الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٢ - الاثنين ١٦ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٤ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

فريق فيراري يضرب بجذوره العميقة في القدم
عرف اسمه قبل انطلاق سباقات الفورمولا واحد بكثير





هو الاسم الذي تضرب جذوره العميقة في القدم حتى قبيل معرفة سباقات الجائزة الكبرى بكثير, وتحديداً في عشرينيات القرن الماضي, ومنذ ذلك الحين مروراً بانطلاق بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد بشكل رسمي في عام ١٩٥٠ وانتهاء بوقتنا الحاضر لم تغب شمس «الحصان الأسود الجامح» عن البطولة. ولو أردنا شرح معنى بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد لكل تلك الملايين الموزعة في جميع أنحاء العالم, لقلنا ببساطة كلمة «فيراري». أصبح فريق الفيراري الذي أسسه سائق السباقات السابق إنزو فيراري في عام ١٩٣٢، فريق السباقات الرائد في إيطاليا مع السائق الأسطوري تازيو نوفولاري الذي قاد آلفاروميو الى الفوز من موناكو إلى طرابلس، ومن نيويورك إلى تونس.

في عام ١٩٤٨ أصبح فريق الفيراري مُصنعاً بحد ذاته، ووضع على الطريق بعض أكثر السيارات الرياضية المرغوب بها في العالم من حيث قوتها وروعة تصميمها, وكل ذلك بهدف تمويل بطولة العالم وحصد بطولة العالم للصانعين ولقب فردي واحد لكل من: آلبرتو آسكاري، خوان مانويل فانجيو، مايك هاوثورن، فيل هيل وجون سورتيس، واستطاعت السكوديريا في مناسبتين أن تؤمن الإنجازات حول سائقين هما الأكثر نجاحاً واكتساحاً في عصرهما مع كل من نيكي لاودا في خلال عقد السبعينيات أو كما حصل مطلع الألفية الجديدة مع مايكل شوماخر، ومن البديهي أن كل سائق يقود للفورمولا واحد يحلم دوماً أن تكون الفيراري إحدى نقاطه المهنية وأن يقود لها.

الآن وبعدما أكملت السكوديريا خمس سنوات منذ أن فازت ببطولة العالم للمرة الأخيرة مع الفنلندي كيمي رايكونين في عام ٢٠٠٧، ومنذ عام ٢٠١٠ عندما حصد فرناندو ألونسو الفوز الأول هنا في البحرين أحبطت جميع الخطط من قبل الفيراري في إيجاد حلّ للتفوق على فريقي ماكلارين وريد بُل. حالياً فيراري وبعد انتهاء مجريات جائزة ماليزيا الكبرى هي المتصدرة لموسم ٢٠١٢ وستكون أكثر التزاما لمحاولة زرع انتصار آخر واحتفال رائع في قلب الصحراء، ويُعتبر الإسباني فرناندو ألونسو من قبل العديد من النُقّاد والمتابعين السائق الأكثر تكاملاً في العصر الحالي، التزامه بالفوز ومثابرته العاليان, جعلاه حساسا وسريع الغضب، ولكن مزاجه يتوافق بشكل مميز مع الطريقة اللاتينية المتأصلة في عراقة الفيراري.

أول سباق له كان في عام ٢٠٠١ مع فريق مينادري المتواضع حينها، وكانت وتيرة ألونسو واضحة وجلية منذ البداية بالمنافسة, وكان يكسب المزيد من احترام سائقي الفرق الكبرى له ولقدراته, وهذا ما أعطاه حافزاً للبقاء على سكة الفوز والاستمرارية، وبعدها بعام أي موسم ٢٠٠٢ كان سائق اختبارات لفريق رينو، هذه النتيجة أعطته الاستعداد التام ليحقق انتصاره الأول في عام ٢٠٠٣، كان ناتج الشراكة الجيدة بين الونسو ورينو أن تتكسر أخيراً الهيمنة الساحقة التي شكلها فريق فيراري مع مايكل شوماخر عندما حقق بطولة العالم مرتين على التوالي في عامي ٢٠٠٥ و٢٠٠٦.

وكان انتقال ألونسو إلى فريق ماكلارين في ٢٠٠٧ من شأنه أن يخفت من نجوميته، وذلك بسبب سوء العلاقة التي جمعته بزميله في الفريق البريطاني لويس هاميلتون, وبطبيعة الحال انعكس كل ذلك على مستوى الفريق في نهاية المطاف، وكانت العودة لفريق رينو الجريح آنذاك عام ٢٠٠٨ هي مسبارا حقيقيا أظهر لنا بعضاً من صفات الخبرة والحنكة القيادية التي يتمتع بها ألونسو كسائق للفورمولا واحد عبر محاولته الدائمة انتزاع أقصى سرعة ممكنة من السيارة, التي هي في الأساس غير قادرة على المنافسة آنذاك بحيث أصبحت لقمة غير مستساغة في كل سباق جائزة كبرى حينها، وفي عام ٢٠١٠ انتقل إلى فيراري وفي أول سباق له أصبح الرجل الوحيد الذي فاز بثلاثة سباقات في البحرين، حيث ألف شخصية خاصة به تتميز بالشراسة والعدائية، هو يحب العودة إلى سباقات الكارتينغ الشعبية ومنافساتها، ليس هناك شكٌ أبداً في موهبته الكبيرة لاقتناص كل المراكز.

انفجر البرازيلي ماسا على الساحة الأوروبية بعد أن كان على موهبة هائلة في سن مراهقته في البرازيل مسقط رأسه في كل من سباقات الكارتينغ والفورمولا شيفروليه، وفاز في كل جولة عام ٢٠٠١ من جولات بطولة أوروبا للفورمولا ٣٠٠٠، وبذلك أصبح له مستقبل مُشرق ومليء بالحماس مع العناصر الشابة المتواجدة معه على الساحة أمثال البريطاني جنسون باتون، الفنلندي كيمي رايكونن، والإسباني فرناندو ألونسو وبالتالي الصعود الى مستوى أعلى من التنافس، كان الموسم الأول له في عام ٢٠٠٢ مع فريق الساوبر مذهلا على أقل تقدير، بما في ذلك تحقيقه رقماً قياسياً، بحيث كان السائق الوحيد الذي أنهى جميع السباقات، وساهمت موهبته البارزة في توقيعه مع الفيراري كسائق للتجارب عام ٢٠٠٣ في محاولة لإعطاء الموهبة الخام المتمثلة في ماسا, وصقلها وتهذيبها بلمسات من البراعة والخبرة المستفادة من مايكل شوماخر صاحب الخبرة الهائلة.

وظهر ماسا بشكل أكثر قدرة على المنافسة في عام ٢٠٠٤, حيث عاد إلى تشكيلة فريق الـ «ساوبر» المدعوم بمحركات فيراري، وبعد عامين من القيادة المعتدلة, حصل على ترقية عبر انضمامه الى صفوف السيدة ذات الرداء الأحمر إلى جانب شوماخر الذي اعترف أن ماسا هو بمثابة ولي عهده بالفريق، وسرعان ما بدأ يفوز ماسا ويرسم أسلوبا خاصا به وخصوصا مع الحلبات الجديدة المنضمة إلى الرزنامة العالمية، بما في ذلك البحرين التي حقق الفوز فيها مرتين، بعد أن خسر بشق الأنفس بطولة العالم عام ٢٠٠٨ في الأمتار الأخيرة. عانى ماسا كثيراً بعد الحادث المروع الذي تعرض له في خلال التجارب التأهيلية في سباق المجر الكبرى لعام ٢٠٠٩ حيث تعرض لإصابات واسعة النطاق في رأسه، وعلى الرغم من عودته إلى لياقته البدنية للسباقات, وفي الوقت المناسب قبيل بداية موسم ٢٠١٠ في البحرين، فإنه لم يتمكن من العثور على الوتيرة المتناسقة التي تعطيه الأداء الجيد في مهنته مع فريق الفيراري، وسوف يتطلع الى الانقضاض بشكل مميز عام ٢٠١٢ لتحسين صورته ورفع قيمة أسهمه بطريقة ترضي جمهوره ومواطنيه.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة