الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٢٧ - الأحد ١ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ١ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


«صديق» و«مساعد»!





في انعكاس حقيقي لشعار الشرطة في خدمة الشعب، ومدى النجاح في تحقيق الاحترام الشعبي لها، أظهر استطلاع للرأي أن ٧٩% من الألمان يثقون في الشرطة بشدة بزيادة ٢٠% على معدل الثقة في الشرطة على مستوى ١٥ دولة أوروبية أخرى، كما ان التأييد المجتمعي للشرطة في فنلندا كان بنسبة ٩٤%.

لقد استحقت الشرطة بحسب هذا الاستطلاع الذي أجرته مجلة ريدرس ديجست الألمانية لقب (صديق ومساعد)، وجاءت في المركز السادس في ترتيب أكثر وظائف المجتمع احتراما.

ترى ما هي النتيجة المتوقعة لو أجري نفس الاستطلاع في المجتمع البحريني؟

لا شك أن هناك نسبة ليست بقليلة تعي هذا الدور البالغ الأهمية للشرطة ولرجالها، وتكنّ لها كامل الاحترام والتقدير، ولكن في المقابل نجد للأسف الشديد أن هناك فئة ليست بقليلة أيضا تتعامل مع رجل الشرطة ليس كصديق أو كمساعد كما هو الحال في الدول المتقدمة، بل كعدوّ، أقل ما يستحقه هو اهانته، أو تكسير عظامه، أو حرقه بالمولوتوف!

الشرطة ليست اختراعا أو تعريفا أو اصطلاحا حديثا، فأصل الكلمة يرجع إلى اللفظة الإغريقية (بوليتيكا)، وهي تعني عند الإغريق أداة لحضارة المدينة، مهمتها تحقيق التقدم، والاستقرار للمجتمع والمحافظة على قوته واستمراريته، أما تاريخيا فقد عرفت البشرية الشرطة منذ عهد الفراعنة قبل ستة آلاف سنة، وقد كان أول استعمال لها في الإسلام في عهد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، الذي كان أول من نظم عملها، وحدد واجباتها، وضوابط اختيار قادتها وعناصرها.

إن أهمية دور الشرطة، وتقديره يقررها المثلث (الحكومة والشعب والشرطة)، لذلك على الأطراف الثلاثة أن يعيدوا الى الشرطة هيبتها، وأن يؤكدوا من جديد أنها هي وسيلة الحفاظ على الأمن والنظام، وأن احترامها من احترام القانون، وبدونها لا نشعر بالأمان!

ذلك الأمان الذي افتقدناه منذ أن فقدت الشرطة مكانتها لدى فئة كرهت الأمن لهذا البلد.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة