الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٢٢ - الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٤ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

ثلثاء المعتوق
الحالة الذهنية للاعبين





أخذتني فرصة اللقاء السريع في الصالة الرياضية أثناء تغطيتي لمباراة الأهلي وباربار ومدرب منتخب شباب اليد الدنماركي الناجح أورليك، وكان أول سؤال تبادر إلى ذهني في تلك اللحظة هو استشفاف وجهة نظر أورليك الفنية حول مستوى الدوري العام ومخرجاته، وما إذا كان مقتنعا بثوبه وطريقة إداراته الحالية؟ ومن دون تردد وبسرعة لم أكن أتوقعها قال أورليك: لو كان الأمر بيدي لغيّرت الطبيعة المملة للدوري، وتدارك الموقف وأكمل تصريحه قائلا: التغيير ليس الآن فلم يتبق الكثير على نهاية الدوري والتدخل الحالي يربك الحسابات، مع تضارب المصالح بين الأندية المشاركة، ولكن التغيير مطلوب وإذا ما بقيت على رأس القيادة الفنية للمنتخب فسوف يكون تغيير المسابقات المحلية على رأس أولوياتي للمرحلة القادمة.

وأضاف: هناك عوامل مساعدة لها تأثيرها المباشر على انعدام الحيوية والتشويق في المباريات يعود معظمها إلى قلة الحماس وغياب الرغبة الطبيعية في اللعب للظروف النفسية والذهنية التي تكمن في عقلية اللاعب البحريني في الفترة الحالية. ومن جانبي أشاطر المدرب الدنماركي أورليك في كل ما ذهب إليه من تحليل عميق لواقع ملموس، فمدرجات صالة اتحاد اللعبة خاوية إلا من قلة قليلة من الجماهير الصامتة تنتظر من طاقم التحكيم صفارة النهاية، إذ لم يعد المشجع البحريني حيويا ضحوكا منطلقا يعلق كما العادة على لعبة أو تصرف سلوكي، يصفق بحماس للعبة فنية جميلة، وتشترك الجماهير واللاعبون معا في رسم عزف منفرد داخل وخارج الملعب لكنه عزف لا يطرب، أعتقد جازما أن من مسئولية الأجهزة الفنية في الأندية القيام بعمليات رصد مستمر للحالة النفسية والذهنية للاعبين بهدف إعادة الحيوية إليهم، وكذلك تقع المسئولية على لجنة المسابقات بالاتحاد ولا ضير من جلوس الأجهزة المسئولة بالنادي والاتحاد ومع اللاعبين على طاولة البحث والحوار لإيجاد مخرج إيجابي يعالج الحالة النفسية والذهنية للاعبين قبل أن تتراكم حالات الإصابات داخل الملاعب في غياب الوعي وعدم التركيز.

وأكد أن المسافات البعيدة بين المباراة والأخرى التي تصل إلى ٣٠ يوميا مربكة لحسابات الأجهزة الفنية للأندية ووسيلة إعدام بطيء للحالة البدينة والذهنية والفنية للاعبين الذين استحوذ عليهم الملل ودفعهم إلى الغياب والتخلي عن التدريبات التحضيرية اليومية حتى أصبحت الملاعب خاوية بحسب استطلاع لآراء الكثير من المدربين المحليين والمحترفين في لعبة كرة اليد، وفي ذات الوقت أتفق ورئيس اتحاد اليد علي محمد عيسى في حديثه الخاطف معي عن أهمية وجود مدير فني للمنتخبات الوطنية في المرحلة القادمة يكون قادرا على رسم الخطط والاستراتجيات الواضحة للعبة، وإيجاد تصور واضح وفعال للمسابقات المحلية، وأن يعمل المدير الفني للمنتخبات على اختيار الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية وفق منظور واقعي يتناسب والإمكانات المتاحة، لأن الرياضة كما أشار أبوعيسى في ختام حديثه القصير، تعتمد على أسس علمية ثابتة بعيدة كل البعد عن الاجتهاد والمحاولة والخطأ والتجريب.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة