الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٢ - الخميس ٢٦ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٥ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


نتائج الدورة الأولى تظهر أن مسلمي فرنسا يتجهون إلى التصويت ضد ساركوزي





باريس - (ا ف ب): يظهر تحليل نتائج الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الرئاسية الفرنسية وتقاطعها مع المعطيات الاجتماعية والسكانية ان المسلمين سيصوتون على الارجح ضد نيكولا ساركوزي الذي تبنى خطاب اليمين المتطرف بشأن مسائل تهمهم.

وفي مقاطعة سين - سان - دوني في الضاحية الباريسية الذي يؤوي أعلى نسبة من المسلمين في فرنسا، وحيث كان الامتناع عن التصويت مرتفعا، تراجعت شعبية ساركوزي من ٢٦,٨٥% في الدورة الاولى سنة ٢٠٠٧ إلى ١٩,٤٨% في ٢٠١٢.

ويرى رافايل ليوجييه، استاذ العلوم الاجتماعية في معهد الدراسات السياسية في ايكس – ان - بروفانس، جنوب شرق فرنسا، تغيرا في موقف المسلمين في الاحياء الشمالية الاكثر فقرا في مدينة مرسيليا (جنوب شرق). ويضيف «كان يمكن ان يصوت المسلمون في مرحلة ما لصالح ساركوزي» ولكن مع اتجاه حزبه نحو اقصى اليمين «لم يعد هذا ممكنا».

ورغم انتمائهم إلى الطبقات الاكثر فقرا في فرنسا، يعتبر مسلمو فرنسا وخصوصا المتدينين منهم، قريبين من الاحزاب المحافظة، كما يقول سمير امغر، استاذ العلوم الاجتماعية الذي نشر كتاب «السلفية اليوم»، وكريم املال، استاذ العلوم السياسية ومؤلف كتاب «انا عرضة للتمييز».

ولا يعرف عدد المسلمين المسجلين على اللوائح الانتخابية، حيث يمنع في فرنسا ذكر الديانة او الانتماء القومي. ويعيش في فرنسا ٢,١ مليون «مسلم معلن» تتراوح اعمارهم بين ١٨ و٥٠ عاما، وفق معهد «انسي» للاحصاءات، فيما تقدر الحكومة عدد المسلمين الاجمالي باكثر من اربعة ملايين.

ويقول امغر «انهم اقرب إلى اليمين فيما يتعلق بالشؤون الاجتماعية والاحوال الشخصية (الزواج، العائلة، السلطة)، ولكن ايضا فيما يتعلق بالخيارات الاقتصادية لانهم يدافعون عن الرأسمالية واقتصاد السوق ويعارضون زيادة الضرائب».

وبالاضافة إلى الدفاع عن هذه القيم، تبنى ساركوزي «خطابا حول العلمانية استمال المسلمين» بين ٢٠٠٣ و٢٠٠٧، وهي الفترة بين انشائه المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية اثناء توليه وزارة الداخلية، وانتخابه رئيسا.

ولكن «استراتيجية ساركوزي تغيرت منذ ٢٠١٠»، بحسب امغر الذي اوضح ان «خطابه في غرونوبل حول الهجرة، ومؤتمر حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية حول الاسلام، وقانون منع النقاب والجدل حول اللحوم الحلال، كل هذا رأى فيه المسلمون هجوما على معتقداتهم». ويضيف امغر ان ساركوزي اعتبر ان ناخبي الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة اهم من ناخبي الاحياء الشعبية.

ويقول املال انه في ٢٢ ابريل «لم يكن ساركوزي السابق نفسه» الذي تقدم للدورة الاولى، حيث «اضطر إلى الاستمرار في الخط نفسه لتعذر فوزه بدون اصوات ناخبي اليمين المتطرف» اذ انه لا يملك مخزونا كبيرا من الاصوات. ويراهن ليوجييه بان ساركوزي «لن يحصل على اي من اصوات المسلمين ابناء الطبقات الوسطى الجديدة رغم انهم من المحافظين».

وقبل الدورة الاولى دعا مسؤولون مسلمون إلى المشاركة بكثافة في الاتخابات ومن بينهم محمد حمزة امام مسجد الدائرة الثامنة عشرة في باريس، عندما قال إن عليهم ان يدافعوا عن «كرامتهم ضد الهجمة على الاسلام» من خلال «تصويت حلال كثيف»، من دون تعليمات صريحة.

وبث اتحاد الجمعيات المسلمة على موقعه على الانترنت نداء من ابوحذيفة امام مسجد السنة في برست (بروتانيه، غرب)، يدعو المسلمين إلى التصويت لمرشح «اهون الشرين»، مع الدعوة صراحة إلى عدم التصويت لمارين لو بن. الاثنين، دعا عميد مسجد باريس دليل بوبكر إلى عدم اقحام الاسلام في الانتخابات لان ذلك يمكن ان يضر بالمسلمين.

واظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي اجريت قبل الانتخابات ان المسلمين يؤيدون بشكل كبير المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند ومرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة