الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٩ - السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

الدكتور فيصل الغرير يحكي مآسي ما رآه وما سمعه في سوريا

نظام الأسد يخصص جنودا من رجاله لتعذيب الجرحى بالمستشفيات!





في خطبته ليوم الجمعة بجامع صلاح الدين قال الدكتور فيصل عبدالله الغرير: في الأسبوع الماضي كنت في زيارة لإخواننا اللاجئين السوريين على الحدود الأردنية السورية مع اللجنة البحرينية المشتركة للجمعيات الخيرية وقمنا بعدة زيارات منها زيارة أسر الشهداء والجرحى وسمعنا قصصا مؤلمة صُدِم الجميع عند سماعها، منها قصة أحد الشباب تم إطلاق النار عليه في صدره وفي رقبته ومع ذلك أخذوه وعذبوه وهو جريح ثم أرسلوه إلى المستشفى وكان يوجد فيه جرحى كثيرون ولا يوجد طبيب ولا ممرض مع وجود عناصر الأمن السوري، يقومون بتعذيب الجرحى. يقول هذا الشاب: فقاموا بتعذيبي ومما رأيت طفلا عمره ١٤ سنة كان جريحاً ويصرخ على أحد رجال الأمن السوري ويقول لهم الله أكبر عليكم فقام بنحره وفصل رأسه عن جسده، يقول استمر التعذيب حتى أطلقوا علي الرصاص في رجلي ورأسي وأغمي علي فأدخلوني للثلاجة وجاء أهلي حتى يأخذوا جثماني لدفني فلما ذهبوا بي إلى البيت وجدوني أتنفس فذهبوا بي إلى مستشفى آخر وأجروا لي عمليات عدة، ثم خرجت إلى الأردن للعلاج وعلم الأمن السوري أنني مازلت حياً فذهبوا إلى بيتي وأحرقوا سيارتي وبيتي ولي زوجة وثلاثة أولاد لا علم لي بهم منذ تسعة أشهر. ورجل آخر شاهدناه ورأينا أصابعه مقطعة فسألناه عن سبب ذلك قال بعد أن قام الأمن السوري بتعذيبي جاءوا بصورة المجرم بشار وقالوا لي اسجد لربك بشار، فقام ومزق الصورة ثم قاموا بتعذيبه وصلبه ووضعوا متفجرات في يده اليسرى وفجروها انتقاماً منه، وآخر تم تعذيبه لأنه كان يصرخ ويرفع صوته في الشوارع بكلمة الله أكبر.

والتقينا أحد المصابين من حماة وقد قطعت يده بسبب شظية، يقول: رأيت شابا اسمه خالد مصابا بطلق ناري ومرميا على الأرض، فلما مرت عليه الدبابة وتجاوزته رآه الضابط فقال لسائق الدبابة ارجع إليه فقام بدهسه بالدبابة ذهاباً وإياباً. وكل هؤلاء الذين ذكرنا قصصهم مروا بعدة مراحل للقتل والموت بعد إصابتهم، ولكن الله أنقذهم وهم الآن يعالجون في المملكة الأردنية.

ومن العجائب - في زيارتنا - أن أحد الجرحى يقول: يهون علينا التعذيب والضرب والقتل لكن أن يُسب الخالق ويسب الرسول صلى الله عليه وسلم فإننا لا نقدر على سماع ذلك حتى إن بعض المعذبين يقول لهذا المسجون الجريح أين ربك ليخلصك من السجن؟

أيها المسلمون: ومن المواقف المؤلمة اقتحام المساجد وتمزيق المصاحف والتبول عليها وكتبوا بالفارسية سبا وشتما لأبي بكر وعمر وكل شيء موثق بالصور، وتحدثوا عن حوادث اغتصاب في المساجد وشرب للخمور فيها وجعلوا المساجد ثكنات عسكرية لهم، حتى ان إحدى النساء تصرخ وتقول: لا نريد أي معونة سوى حبوب منع الحمل فأي عارٍ لحق أمة محمد صلى الله عليه وسلم سيدون في هذه الحقبة من التاريخ.

العجز والخذلان والذل والعار والخزي والهوان، وسوف نسأل يوم القيامة عنهم. اللهم خفف عنا الحساب وارفع عن إخواننا العذاب.

معاشر المسلمين: أختم حديثي ونحن نسمع عن هذه المآسي والمصائب والانتهاكات إلا أننا نسمع من إخواننا ما يرفع معنوياتنا من البطولات المشرفة هناك وصمودهم وثباتهم ويقولون نحن ثابتون وصامدون حتى سقوط النظام السوري الظالم الكافر حتى لو كلفنا أرواح الملايين، فهذا جهاد إما النصر وإما الشهادة لإعلاء كلمة الله عز وجل ونراهم متفائلين ويقولون: النصر قريب النصر قريب، ونحن نقول لهم يا أهل الشام اصبروا وصابروا ورابطوا، فقد وصى رسولنا صلى الله عليه وسلم فقال طوبى للشام وحث المسلمين على الجهاد مع جند الشام ويكفي أنه قد فتح باب الجهاد بالمال والنفس لإعلاء كلمة الله، وها نحن نسمع هتافات المسلمين هناك تنادي الله أكبر الله أكبر الله أكبر ونرى تعلقهم واعتمادهم الكامل على الله عز وجل، ما لنا غيرك يا الله، وسمعنا عن الكثير من المبشرات والانتصارات والكرامات من الله عز وجل فها هم الشبيحة والمغتصبون الظالمون يُقتلون يومياً، ولكن التعتيم الإعلامي لا يظهر حقيقة ما يجري هناك.

ونقول لإخواننا وأخواتنا الأبطال في الشام عذرا على تقصيرنا, ونقول لكم: اصبروا واثبتوا فإن النصر قريب، يقول الله تعالى: «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب». ويكفيكم فخراً يا أهل الشام أنكم في أرض جهاد ورباط، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها» ومن مات منكم فهو شهيد بإذن الله نحسبه كذلك، والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.

وهذا يدعونا إلى أن نحدث أنفسنا بالجهاد ونربي أولادنا على الجهاد بالمال والنفس لنكون مستعدين لأي خطر يُحدق بالأمة الإسلامية.

وأن نعلم أن ترك الجهاد في سبيل الله خطر على الأمة، وأن الله يسلط عليها الذل والهوان حتى ترجع إلى الحق والدين.

اللهم إننا نشكو إليك ضعف قوة المسلمين وقلة حيلة المستضعفين، وهوانهم على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين، الطف بحال إخواننا في سوريا وارحمهم، وأنزل عليهم السكينة والثبات في قلوبهم، وزلزل بالرعب قلوب أعدائهم.

اللهم ضعف الناصر إلا بك، وقلت الحيلة إلا بك، وانقطعت الحبال إلا حبل الرجاء فيك، فأنت الرب الكريم ونحن العصاة العبيد، فعاملنا بكرمك واستجب دعاءنا في إخواننا بسوريا، وأغثهم بنصرك فلا مغيث لهم سواك ولا ناصر لهم إلا إياك.

ربنا ورب كل شيء ومليكه ارفع البلاء عن إخواننا في سوريا وأنزل رحمتك عليهم، ارحم ربنا أطفالاً تذبح لا حول لهم ولا قوة إلا بك، وارحم نساء تغتصب لا حافظ لهن إلا أنت، واحفظ رجالاً ضاقت عليهم بلاد الشام بما رحبت، اللهم صن أعراض العفيفات واحفظهن من لئام الرجال وصن دماء المسلمين وفرج كربتهم وانصرهم على عدوهم.

اللهم أرنا في النصيريين وسائر الباطنيين عجائب قدرتك، وأنزل بهم بأسك، اللهم أضعف شوكتهم ونكس رايتهم وأعدهم إلى الذل والهوان وانصر أمة محمد عليهم، اللهم اشف صدور المؤمنين منهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا سميع يا قريب يا مجيب أجب دعاءنا.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة