الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٦ - الاثنين ٣٠ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٩ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


بيان العلماء!!





أخشى أن أقول أن هنالك جهة أو جهات ما، فضّلت أن تبقى خارج نطاق التغييرات الكبرى التي أحدثها الربيع العربي في الوعي الجمعي لدى عموم الشعوب العربية. وأن تلك الجهة أو الجهات رأت أن تستمر في إدارة أمور النشر أو عدم النشر وفقاً للأجواء التي كانت عليها البحرين قبل ١٤ فبراير الماضي، دونما اعتبار إلى أن الأحداث التي أعقبت ذاك التاريخ (١٤ فبراير الماضي) قد قلبت تلك الأجواء رأساً على عقب وأنهت لدى الناس حالة اللامبالاة أو (الغثيان) الإعلامي التي يفضل البعض عدم مغادرتها.

ما حدث في بلادنا العزيزة، رغم أن ظاهره شرّ لكن خيرا كثيرا في باطنه، فقد ارتقى بالاهتمامات وزاد من التطلعات، نبهت تلك الأحداث الغافلين وأيقظت النائمين وصلبت ظهور المائعين، وقفزت بالوعي الإعلامي درجات غير مسبوقة، بحيث أصبح غالب الناس يلقون باللائمة فيما يحدث الآن ويُمارس على البحرين من ضغوط إنما مرجعه إلى عدة أمور، ربما من أهمها قصور في الجانب الإعلامي امتدّ لسنوات سابقة، تم إدارة الإعلام عندنا، بلا رسالة، ولا أهداف، لا في الداخل، ولا في الخارج، وصُرفت لأجله أموال وميزانيات ضخمة قبل أن تعرّي الأحداث المؤسفة التي مرّت علينا سوءته وتكشف عجزه وعدم مجاراته وملائمته.

حتى لا نطيل في جلد الذات، فإن مناسبة الخوض في تلك الأحزان هو أن أكثر من (٦٠) شخصية ذات مكانة اجتماعية وعلمية مرموقة، منهم قضاة وعلماء وأساتذة جامعة وخطباء منابر وأئمة مساجد قد آلمتهم التجاوزات والمخالفات التي تقع فيما يُسمى مهرجان «ربيع الثقافة» فقرروا - انطلاقاً من مسؤولياتهم الشرعية والمجتمعية - أن يصدروا بياناً جاء في مقدمته قوله تعالى: «وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ»، استنكروا فيه تلك الفعاليات ودعوا إلى وقفها لما تتضمنه من انحلال أخلاقي وتنكر لثقافتنا الإسلامية الأصيلة ومحاربة لعاداتنا وتقاليدنا العربية.

غير أن هذا البيان قد (مورست) في حقه حالة من التعتيم، بحيث تم تغييب نشره وحجبه من الأخبار المنشورة في محاولة (فاشلة) لا يصلح الآن الاستمرار في ممارستها، سواء إزاء هذا البيان أو ما شابهه من معلومات وأخبار لم يعد فضاء الاتصالات ووسائل التواصل يحتمل إخفاءها وتغييبها.

لقد كان الأولى من إهانة هؤلاء العلماء والمشايخ على هذا النحو، أن يُصار إلى الاستجابة إلى دعوتهم، والاستماع إلى نصحهم، وزيادة هيبتهم، وتعظيم مكانتهم، حيث إن واقعنا الحالي ينبئ بمقدار الحاجة الماسّة إلى تفعيل دورهم ولملمة شملهم وتوحيد مواقفهم ومضاعفة تأثيرهم ونشر حججهم وبراهينهم تجاه قضايا وأحداث أكبر من هذا(....) المسمى بـ «ربيع الثقافة».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة