صدقت نبوءة الدكتور النفيسي في المنطقة!
 تاريخ النشر : الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢
عبد المنعم ابراهيم
قبل عشر سنوات تقريبا كتب محللون (من بينهم الدكتور عبدالله النفيسي من الكويت) عن وجود مخطط أمريكي لتقسيم منطقة الخليج العربي على أساس طائفي، ويقضي هذا المخطط بإقامة دولة (شيعية) تمتد من الكويت إلى المنطقة الشرقية بالسعودية مرورا بالبحرين.. وكان كثيرون منا يستبعدون هذا الرأي من منطلق التأثر بالصراع (العلني) بين ايران (الشيعية) وأمريكا منذ عام ١٩٧٩ حتى الآن، ولكن تطور الأحداث اللاحقة كشف عن صحة هذا المخطط وتنفيذه على أرض الواقع.
بدأ تنفيذ هذا المخطط بالاحتلال الأمريكي للعراق ثم تسليم سلطة الحكم هناك لأحزاب شيعية طائفية تابعة للنفوذ الايراني.. ثم تحرك المخطط ليشمل البحرين، وتكشفت الأمور بوجود دعم أمريكي واضح لجمعيات سياسية طائفية شيعية أبرزها جمعية «الوفاق»، وتسعى أمريكا لتسليم السلطة في البحرين إلى هؤلاء الذين ينتمون إلى مرجعية (ولاية الفقيه) في ايران!
ولا يخفى على أحد أن الساحة الكويتية شهدت حضورا كبيرا للنفوذ الايراني خلال السنوات الأخيرة، وأصبح كثير من النشطاء السياسيين الكويتيين وبعض النواب في مجلس الأمة يظهرون تعاطفهم وتأييدهم للدور الايراني! وحضور (حزب الله) في المشهد السياسي الكويتي، ولا يخفون تعاطفهم مع الجمعيات الطائفية في البحرين مثل جمعية «الوفاق» وغيرها من جمعيات (حزب الله) اللبناني العاملة في البحرين.
وفي الآونة الأخيرة راحت أصابع خفية (ثم أصبحت علنية) تعمل على التحرك الطائفي في المنطقة الشرقية بالسعودية، بقصد ارباك الأوضاع الأمنية هناك وتهديد المملكة في أخطر منطقة جغرافية بها، حيث تحتوي على آبار النفط والغاز، والسعودية تصدر حوالي عشرة ملايين برميل يوميا من النفط إلى بقاع العالم.. وصارت السلطات السعودية تواجه في منطقة القطيف حوادث شغب يومية تقريبا، قالت السلطات يوم أمس الأول إن جهات خارجية تقوم بتحريك (الإرهابيين الجدد).
إذن ما قاله الدكتور الكويتي عبدالله النفيسي ومحللون آخرون لم يكن ضربا من الخيال قبل عشر سنوات تقريبا.. ويبقى السؤال: ما الذي يدفع أمريكا إلى تحقيق هذا السيناريو، وإقامة الدولة الجديدة التي تمتد من سلطنة عمان حتى الكويت في الضفة الشرقية من الخليج؟!
إنه الذهب الأسود.. انه النفط.. الكنز الذي تنافس عليه الأمريكان والأوروبيون في ليبيا - القذافي! والآن يحلمون بالسيطرة عليه في منطقة الخليج العربي.. ليس حبا في ايران! ولا في الدولة الطائفية الجديدة! ولا حبا في الاخوة من الطائفة الشيعية الكريمة! انه النفط الذي سيعوض على الأمريكان خسائر المديونية والأزمة الاقتصادية العالمية!
.
مقالات أخرى...
- ماذا يفعل «الثيك تانك» بأمريكا وحلفائها في العالم؟! - (21 فبراير 2012)
- إلى متى «ندفدف» عليهم؟! - (20 فبراير 2012)
- قوافل شهود الزور الأمريكية! - (16 فبراير 2012)
- (مُـضطـهَـدون).. لكن من قبل حزب الله في البحرين! - (15 فبراير 2012)
- ١٤ فبراير.. لتكن الزهور سلاح المحبة بينكم! - (14 فبراير 2012)
- بين مصر وأمريكا معركة كرامة! - (13 فبراير 2012)
- من يحرز هدف الفوز لجمعية أصدقاء البيئة؟ - (12 فبراير 2012)
- حين تلتقي مواقف برلمانية مع أجندة المخربين! - (9 فبراير 2012)
- المراهنة على السعودية وليس الأسطول الخامس الأمريكي! - (8 فبراير 2012)