«طبّاخين السمّ» مازالوا طُلقاء!
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١ مايو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
خلال عام من الأزمة بدأت تتكشّف لنا أمور كثيرة، لم نكن نتوقـّع بؤسها وهشاشتها ولكنّها شرحت - ومازالت تشرح لنا - صورة غريبة حول القانون في البحرين!
الجميع بدأ يشعر أنّ هناك تفاوتاً في تطبيق القانون وفق حسابات غريبة! فالصوت العالي في الداخل والخارج بإمكانه أن يتدخّل في تأخير الأحكام إلى ما لا نهاية، كما باستطاعته أن يضغط على الدولة لتبرئة أفراد ثبتت عليهم التُّهم، إلى درجة أن هناك اعتقاداً لدى الكثيرين بأنّه لو كان من خرج على الدولة وأضرّ بالبلاد والعباد هم من مذهب آخر، فإنّهم لن يحصلوا على هذا الكمّ من العفو والتسامح والتراخي!
الدولة باتت تستمع للخارج أكثر من الداخل، والدليل أنّ ما نسمعه من أخبار عن (إضراب الخواجة)، بات يضاهي أخبار اللقاءات الرسمية اليومية للمسئولين في الدولة!
بسبب النُّباح الذي تمارسه أمريكا وبريطانيا ودكاكينهم الإعلامية والحقوقية العوراء على البحرين، بات مطلوباً من وزارة الداخلية «ضبط النّفس» حتى مع الاستهداف المباشر لرجال الأمن والمواطنين بالقتل!
بات على وزارة الإعلام أن تكتفي بعرض الرسوم المتحرّكة والأغاني الوطنية وبعض البرامج التي لا تسمن ولا تغني من جوع حول الأحداث المحليّة، والسبب ليس ضعف تلك المؤسسة، وإنّما تقييدها من الدولة، وتهجير أبرز مذيعها إلى قنوات أخرى!
بات على وزارة الخارجية عندنا أن تكتفي بتكرار العتاب للدول «الصديقة» و«الجارة» مع كلّ إساءة إلى البحرين وتعدّ على سيادتها، والسبب «انشوف شي ما تشوفونه»!
ما كشفته لنا الأزمة أنّ الدولة باتت مصابة بعمى الألوان الذي يمنعها من رؤية حقيقة الوضع، وحقيقة أنّ رجال الأمن والمواطنين سنّة وشيعة باتوا مستهدفين من عصابات إرهابية، وأنّ المحاكم والقضاء بات بعيداً عن ممارسة دوره في محاسبة المجرم والمسيء، حيث تحوّل إلى أداة سياسية مسلّطة على رقاب فئة واحدة من المجتمع لا غير!
ما كشفته لنّا الأزمة أنّ «طبّاخين السمّ» مازالوا يطبخونه في سفارات معروفة، ومازالوا يروّجونه عبر جمعيات سياسية وحقوقية معروفة، ومازالوا يشرحون طريقة استخدامه عبر رؤوس رضعت الحقد والفتنة والارتباط بالخارج، وجميعهم مازالوا يعيثون في الأرض الفساد، وقلوب النّاس «تحترق» على البلد، وهناك من يحرق البلد! والدولة صامتة كصمت القبور!
برودكاست: كيف سيهدأ البلد، ومازال «طبّاخين السمّ» فيه طلقاء، يحاربون كلّ شيء جميل في الوطن، ويهدّدون أرواح الناس فيه، بحماية بعض السفراء والسفارات!
كيف سيهدأ البلد، ومحاكمه عاجزة عن محاكمة الإرهابيين والمسيئين بسبب تغييب القانون القسري. اللهم إنّا نسألك اللّطف بالبحرين وأهلها.
.
مقالات أخرى...
- النافخون فـي الكير !! - (30 أبريل 2012)
- النابحون على البحرين ومكاييلهم البائسة! - (29 أبريل 2012)
- مجالس بلدية نائمة في العسل؟! - (26 أبريل 2012)
- # رانيا # بحرين # الإرهابيون - (25 أبريل 2012)
- اليوم وليس غدا.. - (24 أبريل 2012)
- تشويه البحرين في الجو.. «ليش»؟! - (23 أبريل 2012)
- ابحثوا عمّن يدفع! - (22 أبريل 2012)
- «الطّوفة الهبيطة»!! - (19 أبريل 2012)
- ضياع الحقوق بين الواسطات والمكرمات! - (18 أبريل 2012)