الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٧ - الثلاثاء ١ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


المصريون والسعوديون.. أثروا في حياة بعضهم





رب ضارة نافعة. هذه مقولة عربية قديمة. وهي تنطبق تماماً على الخلاف الأخير الذي حصل بين الجارتين الشقيقتين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وانتهى باستدعاء السعودية سفيرها من مصر وإغلاق سفارتها وقنصليتيها هناك مؤقتاً. حالة الخلاف التي مرت على السعودية ومصر نتج عنها في اليوم التالي لاستدعاء السفير السعودي حملة تواصل شعبية أجزم بأنها الأكبر في تاريخ العلاقات بين البلدين. حيث أطلق شبان سعوديون وسماً (هاش تاغ) على موقع تويتر بعنوان (مصري أثر في حياتي)، وراحوا يغردون مستذكرين أفضال المصريين على السعوديين، وحينما شاهد المصريون هذا التقدير الذي يحظون به لدى السعوديين، أطلقوا هم أيضاً وسماً مقابلاً بعنوان (سعودي أثر في حياتي).

الحملة بدأت بسيطة، لكنها سرعان ما كبرت وتضخمت وانتشرت وصارت الأشهر في مواقع تويتر العربية وانتقلت من ثم لتكون عناوين رئيسية في مواقع الأخبار. المصريون يستذكرون أفضال السعوديين، والشخصيات السعودية التي أثرت في حياتهم، فذكروا الملك فيصل وأحمد الشقيري والشيخ عائض القرني وغيرهم الكثير، والسعوديون ذكروا الشيخ محمد متولي الشعراوي ود. مصطفى محمود والشيخ محمد حسان والزعيم جمال عبدالناصر وغيرهم الكثير.

هذه حملة ليس لها مثيل، وبعض المشاركين من المصريين والسعوديين قالوا إن دموعنا انهمرت ونحن نرى هذا التماسك والتلاحم بين الشعبين الشقيقين في أبلغ رسالة وجهها المصريون والسعوديون إلى من يريد دق إسفين الخلاف بينهم. أقول رب ضارة نافعة جعلت من هذا الخلاف العابر بين السعودية ومصر سبباً لأكبر حملة تواصل بين الشعبين في التاريخ.

لم يقف المصريون عند هذا الحد في تفاعلهم مع أشقائهم السعوديين، بل نظموا تجمعاً حاشداً عند سفارة المملكة العربية السعودية ورفعوا العلمين المصري والسعودي عالياً جنباً إلى جنب وهتفوا «الشعب يريد عودة السفير» و«مصر والسعودية ميّة على ميّة» وعرضوا لافتات كبيرة كتبوا عليها «نعتذر لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي من القلة المندسة».

الناشط المصري المشهور وائل غنيم، نشر في موقعه على «تويتر» اعتذاراً لإخوته السعوديين بسبب تسرعه في تصديق ونشر خبر عن المحامي المصري المحتجز في السعودية أحمد الجيزاوي، بعد أن تبين له أن الخبر لم يكن صحيحاً، وقد شارك هو أيضاً ومعه كوكبة من الشخصيات المصرية في التغريد استذكاراً للسعودية وشخصيات فيها.

لقد أكدت هذه السحابة الصيفية العابرة أن ما يربط الشعبين العربيين الشقيقين أقوى وأكبر من أن تؤثر فيه حادثة محسوبة على قلة متهورة، بل إن العلاقات بين الشعبين أراها قد عادت أكثر دفئًا وحرارة من ذي قبل. ومن المؤكد أن عودة السفير السعودي إلى موطنه الثاني مصر سوف يكون لها وقع كبير وأثر إيجابي في نفوس إخوتنا المصريين الذين يستحقون منا كل الدعم والمساندة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها أرض الكنانة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة