الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٣٤ - الأحد ٨ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


١١١ قتيلا في تصعيد ميداني كبير بسوريا مع اقتراب انتهاء مهلة عنان





صعّدت القوات السورية النظامية السبت حدة عملياتها العسكرية والأمنية ولاسيما في محافظة حماة حيث قتل العشرات السبت غداة اتهام الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دمشق بأنها «تنتهك الموقف الجامع» لمجلس الأمن الدولي.

ومع اقتراب المهلة وقف العنف التي حددتها خطة المبعوث الدولي كوفي عنان وتبناها مجلس الامن الدولي، سقط في سوريا اليوم ١١١ قتيلا من بينهم ٧٤ مدنيا و١٧ جنديا نظاميا و٢٠ منشقا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ففي ريف حماة قتل اربعون مدنيا و١٥ من المجموعات المنشقة في بلدة اللطامنة بنيران القوات السورية بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس الثورة في حماة ابو غازي الحموي «تحركت ليلا مدرعات الجيش إلى محيط المدينة، وقصفتها من بعيد، ثم تقدمت فيها ببطء في ظل مقاومة خفيفة وسيطرت عليها وبدأت فيها حملة ترويع». وقال احد سكان بلدة اللطامنة ابو درويش إن «القوات النظامية دخلت صباحا إلى البلدة وبقيت فيها حوالى ثلاث ساعات قبل ان تعود وتنسحب بعدما ارتكبت مجزرة بحق السكان».

وفي بلدة طيبة الامام في ريف حماة التي اقتحمتها القوات النظامية صباحا بحسب ناشطين، قتل خمسة مدنيين جراء العمليات العسكرية. وقتل اربعة منشقين في مناطق ريف حماة الشمالي، وفقا للمرصد.

وفي مدينة حماة، اقتحمت القوات النظامية فجرا حي القصور، بحسب ابو غازي الحموي الذي اشار إلى ان «عناصر الامن احرقوا بيتا لناشط معارض في الحي».

في ريف حلب الذي يشهد عملية واسعة النطاق للقوات النظامية منذ يوم الخميس، افاد المرصد السوري بمقتل ضابط وثلاثة عناصر في قوات الامن اثر كمين نصب لهم قرب بلدة حريتان بعد منتصف الليل، وقتل جنديان في اشتباكات مع منشقين.

وعثر على جثامين عشرة مواطنين تحت الانقاض في بلدة حريتان التي تعرضت للقصف الجمعة، وفقا للمرصد. وهاجم مقاتلون منشقون مطار منغ العسكري ليلا حيث دارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية.

وفي مدينة حلب، هاجم منشقون فرع الامن العسكري في حي حلب الجديدة. ولم يفد المرصد السوري بوقوع قتلى. وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات ليلا في مدينة عربين بين القوات النظامية ومنشقين عنها بعد خروج تظاهرات مسائية في المدينة تضامنا مع دوما وباقي المدن التي تشهد عمليات عسكرية، بحسب ما افاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي.

وبثت تنسيقيات دمشق مقاطع على الانترنت تظهر استمرار انتشار الدبابات والمدرعات التابعة للقوات النظامية في مدينة دوما، في اشارة منهم إلى عدم التزام السلطات بخطة المبعوث الدولي كوفي عنان.

وفي الزبداني في ريف دمشق، قال عضو تنسيقية الزبداني عبدالرحمن ان «المدينة تعرضت لقصف عنيف، واصابت عدة قذائف منازل في المدينة».

واكد المرصد تعرض سهل الزبداني للقصف، بدون الاشارة إلى وقوع قتلى.

وفي حمص قال المرصد السوري في بيان ان ١٦ شخصا قتلوا في قصف القوات النظامية على مدينة حمص وريفها، وقتل شرطي منشق وخمسة جنود نظاميين في اشتباكات في الريف.

وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله ان مدينة القصير والقرى المجاورة لها المحاذية للحدود مع لبنان تعرضت منذ منتصف الليل وحتى ساعات الفجر الاولى لقصف القوات النظامية. وتحدث عن «وقوع اشتباكات عنيفة في المنطقة بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر».

وافادت لجان التنسيق المحلية ان القوات النظامية تقصف القرى والمزارع المجاورة لمدينة الرستن في ريف حمص بعد ان نزح «ثمانون بالمائة» من سكان المدينة نتيجة القصف إلى هذه المناطق المجاورة.

وقال هادي العبدالله ان «القوات النظامية تحاول اقتحام مدينة الرستن من مدخلها الشمالي، وتدور اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش السوري الحر في ظل تساقط الصواريخ على وسط المدينة». وافاد ناشطون ان القوات النظامية لم تتقدم حتى بعد ظهر السبت داخل مدينة الرستن الخارجة عن سيطرتها منذ اشهر.

وفي مدينة حمص، تعرض حي دير بعلبة لقصف عنيف منذ الصباح، بحسب العبدالله.

وعثر على جثامين ١٣ مواطنا في الحي، وفقا للمرصد. وفي درعا قتل ستة جنود نظاميين في اشتباكات مع منشقين.

وفي ريف ادلب تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في عدة مواقع عدة من هذه المنطقة المتاخمة للحدود مع تركيا، والتي تركزت فيها في الاسابيع الماضية العمليات العسكرية للقوات النظامية. واشار المرصد إلى تعرض قرى قريبة من مدينة جسر الشغور للقصف.

واسفرت العمليات العسكرية في ادلب عن مقتل ١٢ شخصا في اطلاق رصاص وقصف، وفقا للمرصد.

وفي مشهد مختلف، احتشد الاف الاشخاص في ساحة السبع بحرات وسط دمشق احتفالا بالذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث الحاكم. ورفع المتظاهرون اعلام سوريا وحزب البعث، وصورا للرئيس بشار الاسد، فيما كانت مكبرات الصوت تبث اغاني وطنية واغاني مؤيدة لبشار الاسد.

يأتي ذلك غداة اعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الهجمات الجديدة التي شنها النظام السوري على معاقل المعارضة رغم تعهد دمشق بوقف عملياتها قبل ١٠ إبريل تمثل «انتهاكا» لموقف مجلس الامن الدولي. واعتبر بان كي مون بحسب المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ان تعهد الرئيس السوري بوقف العمليات العسكرية في مهلة اقصاها ١٠ إبريل «لا يمكن ان يشكل ذريعة للاستمرار في القتل». واضاف «هكذا اعمال تمثل انتهاكا للموقف الجامع لمجلس الامن»، وفق ما ورد في خطة السلام التي اعدها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان. وكان مجلس الامن الدولي اقر الخميس بالاجماع اعلانا يطالب دمشق باحترام مهلة العاشر من إبريل لوقف عملياته العسكرية ومن المعارضة السورية القيام بالامر نفسه بعد ذلك ب٤٨ ساعة كحد اقصى.

وقال المتحدث الدولي ان الامين العام «ياسف للهجمات التي تشنها السلطات السورية ضد المدنيين الابرياء، بمن فيهم نساء واطفال، رغم الالتزامات المقدمة من الحكومة بوضع حد لاستخدام كل الاسلحة الثقيلة ضد منازل المدنيين».

واعلنت منظمة التعاون الاسلامي السبت ان بعثتها المشتركة مع الامم المتحدة إلى سوريا قدرت ان هنالك حوالى مليون شخص متضرر داخل الاراضي السورية، وهناك «حاجة الى برنامج انساني عاجل بقيمة ٧٠ مليون دولار».

في هذه الاثناء، يستمر تدفق النازحين السوريين إلى تركيا، اذ وصل ٧٠٠ منهم في الساعات الاربع والعشرين الماضية ليصل مجموعهم في الاراضي التركية إلى ٢٤ الفا، بحسب مسؤول تركي.

واكد امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي ان «منظمة التعاون الاسلامي تؤكد وجود مليون متضرر داخل الاراضي السورية»، التي تشهد من اكثر من عام اعمال عنف منذ بداية الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

واسفرت اعمال العنف في سوريا، التي تنسبها السلطات إلى «مجموعات ارهابية مسلحة» عن مقتل اكثر من عشرة آلاف شخص معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة