الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٢٠ - الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


حوار «الطرشان»!





هناك قول مأثور مفاده (السياسة هي امتداد للحرب بوسائل أخرى).. ويبدو أن (الوسائل الأخرى) في السياسة لدى (الوفاق) ومن لف لفها هي أسلحة الحرب ذاتها!.. حيث لم يكفِ هؤلاء انهم أدخلوا البحرين وأهلها في حرب بالوكالة بناء على توجيهات (ولاية الفقيه) الايرانية منذ شهر فبراير العام الماضي، فإنهم حين أعلنوا موافقتهم على (الحوار) ذهبوا اليه بأسلحة الحرب!.. فالعنف لا يزال يكتنف أنشطتهم السياسية ومظاهراتهم ومسيراتهم، ولعل آخرها ما حدث في مسيرة يوم الجمعة الماضي، حيث كانت قنابل «المولوتوف» الحارقة وتكسير وتدمير سيارات الشرطة وأعمدة الانارة ومحاولة الزحف الى الميادين التجارية والاقتصادية.

والمضحك في الأمر أن (الوفاق) تعلن دخولها (الحوار) بدون شروط، ثم تضع هي شروطا للحوار (مبادرة ولي العهد ووثيقة المنامة، ولجنة تقصي الحقائق في تقرير بسيوني)! وسياسة (الوفاق) هذه هي التي تثبت انهم لا يسعون صادقين إلى الحوار، بل يريدون فقط ارضاء أطراف أجنبية خارجية تدعمهم وبالتحديد (أمريكا). وفي النهاية سيقولون: «نحن حاولنا ايجاد حل سياسي ولكن (الدولة) لم تتعاون معنا»!، وهي سياسة مفضوحة للجميع!

الأمر الآخر المضحك في شروط الوفاق قولهم أكثر من مرة اننا سنتحاور مع (الدولة) فقط، ولن نقبل بحوار مع أطراف أخرى (تجمع الوحدة الوطنية والمنبر الإسلامي والأصالة)، وهم يدركون تماما أن مشكلتهم الأساسية من بعد أحداث شهر فبراير العام الماضي لم تعد مع (الدولة) وحدها، بل مع غالبية الشعب البحريني (شيعة وسنة)، لأنهم فقدوا الثقة في شعارات وتصرفات «الوفاق» ومن لف لفها من قفازات «حزب الله» في البحرين.. واذا لم يصلح هؤلاء من تصرفاتهم تجاه (الأطراف الأخرى) التي تختلف معهم، فان أي «حل سياسي» مع الدولة لن تكون له أية منفعة وطنية، وستظل النفوس والقلوب والعقول تفور كالبراكين داخل البشر.

وكيف للحوار أن ينجح اذا لم تتوقف آلة العنف والتخريب والتدمير والحرائق وقتل رجال الشرطة وتخريب الممتلكات العامة والخاصة؟!.. وفي كل مرة تقول (الوفاق): «اننا لسنا معنيين بهؤلاء وتصرفاتهم»!.. لكنهم يفعلونها في مسيراتكم المرخص بها! وأنتم المسئولون أمام القانون.. لكن يبدو أن (الوفاق) تفهم «السياسة» باستخدام أسلحة الحرب! وهي أسلحة لن توفر النجاح لأية مبادرة (حوار).. وسنكون أمام «حوار الطرشان»!







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة