المنظمات الدولية تستهدف اليوم أهل السنة في البحرين والخليج
 تاريخ النشر : الاثنين ٢ أبريل ٢٠١٢
فوزية رشيد
} لم يعد شغل الشبكات والمنظمات الدولية، استهداف في الوقت الراهن طائفة بعينها لكي تستخدمها كأداة ضد الوطن ومستقبله، ولاشاعة الفوضى بعد اسقاط كل الخطوط الوطنية والأخلاقية الحمراء، بل هي اليوم تستهدف في البحرين أهل السنة تحديدا، حيث تتوجه كل التخطيطات نحوهم لكي يكونوا هم أداة التغيير أو الهدم في الحقيقة أو وسيلة إعادة اشعال الفوضى في البحرين مجددا تحت مسمى الثورة، بحيث (يقوم الانقلابيون الشيعة إلى جانب استمرارهم في دورهم المرسوم، بدعم اي حراك سني ضد الدولة وضد النظام)، بل ان يتم كسر حلقة الاتحاد الخليجي، بنقل الفوضى ذاتها إلى السعودية، هكذا لخص المدرب في (أكاديمية التغيير) رؤية منظمته العاملة في إطار منظومة التغيير الدولي، التي تدرب الشباب البحريني كما جاء في كتاب يوسف البنخليل (حرب اللاعنف في البحرين ـ هكذا تم تجنيدي لاسقاط النظام) والكتاب رغم صغره ١٠٩ صفحات من القطع الصغير، فإنه قدم معلومات مهمة عن كيفية عمل تلك المنظمات بخبرة شخصية في الاعداد لما سموه الربيع العربي، وبما يعتبر شهادة ذاتية بعد شهادة الناشطة المصرية التي تحدثنا عنها في سلسلة مقالات (الربيع العربي وأمريكا) حول كيفية التجنيد من جانب المنظمات، وبما يؤكد رؤيتنا حول الأحداث في البحرين، وحول المجموعة التي تدعي انها معارضة سياسية، وحول إن كل ما تقوم به منذ فبراير قبل الماضي هو مجرد (تنفيذ وتطبيق) لتعاليم وتوجيهات المنظمات الدولية المختلفة العاملة على التغيير في الوطن العربي وفق أجندتها التدميرية ولاشعال الفوض،. وهي الاجندة التي احبطها شرفاء هذا الوطن تحديدا في البحرين، وكما قلنا في مقالات سابقة بعد الازمة بقليل إن اللعبة الدولية الجديدة ومنظماتها المشبوهة ستتوجه منذئذ وصاعدا إلى (أهل السنة) لاستقطابهم ليكونوا عنصر التغيير التدميري في البحرين، حسب ارادة دول التخطيط، وخاصة انهم هم من افشل «الحراك الانقلابي الطائفي» في العام الماضي وهم من افشل مع الحراك، عمل وجهود المنظات الدولية التي دربت الآلاف من الشباب البحريني، ليقوم بالانقلاب، أو بـ (حرب اللاعنف) حسب عنوان كتاب البنخليل، الذي اسقط الضوء على كيفية محاولة تجنيده لاسقاط النظام وعلى كيفية نقل خبرته التدريبية إلى شبان آخرين، قبل ان تعرف الاكاديمية حقيقة مواقفه السياسية المناقضة لماهية ذلك التدريب، بل طلبوا إليه وصديقه انشاء ما يشبه الشبكة الانقلابية بين البحرين والسعودية.
} اللعبة اليوم مكشوفة، ولم نستغرب على الاطلاق من التجربة التي مر بها الكاتب، والتي تنبع اهميتها من كونها تجربة شخصية وأنها جاءت بدورها لتدعم كل الشكوك المطروحة حول دور المنظمات الدولية، التي اثرناها منذ عدة سنوات كشكوك واصبحت اليوم في علم اليقين، ومثالها ما كتبناه سابقا عن الـ )IDN( ودورها في البحرين، وتدريب آلاف من شبابنا ونسائنا باعتبارهما (عنصري التغيير المستقبلي) حسب المخططات، على كيفية الانقلاب على النظام تحت شعارات زائفة كالتدريب على الحرية والديمقراطية، التي يكون ثمنها المؤكد هو توالد الثورات في داخل البلدان العربية، وضمان استمرار الفوضى من خلال ذلك وابتزاز اي سلطة عربية، بما فيها سلطات ما بعد الثورات، وابتزاز الشعوب أيضا واستحلابها بشكل دائم، فلا تعود المنطقة العربية تعرف لا أمنا ولا استقرارا ولا تنمية مستدامة ولا نهضة، وانما خروج من تغيير، والدخول فيما يليه من الفوضى، وإلى ما لا نهاية. وهو أيضا ما كتبنا عنه مرارا حتى تعبنا من التذكير به.
} الخطة اليوم بالنسبة إلى مختلف المنظمات الامريكية او فروعها الغربية المدعومة امريكيا، هي تحريك أهل السنة كأداة تغيير ضد النظام، فإن سقط النظام حسب مخططهم تبدأ اللعبة التي تليها، فماذا يقول المدرب في اكاديمية التغيير الذي عمل على تجنيد «البنخليل»؟
في ذلك يقول:
(إن الفرص المستقبلية لاشعال الثورة مجددا في البحرين واسقاط النظام يجب ان تكون من قبل السنة وليس الشيعة، بل على الشيعة ان يدعموا الثورة التي يمكن إن يقودها السنة، ونحن نتمنى تعاونكم معنا في الاكاديمية لنشر افكارنا في البحرين بين اوساط الشباب، وسنقدم لكم الدعم كاملا بشكل خاص وسري لتحقيق هذا الهدف) ص .٣٠
لربما تكون الفقرة السابقة خلاصة التدريب كله في الوقت الراهن بالنسبة إلى العديد من المنظمات المسيسة والمشبوهة او منظومة التغيير الدولي بعد فشل جهودها مع متدربيها السابقين، من قيادات «الحراك الانقلابي الطائفي» في العام الماضي، وحيث شمل الكتاب في فصله الاول خلاصات خطرة اخرى كانت محل التدريب النظري، من جانب الاكاديمية (أكاديمية التغيير) التي أكد مدربها في (فيينا) ان مشروع الاكاديمية منبثق من «مشروع النهضة» المدعوم ايرانيا الذي اطلقه القطري الدكتور «جاسم سلطان»، وظهر منه مشروع شبكة قنوات (الجزيرة) وغيره من المشاريع. (هل كان شكنا في محله حين كتبنا عام ١٩٩٧ عن دور قناة الجزيرة؟).
} التدريب لدى تلك المنظمات يقوم على كيفية اشعال الثورة داخل اي بلد، بشكل يعتمد على الشباب المدربين على تحريك الجماهير، وعصيانهم المدني للنظام السياسي هو اذاً استخدام لأدوات داخلية لاشعال ثورات، ذات غايات واهداف تحركها دول كبرى، في إطار تحويل كل الدول العربية إلى (خانة الفوضى العارمة) وحيث تلك الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، تعتقد ان نجاح استراتيجيتها الجديدة تقوم على ذلك، ولتحقيق المراد يتم تدريب الشباب العرب (شيعة واخوان مسلمين وعلمانيين) لا يهم، المهم هو القيام بالدور المطلوب، وحيث (حرب اللاعنف في البحرين) تمتزج بأساليب العنف والتخريب والارهاب لتحقيق المطلوب اليوم، فقد تبدلت المعادلة بعد خروج (اهل الفاتح) وخلق التوازن السياسي الذي افشل حراك الانقلابيين العام الماضي، ليتوجه الاصطياد من المنظمات الدولية، نحو بحيرة اهل السنة في البحرين، ليقوموا بالمهمة الغادرة التي فشل فيها انقلابيون شيعة، هكذا هي المسألة من دون لف ولا دوران كما يطرحها المدرب.
} كيف تقوم وتدار الثورة بأصابع خارجية مباشرة، تدرب على مواجهة رجال الأمن، وخلق الاستفزازات وتقطيع الطرق، وحرق الاطارات والقيام بأفلام فيديو للإعلام الخارجي، تتم منتجتها بشكل مبتسر، يوضح رد فعل رجال الأمن فقط، وغير ذلك مما اصبحنا جميعا نعرفه لأن مسرحه مفتوح امام اعيننا كل يوم في شوارع البحرين وقراها من الذين تدربوا في الخارج ودربوا اطفالنا، وليس من المستغرب بعدها ان تلك المنظمات المسيسة على دراية تامة وفهم كبير بطبيعة الاوضاع ومكونات المجتمع والنظام السياسي البحرينيين، كما قال مؤلف الكتاب، بل لهذا فان تلك المنظمات تغير خططها وفحوى تدريبها «نظريا وتطبيقيا» بناء على المتغيرات الدقيقة في كل بلد وفي البحرين بالطبع، مما يعني ان (خطورتها مستمرة) في اقتناص كل الفرص لتحقيق اهدافها المرسومة بإسقاط انظمة الخليج، وحيث التدريب قائم حتى اللحظة وحتى المستقبل لشباب من البحرين والسعودية والامارات والكويت، بل إن ذلك يتم بشكل واضح في دولة خليجية كما قال المدرب أيضا في الكتاب بادعاء ان (مشروع النهضة المشار إليه و هو مشروع حضاري للتوعية وتثقيف الشعوب العربية بثقافة اللاعنف وفرص التغيير).
والسؤال لماذا لا يتم تدريب الشباب في تلك الدولة لذات الغاية وذات الهدف أيضا؟
وهل تعتقد أي دولة خليجية انها حين تسهم بشكل مباشر، في اشاعة الفوضى تحت شعار تشجيع التغيير في الدول الخليجية، ستكون وحدها بمنجاة من تلك الفوضى مثلا؟
وللحديث صلة.
.
مقالات أخرى...
- هل هو افتراء؟ - (1 أبريل 2012)
- الطائفية حين تتجلى في أبشع صورها - (29 مارس 2012)
- قصة الطفل «عمر» تختزل القصة الكبرى - (28 مارس 2012)
- «الوفاق» والعنف خطان متناغمان - (27 مارس 2012)
- لا مصالحة مع الإرهاب أو مع من يتبناه - (26 مارس 2012)
- حماية رجال الأمن وحقوق الإنسان - (25 مارس 2012)
- الربيع العربي وأمريكا: ٥ - لماذا البحرين المدخل للتغيّر الاستراتيجي الكبير؟ - (22 مارس 2012)
- الربيع العربي وأمريكا: ٤- إلى الأمام أم إلى الوراء؟ - (21 مارس 2012)
- الربيع العربي وأمريكا: ٣ - لماذا المدربون صهاينة؟ - (20 مارس 2012)