الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٠٣ - الخميس ٨ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٥ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


ماذا تختارون.. (ولاية الفقيه) الإيرانية أم الدولة العصرية؟!





كلما خرجنا من موعد بالمواجهة الطائفية، عدنا إلى تهديد بموعد جديد، مثلما حدث مع تاريخ ١٤ فبراير الماضي، والآن يتحدثون عن مواجهة طائفية في ٩ مارس الجاري، ولكن المسألة الآن باتت واضحة للجميع، فهي لا تتعلق بمطالب سياسية أو ديمقراطية مثلما يدعون، إنما هو تحرك طائفي يريد شق الوطن الواحد، والشعب الواحد.. انه تحرك تحريضي يريد الدفع بالإكراه والتخويف للاخوة في الطائفة الشيعية الكريمة لكي تغادر إلى الأبد (الدولة المدنية) الحديثة التي نعيشها في البحرين حاليا، وإدخالها قسرا في حوزة (ولاية الفقيه) الايرانية من خلال ممثل المرشد الأعلى في البحرين!

أصبحنا الآن أمام مفترق طرق.. إما الانتماء إلى الدولة المدنية الحديثة، والدولة الدستورية العصرية، وإما الانتماء إلى حوزة (ولاية الفقيه) الإيرانية.. فمن يتبع (ولاية الفقيه) من المواطنين البحرينيين يكون قد اختار شعار (إسقاط النظام) وإقامة جمهورية إسلامية ايرانية في البحرين! تماما مثلما حدث في (الدوار) في فبراير العام الماضي.. وعلى الجمعيات السياسية التي سوف تشارك في تحرك (ولاية الفقيه) أن تتحمل مسئولية قرارها، لأن شعار (إسقاط النظام) يعني حق الأجهزة الأمنية في الرد على هذه التحركات المشبوهة التي تدخل في نطاق المؤامرات التي تحاك ضد شرعية الدولة العصرية في البحرين.

من جديد.. نحن أمام خيارين لا ثالث لهما.. (دولة عصرية مدنية) مثلما نعيشها حاليا، أو حوزة (ولاية الفقيه الايرانية)!.. ففي الأولى تكون (الديمقراطية) والحريات الشخصية والمدنية وسيادة القانون والمساواة والعدل والتنمية الاقتصادية والاستقرار والأمن والحياة المعيشية الكريمة هي السائدة فيها.. وفي الثانية (حوزة ولاية الفقيه الايرانية) سيكون الاستبداد والديكتاتورية، ومصادرة الحريات الشخصية، والتدهور الاقتصادي والبؤس الاجتماعي والمعيشي واضطهاد المرأة هي معالم الحياة (عفوا الموت) السائدة فيها!

نحن لا نبالغ بهذه المقارنة.. فقط قارنوا بين الحياة السياسية والاجتماعية والمعيشية التي يعيشها المواطن البحريني بنظيره الايراني حاليا، باعتبار ان (ولاية الفقيه) في البحرين لن تكون أفضل حظا من مثيلتها في ايران، إذ أشارت الاحصائيات إلى ان معدل التضخم في البحرين ٢ بالمائة، وفي ايران ٥٠ بالمائة!.. ومعدل البطالة في البحرين ٣,٥ بالمائة بينما في ايران ٢٥ بالمائة! وأسعار اللحوم في البحرين، الكيلوجرام الواحد بدينار، بينما في ايران فإن سعر كيلو اللحم ٩,٤ دنانير!

مجددا.. انه الاختيار بين الدولة المدنية الحديثة في البحرين، وبين حوزة ولاية الفقيه الايرانية.. فماذا تختارون يا أولي الألباب؟!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة