الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٣ - الاثنين ٧ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


الاشتراكي فرنسوا هولاند يفوز بانتخابات الرئاسة الفرنسية





باريس - (ا ف ب): فاز الاشتراكي فرنسوا هولاند بالانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت أمس الاحد ما سيسمح بعودة اليسار إلى الاليزيه بعد غياب استغرق ١٧ عاما. ويصبح هولاند بذلك الرئيس السابع في الجمهورية الخامسة مدة خمس سنوات، ليتزعم احدى الدول الجبارة في العالم التي تملك السلاح النووي، وهي عضو دائم في مجلس الأمن، وتلعب دورا رئيسيا في الاتحاد الاوروبي.

كما انه ثاني رئيس اشتراكي لفرنسا بعد فرنسوا ميتران الذي حكم هذا البلد ما بين ١٩٨١ و١٩٩٥. مع العلم ان اليسار كان في السلطة ما بين عامي ١٩٩٧ و٢٠٠٢ في إطار صيغة تعايش بين رئيس حكومة يساري ورئيس يميني. وبعيد اقفال مكاتب الاقتراع الساعة ٠٠:٢٠ من مساء الاحد صدرت تقديرات مؤسسات الاستطلاع، فافادت مؤسسة «سي اس اي» بان هولاند حصل على ٥١,٨% في حين أعطته ايبسوس ٥١,٩%، و«تي ان اس سوفريس» ٥٢%.

وسارع ساركوزي إلى الاقرار بهزيمته وقال أمام أنصاره في باريس «بات لفرنسا رئيس جمهورية جديد، انه خيار ديمقراطي وجمهوري. فرنسوا هولاند هو الرئيس الجديد لفرنسا ويجب احترامه». وأضاف «تحدثت إليه لتوي عبر الهاتف، أتمنى له التوفيق في ظل التحديات». وتابع ساركوزي «اتحمل كامل المسؤولية عن هذه الهزيمة... لست شخصا لا يتحمل مسؤولياته».

وأضاف أن «حقبة أخرى تبدأ، في هذه الحقبة الجديدة سأبقى واحدا منكم شخصا تستطيعون الاعتماد عليه للدفاع عن أفكارنا وقناعاتنا لكن موقعي لا يمكن ان يبقى كما هو... والتزامي سيكون مختلفا». وأضاف «بعد ٣٥ عاما في العمل السياسي وعشر سنوات في اعلى مستويات المسؤولية السياسية وخمس سنوات على رأس الدولة فان التزامي سيكون من الان فصاعدا مختلفا».

كما دعا ساركوزي خلال اجتماع لكبار المسؤولين في حزبه إلى العمل «للفوز في معركة الانتخابات التشريعية»، مضيفا «يمكن الفوز فيها. ان النتيجة (الاحد) مشرفة. لن اخوض هذه المعركة». وتجري الانتخابات التشريعية المقبلة في يونيو.

ورحب رئيس الوزراء الاشتراكي السابق لوران فابيوس بما اعتبره «الفوز الرائع» لهولاند، فيما أعلنت سيسيل دوفلو زعيمة حزب الخضر المتحالف مع الاشتراكيين ان هذه النتيجة تمثل «فرصة لفرنسا وللبيئة وللعدالة الاجتماعية وللديمقراطية». وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الفرنسي بينوا هامون «انه حدث سعيد جدا ينهي سيطرة اليمين على الاليزيه طيلة ١٧ عاما».

من جهتها أعربت الاشتراكية سيغولين روايال المرشحة السابقة للرئاسة في فرنسا عام ٢٠٠٧ عن «سعادة عارمة» بفوز رفيقها السابق ووالد ابنائها فرنسوا هولاند، في حين بكى ابنهما البكر توماس فرحا عندما شاهد والده على شاشات التلفزيون. وردا على سؤال للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي قالت روايال التي كان نيكولا ساركوزي فاز عليها عام ٢٠٠٧ «بامكان الفرنسيين ان يثقوا به».

من جهته قال توماس «أنا متأثر جدا، لقد شاركت في هذه الحملة كما كنت شاركت قبل ذلك في حملة سيغولين روايال، والدتي، الا ان الحملة انتهت هذه المرة بالانتصار».

دوليا هنأ رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولز ورئيس حزب الاشتراكيين الديمقراطيين الالماني سيغمار غابرييل أمس الأحد هولاند بفوزه بالانتخابات، واصفين فوزه بأنه «اشارة إلى اوروبا بأسرها». وقال القياديان في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في رسالة تهنئة مشتركة إلى هولاند إن «فوزك وانتصار الحزب الاشتراكي يمثلان اشارة ضخمة لأوروبا بأسرها».

ويكون هولاند بذلك قد فاز على الرئيس اليميني نيكولا ساركوزي، آخر القادة الأوروبيين الذين أطاحت بهم الأزمة الاقتصادية بعد اليونان واسبانيا وايطاليا. وساركوزي هو الرئيس الثاني الذي يهزم في محاولته تجديد ولايته بعد فاليري جيسكار ديستان عام ١٩٨١.

وقدرت نسبة المشاركة بما بين ٨٠ و٨٢% وهي أعلى قليلا من النسبة التي سجلت خلال الدورة الأولى التي جرت في الثاني والعشرين من إبريل الماضي. الا انها تبقى أقل من نسبة المشاركة التي سجلت في الدورة الثانية من انتخابات عام ٢٠٠٧.

ويوم الجمعة خلال اليوم الاخير من الحملة الانتخابية قال هولاند «أنا مستعد لقيادة البلاد» داعيا الفرنسيين إلى اعطائه فوزا واضحا. وتصدر هولاند الدورة الاولى من الانتخابات (٢٨,٦٣% مقابل ٢٧,١٨% لساركوزي) وكان يعتبر منذ أشهر المرشح الأوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات. وقال لدى ادلائه بصوته «سيكون النهار طويلا لكني لا اعلم هل سيكون اليوم جميلا، سيقرر الفرنسيون ذلك».



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة