتفاق على ما يزيد على ٢٩٠ قضية تحتاج إلى إصلاح وتغيير في جوانب حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقضائية والتشريعية.
الوضع اليوم أفضل من عام مضى
إن الوضع السياسي والأمني اليوم والرؤية المستقبلية لإنهاء الأزمة التي مازالت لها آثار باقية فيما أرى أفضل مما كنا عليه قبل سنة بفضل من الله تعالى وبفضل الجهود التي بذلها شعبنا وبذلتها الحكومة على جميع المستويات وعلى جميع الأصعدة, ولذلك لا ينبغي لنا أن نستصحب الخوف من التسليم لمطالب المستكبرين والمتغطرسين.
نعم لم يقدر بعض المسئولين في الدولة إن لم يكن الكثير منهم في الماضي الأمور حق قدرها, ولازمتهم النية الطيبة والأمل المفرط في علاج أسباب المشاكل, غير أن الأزمة قد كشفت تلك الغشاوة عن الأعين والغفلة عن القلوب والصمم عن الآذان فيما نظن بما لا يدع مجالا للشك أنهم لن يعودوا إلى تلك الغفلة والغشاوة والصمم مرة أخرى, ومع ذلك لا بد أن نراقب ونكون على حذر دائم فإن بعض الأعداء ما زالوا على موقفهم من العمل على تمزيق دولنا العربية والإسلامية كما قال الله تعالى: «كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (٨) اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (١٠)» التوبة.
مرحلة البناء ومعالجة المشاكل
بعد أن قدمت لجنة متابعة تطبيق توصيات لجنة تقصي الحقائق تقريرها خلال هذا الأسبوع لملك البلاد فقد انتهينا من مرحلة الاعتراف بالأزمة وتشخيصها وطريقة علاجها, ولا بد أن ننشغل مع الحكومة بخطة تستعيد بها البحرين عافيتها ولذلك نحن بحاجة للاهتمام بأمور:
أولا: معالجة الخلل في العمل الحكومي.
ثانيا: العمل على وضع نهاية للأزمة التي مرت بها البحرين.
ثالثا: التحرك للبناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية وغيرها.
لا يجوز لنا أن نتحرك على محور واحد حتى ننتهي منه، بل يجب علينا أن نتحرك على المحاور الثلاثة في آن واحد ما أمكن ذلك.
رغم أن العمل على وضع نهاية للأزمة التي مرت بنا في البحرين يعتبر من المهام الكبيرة التي يجب العناية بها والتحرك من أجلها, فإن هذا التحرك يحتاج إلى نوايا صادقة من جميع الأطراف السياسية وخاصة من الأطراف الفئوية الدينية الإقصائية التي تسببت في الأزمة وقادتها حتى يومنا الحاضر.
إفشال قوى التأزيم لجهود إنهاء الأزمة
وإذا كانت الفرص قد أعطيت لقوى التأزيم للوصول مع بقية الأطراف الشريكة في البلاد مع النظام إلى حل إلا أن تلك الأطراف أثبتت بالقول والفعل أنها تريد أن تفرض رأيها على النظام وعلى بقية الأطراف بجدول هم يضعونه وبآلية هم يفرضونها وبطريقة هم يقرونها وبنتائج هم يصلون إليها مفصلة لهم تفصيلا للوصول إلى الغايات التي يحلمون بها, ولا يريدون لغيرهم من الأطراف السياسية الممثلة لجميع مكونات البحرين أي مشاركة فعلية فيها، وهذا ما جعل بقية المكونات السياسية ترفض الدخول في مثل هذا الحوار المعروفة نتائجه سلفا لخدمة الأغراض الفئوية الدينية التي تريد أن تقصي غيرها من المواطنين.
مهام أمام الحكومة وأمام القوى الوطنية
أمام الحكومة مهام عاجلة أخرى ومن أهمها معالجة الخلل في العمل الحكومي:
١- أمام الحكومة نتائج الحوار التوافقي الوطني الذي اتفق على أكثر من ٢٩٠ موضوعا يحتاج إلى إصلاح, ولذلك نطلب من الحكومة أن تعمل على علاج هذه القضايا فورا وخاصة معالجة الفساد المالي والإداري والأخلاقي الذي يستنزف ثروات البحرين وخيراتها وقدراتها الوطنية وتفرد أهلها بالمكانة الأخلاقية التي يشهد لها القاصي والداني والقريب والبعيد.
٢- كما أن أمام الحكومة التحرك للبناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية وغيرها مما يثبت أركان الدولة.
٣- وأمام الحكومة مهمة محاسبة المخالفين والمتنفذين الذين كانت أيديهم غير الأمينة سببا لخلق البيئة الفاسدة التي ساعدت على ظهور هذه الأزمة ولاسترجاع ما كسبوا بغير حق وإعادته إلى خزانة الدولة.
٤- كما نحن بحاجة إلى التمسك بتطبيق القوانين على جميع من ارتكب في حق الوطن والمواطنين أي جرم وعدم الرضوخ لأي ضغوط داخلية أو خارجية.
٥- ونحن بحاجة إلى توحيد المواقف الشعبية رغم اختلاف التوجهات الدينية والفكرية والسياسية, فهذا الاختلاف سنة من سنن الله تعالى في عباده حيث يقول سبحانه وتعالى: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ», وأقل ما يجب على هؤلاء المختلفين أن يكفوا عن الطعن في بعضهم البعض واختلاق الصراعات الداخلية بينهم فالوطن بحاجة إلى لمّ الشمل وتوحيد الصف, والعدو لازال يتربص بنا الدوائر, وستكون عليهم دائرة السوء بإذن الله تعالى بفضله ومنّه وكرمه وبتوحيد صفنا إنه سميع مجيب.
.
مقالات أخرى...
- «الشباب العربي» تشارك في الملتقى الحقوقي
- لم يلتزموا بخطوط السير المحددة.. وخربوا ممتلكات عامة وخاصة.. وروعوا الآمنين
- تعزيز دور المؤسسات للمساواة بين الجنسين
- إلقاء تفاحة في القمامة كإهدار ٧٠ لترا من المياه
- يتصل بالطوارئ لمساعدة زوجته على النوم
- خبراء البنك يساعدون في مشروع إيصال الدعم إلى مستحقيه
- رئيس الإعلام يبحث التعاون مع «قناة الجديد» اللبنانية
- الوفاق تجاوزت كل الحدود!
- غياب الفكر القومي مدد المشروع الفارسي
- ٤٨٠٧ خريجين استفادوا من برامج تأهيل الجامعيين
- محاضرة بمعهد الشيخ خليفة للتكنولوجيا
- المؤتمر العالمي الثاني للتأمل وتعزيز الذات ينعقد بالبحرين ١٨ القادم
- «الأعلى للمرأة» يشارك في مؤتمر تحقيق المساواة في تركيا
- «مهرجان عائلي» بمركز مدينة عيسى الاجتماعي اليوم
- «البحرين في عيون الأطفال» تنطلق بعراد اليوم
- وقفة احتجاجية ضد التوزيع المناطقي في مشـروعي إسـكان قـلالي والبسـيتين
- «بابكو» تشارك بفعالية مؤتمر خطوط الأنابيب
- جامعة الخليج تفتح باب القبول بكلية الدراسات العليا
- المنتدون يضعون رؤية عربية حول المكافحة
- وكيل الأشغال تتفقد احتياجات سادسة مدينة حمد
- نادي المراسلين يرعى فعالية إلكترونية
- الحكومة تتحفظ على قانون نيابي بإنشاء صندوق للادخار
- وزير الأشغال يناقش الاحتياجات الخدمية مع وفد سماهيجي
- مشاركة واسعة في معرض «مراعي »٢٠١٢ والمربون يطالبون باستمراره
- نظام الأسد يخصص جنودا من رجاله لتعذيب الجرحى بالمستشفيات!
- النواب يطالبون الحكومة بالمعاملة بالمثل بشأن منح تأشيرات السفر مع السفارات المتواجدة في البحرين
- الشيخ علي مطـر يحـذر من الطـائفية بين الأطفـال
- نداء إلى الملك بأن السنّة مازالوا مهمشين لا يجوز السكوت عن قضية الطفل عمر
- للكأس حد ثم يفيض.. إلى متى ستظل تسفك دماء رجال الأمن؟
- ســـــــــت مدارس حكومية تتعرض لاعتداءات مختلفة
- اختيار شركة بريطانية متخصصة تحسبا لأي تلوث بحري
- قطر تسعى للسيطرة على أهم مجموعة فرنسية
- حكم بإعدام رجل بالتقطيع إربا
- امرأة تؤجّل زفافها لمعالجة سحلية