الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٤ - الثلاثاء ٨ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بقعة ضوء


يوم البيئة الإقليمي «أشجار القرم»









تحتفل دول إقليم الخليج العربي تاريخ ٢٤ إبريل من كل عام، بيوم البيئة الإقليمي، حيث تحتفل هذا العام تحت شعار «دعونا نحمي أشجار القرم». فلماذا أشجار القرم بالتحديد؟



ما هي أشجار القرم؟



القُرم )ainnecivA( جنس من نباتات الأيكة الشاطئية )evorgnaM( التي تعيش على الماء المالح وهو من الفصيلة )eaecannecivA(. ويوجد منه عدة أنواع ويكثر على شواطئ جنوب شرق آسيا كما يوجد في منطقة الخليج وتعمل الحكومات على إكثاره وذلك بإنباته على الشواطئ البحرية المالحة التي يغمرها الماء في حالة المد وينحسر عنها عند الجزر.



نبات القرم (الشورى) شجرة قائمة أو شجيرة صغيرة، وغالباً ذات زغب كث دقيقي، ارتفاعها ١-٣ أمتار. الأوراق متقابلة رمحية إلى بيضاوية، غالباً حادة القمة، كاملة الحافة طولها ٣-٧سم وعرضها ١-٣ سم، تستدق عند القاعدة مكونة عنقا قصيرا، جلديه ذات لون أخضر لامع من أعلى، وغالباً ذات لون رمادي باهت من أسفل، عليها العديد من البلورات الملحية. وتوجد الأزهار في نورات هامة محدودة، ذات عنق قصير ولها نقابات، فصوص الكأس ٢-٤ مم طولاً، ذات قمة مستديرة، وحافة مشرشرة تشرشر دقيق، التويج أصفر اللون يزيد طوله عن الكأس، له ٤ فصوص غير متساوية الطول تزيد عن طول الأنبوبة. وترى هذه الشجيرات محاطة عادة بنموات قائمة رأسية عديمة الأوراق تشبه السيقان )serohpotamuenP ro aidohtamuenP( تخرج من الجذور الأرضية بغرض تزويدها بالأكسجين، وخاصية الإنبات الأمي )yrapiviV( في هذا النبات هي تأقلم آخر مع هذه البيئة الشديدة الملوحة الشحيحة الأكسجين حيث تنبت البذور قبل وقوعها من النبات الأم معطية الجذير أو الجذر الجنيني. وقد فسر ذلك على أنه ميكانيكية لتجنب الملوحة وللتزود بالأكسجين في هذه الفترة الحرجة من إنبات البذور.



القرم في البحرين



يقتصر وجود مستنقع القرم على خليج توبلي، حيث يشكل النمو الكثيف لنبات القرم الأسود



aniram ainnecivA بيئة لا مثيل لها في البحرين من حيث امتدادها الجغرافي وتنوعها البيولوجي. علاوة على ذلك، فقد تم استزراع القرم في بعض المناطق المختارة مثل محمية دوحة عراد ورأس حيان وجزر الجارم. ويتصف مستنقع القرم - وخاصة في منطقة رأس سند بخليج توبلي - بحساسية بيئية فائقة حيث يعتبر محطة استراحة للطيور المهاجرة وموطن تكاثر لبعض الطيور المقيمة، كما أنه يوفر بيئة حضانة مهمة للأسماك والربيان الأمر الذي يبرز الأهمية الاقتصادية غير المباشرة لهذه البيئة.



ومن أبرز العوامل التي تؤثر في حالة مستنقع القرم بخليج توبلي هي أنشطة الردم، وتصريف مياه الصرف الصحي المعالجة ثنائيًا، وإلقاء النفايات البلدية بصورة غير قانونية، بالإضافة إلى ارتفاع قيم الملوحة بعد نضوب العيون الطبيعية. فعلى سبيل المثال، تقلصت مساحة مستنقع القرم بصورة ملحوظة نتيجة لأعمال الردم التي نفذت خلال القرن الماضي. إلا أن الاتجاه السلبي في حالة هذه البيئة قد خفت حدته خلال السنوات العشر الماضية (٢٠٠٠-٢٠١٠م) نتيجة للتدابير التي أنفذت للحد من أنشطة الردم في خليج توبلي. وأخذًا بالاعتبار المبادرات القائمة لحماية مستنقع القرم برأس سند واستثماره بصورة مستدامة لأغراض تعليمية وبحثية وسياحية علاوة على البدء في إنشاء مشتل لاستزراع نبات القرم، فإنه من المرجح أن السيناريو المستقبلي لهذا النوع من البيئات قد يكون إيجابيا.



فوائد مستنقع القرم



يعتبر مستنقع القرم وسطا للعديد من الأسماك الصغيرة واللافقاريات والعديد من النباتات والحيوانات (العالقة)، وكذلك الطيور الكبيرة، حيث توجد شبكات غذائية تعتمد على الإنتاج العضوي للمستنقع. ويرعى القرم أحياناً بواسطة قطعان الجمال والماعز التي يربيها السكان المحليين حيث تتغذى على أوراقه حينما تكون النباتات الأخرى غير متاحة وخاصة خلال موسم الصيف، ولكن لا يعتبر نبات رعى جيد بسبب ملوحته العالية. كما يستخدم السكان المحليون الأفرع كوقود عالي القيمة وهذا يفسر التدمير الكبير الذي يحدث لجماعات هذا النبات قرب المستقرات البشرية.



يكون ما يقرب من ثلث غذاء الربيان في مناطق القرم الساحلية من مواد نباتية، وتتغذى الأسماك التي تعيش في الماء الضحل عادة، بقدومها مع موجات المد إلى هذه المناطق على الكائنات البحرية اللافقارية التي تعيش في هذه المناطق. وعادة في مثل هذه النظم البيئية الضحلة يتم إزاحة كميات من المواد العضوية والدبال من هذه النظم إلى مناطق الماء المفتوح مما يسهم في تغذية العديد من الكائنات البحرية بها.



لذلك فإننا نهيب بجميع مستخدمي مناطق مستنقعات القرم عدم الإخلال بالتركيب الطبيعي والكيميائي والإحيائي للمنظومة البيئية لهذه النباتات أو لمستوى ارتفاع الوسط الترسيبي بالنسبة إلى مستوى سطح البحر بالمنظومة، حتى يمكنها أن تؤدي دورها الطبيعي.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة