الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٨ - الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ١ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عالم يتغير




البحرين اليوم أقوى





} بعد أن استماتوا لإلغاء فعالية «الفورمولا١» و«ركبوا أعلى ما في خيلهم» ارهابا وتخريبا وتهديدا، وكذبا وتلفيقا، بل الوصول إلى بيت مدير الفعالية الدولية لاثنائه عن اقامتها في موعدها في البحرين، بل الاستعانة أيضا بتنشيط البيانات الداخلية، وبيانات المنظمات الدولية المسيسة، لممارسة الضغوط الجديدة، بل الخروج بمسيرات غير مرخصة، وتفجير قنابل محلية الصنع، وزيادة من وتيرة الارهاب اليومي في الشوارع سواء باستهداف رجال الأمن، أو التحريض على الشرفاء في هذا الوطن، بعد كل ذلك وغيره، تمت الفعالية، وأسقطت المخاطر الخفية التي كان يتم الاعداد لها في حال تم حذف (الفورمولا١) باعتبار ان البحرين بلد غير آمن، وفشلت المخططات سواء الداخلية أو الخارجية مرة اخرى، وانكشف المزيد من الألاعيب الداخلية والإقليمية والخارجية، وحيث نجاح إقامة هذه الفعالية من عدمه، لم يكن الفارق فيه اقتصاديا أو سياحيا أو تجاريا، وانما الفارق كان للأسف سياسيا: إما وضع البحرين مجددا في مربع الأزمة الأول مع الغاء (الفورمولا١) وإما نأيها بنفسها عن ذلك التأزيم المتعمد مرة اخرى، حين يكتشف العالم كله كذب ادعاءات من تسمي نفسها المعارضة وتصويرها للوضع الداخلي على خلاف حقيقته.

ولأنهم سعوا إلى (تسييس) (الفورمولا١) سواء من «الخارج الاقليمي والدولي»، أو من أدواتهم الداخلية، فان البحرين انتصرت مجددا، وكلما اشعلوا نارا اطفأها الله.

} لهذا كله لم يكن مستغربا حجم الشائعات وحجم التهديدات من اركان الطائفية، سواء في الجمهورية الطائفية الأم أو من أتباعها في الطوائف التابعة لها، مثلما لم يكن مستغربا الهجمة الحقوقية والسياسية الجديدة في توقيت زمن قيام (الفورمولا١)، ولم يكن مستغربا حجم التربص والترصد الخارجيين بالبحرين سياسيا في اعقاب الغاء هذه الفعالية.

ولكن المستغرب الذي ادهشهم جميعا، اي المتربصين والمترصدين واصحاب الاجندات، هو قدرة البحرين مجددا على امتصاص كل ذلك كالاسفنجة، ونثر السواد الذي امتصته منهم في وجوههم معا لتحتفظ هي ببياضها.

الذي ادهشهم هو ان السياح من الخارج ملأوا الفنادق بدرجة ١٠٠% رغم التهديدات والأكاذيب حول وضع البحرين، كأنهم جندوا انفسهم لحماية البحرين من مكرهم ومخططهم الجديد الذي كان ينتظر على الباب في حال الغاء الفاعلية. الذي ألجمهم الثقة البحرينية بنفسها سواء من القيادة او الشرفاء لانجاح هذا السباق الدولي على ارضها.

} حتى كتابة هذا الموضوع (الجمعة) اي اليوم الاول من (الفورمولا١) لعب الارهابيون بكل ما لديهم من اوراق، ولعب المحرضون بكل ما لديهم من اساليب تحريض، ولكن الشرفاء زادوا قوة في المواجهة، والقيادة زادت قوة في الحسم، والنتيجة ان يرتد الكيد إلى نحور الكائدين، وخاصة ان الكيد او المواجهة لم يكونا رياضيين خالصين كما هو مفترض، ولكنهما (كانا كيدا سياسيا وارهابيا وعلى المستويات كافة)، ومن كل الجهات الداخلية والاقليمية والدولية.

} البحرين الصغيرة ارض الخلود وارض السلام والأمان، لفظت بقوة كل من اراد تشويهها مجددا، ونبذت كل من عمل على تخريب روحها، وجمالية أخلاق اهلها، من المنتمين حقيقة اليها، لا المتاجرين فيها.

البحرين الرائعة دوما صدت مجددا أعتى الرياح التي ارادت استهدافها وارجاعها إلى خط الازمة الكبرى.

البحرين الحبيبة علمت مجددا كل الحاقدين، أي قلب من الحب هي تمتلك، فأغدقت على الوافدين اليها من أجانب وعرب ذلك الشعور النبيل، لأنهم نفوا عنها وعن اهلها صفة البعض الحاقد، والبعض المتآمر، والبعض الارهابي، من ابناء لا ينتمون حقيقة إلى روحها أو إلى ثقافتها أو إلى اخلاقيات اهلها أو إلى حضارتها، وانما ينتمون إلى جهة اخرى خارجها.

البحرين المسالمة، قلبت بحبها للسلم وبرقي شرفائها الطاولة على رؤوس الحاقدين والمخططين والمنافقين والارهابيين، وقالت لهم جميعا: (أنا أجمل بكثير مما تتصورون أو تتوقعون. سأترك قبحكم لكم وسأمضي في طريقي نحو البناء، وسأكون محطة للعالم في الفعاليات الكبرى كما كنت طوال تاريخي ميناء للعالم كله).

} البحرين اليوم اقوى، وغدا وعبر الاتحاد الخليجي ستكون اقوى من اليوم، فلدى شعبها الشريف في هذه الارض ميزات لا توجد في العالم كله، يعتقدون انهم بسطاء وضعفاء، فاذا هم واعون جدا وأقوياء، وان وضعهم القدر في الامتحان، اثبتوا صلابتهم وندرة معدنهم وندرة وعيهم. وحين عجز (الارهابيون السياسيون والارهابيون الميدانيون) عن ايقاف عجلة الارادة البحرينية، وجهوا البوصلة للاستفادة الاعلامية من تسليط الاضواء على البحرين عالميا في ظل قيام (الفورمولا١) فتسلق ارهابيان السفارة البحرينية في لندن، وزاد اخوتهما في الارهاب، التهديدات والارهاب الميداني، فماذا حدث؟ هل ربحوا من هذا الاعلام الدولي المسلط؟

اعتقد ان المكر السيئ سيحيق بأصحابه مجددا، وسيدرك العالم كله هذه المرة حقيقة هؤلاء، وانهم ارهابيون وليسوا معارضة، وان لا صلة لهم بالسلمية، وان الوجه القبيح لفئة معينة هو الذي حاول تشويه وجه البحرين الجميل، وان البحرين أجمل بكثير مما قالوا فيرتد كذبهم ومكرهم السيئ عليهم.

شكرا لأمنا البحرين فدروسها كثيرة كثيرة ولا عجب.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة