محللون: العقوبات على إيران تتمخض عن نتائج غير مرغوبة وغير مستهدفة
 تاريخ النشر : الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٢
لندن - رويترز: فشلت العقوبات الغربية حتى الآن في منع إيران من مواصلة العمل في برنامجها النووي، وباتت اثارها الجانبية غير المتوقعة وغير المقصودة تفرز مجموعة جديدة من التحديات.
فالغياب المتوقع لانتاج النفط الخام الايراني يساعد على دفع اسعار النفط إلى مستويات تعتبر مهددة للاقتصاد العالمي. وتشير تقديرات من شركة بترولوجيستيكس المتخصصة في استشارات صناعة النفط ومن شركة نفطية إلى ان صادرات النفط الايرانية انخفضت بالفعل على ما يبدو هذا الشهر بنحو ٣٠٠ الف برميل يوميا او ١٤ في المائة وهو اول انخفاض كبير في الشحنات هذا العام.
وارتفعت اسعار النفط بشدة بعد هذه الانباء وقفز مزيج برنت الاوروبي إلى اكثر من ١٢٧ دولارا للبرميل مرتفعا بنسبة اربعة في المائة عن ادنى مستوى له خلال اليوم.
ومن ناحية اخرى يساور القلق معظم متابعي الشأن الايراني ومن بينهم بعض المسئولين الغربيين من انه بدلا من ان يؤدي تصعيد الضغط الاقتصادي إلى انصياع إيران للمطالب الدولية فقد يجعل الجمهورية الاسلامية اكثر اضطرابا ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتها.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عدة جولات جديدة من العقوبات هذا العام على النفط والنشاط المالي الايراني الاوسع بما في ذلك استهداف البنك المركزي للجمهورية الاسلامية. وبينما تقول طهران ان نشاطها النووي سلمي تماما تعتقد اسرائيل والدول الغربية انها في طريقها إلى صنع قنبلة نووية، وهو ما من شأنه ان يغير ميزان القوى في المنطقة. وتقول دينا اسفاندياري الباحثة المتخصصة في الشأن الايراني في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن «العقوبات لها تأثير - وليس فقط التأثير المفترض ان تحدثه». واضافت «العقوبات ليس لها التأثير المرغوب على النظام - اذا كان لها أي تأثير، فربما يجعله (النظام) اكثر التزاما».
وفي الوقت الذي قد يتحمل فيه الايرانيون العبء الاكبر للعقوبات الاقتصادية فان الشعوب في انحاء العالم تشعر ايضا بتأثيرات شديدة لارتفاع اسعار الوقود التي ترفع ايضا من اسعار الغذاء ومعدل التضخم.
والى جانب زيادة التكهنات بشأن احتمال توجيه اسرائيل ضربة عسكرية إلى ايران ساعدت العقوبات في رفع اسعار النفط بما يصل إلى ١٥ في المائة هذا العام لكنها تراجعت بعض الشيء في الاسابيع الاخيرة. وبلغ القلق في بريطانيا والولايات المتحدة فيما يبدو مبلغا دفعهما إلى البدء في استخدام وقود من الاحتياطي الاستراتيجي. لكن دولا اخرى كثيرة اغلبها من غرب اوروبا لم تفعل ذلك ربما لقلقها من تناقص المخزون في الوقت الذي يظل فيه خطر حدوث صراع على نطاق واسع في الخليج قائما.
ولا يرى البعض خيارات تذكر، وخاصة بالنسبة للرئيس الامريكي باراك اوباما في عام انتخابات. ويقولون ان العقوبات الغربية القوية امر رئيسي لابعاد اسرائيل عن توجيه ضربة عسكرية. وقالت حياة ألفي الاستاذة المشاركة لدراسات الشرق الاوسط بكلية الحرب التابعة للبحرية الامريكية «العقوبات ورطة حقيقية للمجتمع الدولي. نظرا إلى الترابط العالمي ستتأثر بشدة كثير من الاقتصادات الهشة وكذلك فرص انتعاشها... بدأنا بالفعل نرى بعض هذه الاثار».
وتعارض قوى اسيوية مثل الصين والهند بالفعل تشديد العقوبات غير ان دبلوماسيين غربيين يقولون انه ربما يجري اقناعهما. ورغم تعهدات السعودية خصم إيران القديم بتعويض نقص النفط الايراني هناك تشكك واسع النطاق في سوق النفط في ان لديها فعليا الطاقة الفائضة.
وسواء نجحت العقوبات الغربية أو لم تنجح ربما يكون من غير السهل الان بالنسبة للدول الغربية تغيير مسارها بشكل كبير لخفض او رفع العقوبات حتى ان ارادت ذلك.
ففي الولايات المتحدة ربما يجد البيت الابيض من المستحيل تقريبا رفعها في ظل وجوب موافقة الكونجرس، لكنه قد يصدر اعفاءات رسمية للسماح بمزيد من التجارة النفطية مع ايران.
وتعرض كل من طهران والقوى الغربية والاتحاد الاوروبي في الاونة الاخيرة بين الحين والاخر استئناف المحادثات النووية، لكن الفجوة بينها لا تزال واسعة بدرجة دفعت كثيرا من المحللين إلى التشكك في ان اجتماعا محتملا سيعقد في إبريل قد ينجز الكثير.
وتقول روزماري هوليس رئيسة برنامج دراسات الشرق الاوسط في جامعة سيتي بلندن «الشيء الرهيب هو ان هذه هي اللحظة التي يوجد فيها احتمال للبدء في احراز تقدم على الاقل. لكننا سنفقدها». ويصعب القول على وجه التحديد ماذا ستكون اثار العقوبات على إيران وسياستها المتصلبة التي لا يمكن التنبؤ بها، وخاصة اذا ظلت مطبقة لسنوات.
وتقول وكالة الطاقة الدولية انه اذا انضم كبار المشترين من إيران إلى حملة مقاطعة اوسع للخام الايراني فان صادراتها قد تنخفض بمقدار مليون برميل يوميا بنهاية العام.
وحتى مع مواصلة العديد من الدول الشراء فان صادرات النفط الايرانية تبلغ حاليا نحو ٢.٢ مليون برميل مقابل اكثر من ٢.٦ مليون.
وفي حين ان اسعار النفط العالمية ستعني ان طهران ربما تجني الان المزيد من الاموال مقابل كل برميل فان الانخفاض في حجم الصادرات قد يبدد هذه المكاسب.
.
مقالات أخرى...
- الفلسطينيون يدعون العرب إلى تنفيذ ما تم الالتزام به من مساعدات مالية
- مقتل ١٥ متمردة كردية بأيدي قوات الأمن التركية
- إصابة فلسطيني برصاص مستوطنين في الضفة الغربية
- وزير خارجية تونس يخشى من«انعكاسات» هجوم تولوز على المهاجرين
- وزير الدفاع السعودي يشيد بعلاقات الشراكة مع وزارة الدفاع الفرنسية
- مجلس التعاون ينتقد تصريحات وزير الخارجية الروسي بشأن سوريا
- العراق: المالكي استعان بمشعان الجبوريلمحاربة إياد علاوي وأسامة النجيفي
- وفاة رئيس الوزراء العراقي الأسبق ناجي طالب
- مسئولون أمريكيون وأوروبيون: إيران تساعد الأسد في إخماد الاحتجاجات
- الأعضاء المنتخبون في «برلمان مصر» يبدأون انتخاب جمعية لوضع الدستور
- توقيف ٢٢ شرطيا عراقيا على إثر هروب ١٩ معتقلا بينهم عناصر في القاعدة