بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الربو الذي يحتفل به عالميا في شهر مايو من كل عام وتحت شعار: «بإمكانك السيطرة على الربو» نظمت وحدة العلاج التنفسي بالتعاون مع مركز التدريب المستمر بمستشفى السلمانية ورشة طبية للوقوف على هذا المرض ومعرفة آخر ما توصل إليه العلم من أساليب علاجية حديثة شارك فيها عدد من العاملين الصحيين بمستشفى السلمانية وباقي مؤسسات وزارة الصحة.

جاءت فكرة الاحتفال بيوم الربو من قبل المعهد الوطني الأمريكي للقلب والرئة والدم وأصبحت محطة سنوية يستفاد منها في توعية المجتمع من مرضى ومقدمي الرعاية الصحية حيث تصب في محاولة تقليل العلل الصحية وعدد الوفيات المرتبطة بمرض الربو.

وقد بدأت أعمال الورشة بمحاضرة من الاختصاصي بالعلاج التنفسي سعيد عبدالعزيز الذي عرف الربو بانه مرض مزمن يصيب الرئتين، وتحديدا المجاري التنفسية التي وظيفتها الأساسية هي نقل الهواء من وإلى الرئتين، مشيرا إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في وجود حساسية مفرطة في المجاري الهوائية، وفي حالة تعرضها إلى أي من المهيجات كالغبار والدخان وحبوب اللقاح وغيرها، تحدث الأعراض المعروفة التي يشتكي منها غالبية المرضى كالحكة، وصعوبة في التنفس، وصفير ناتج عن تضيق الشعب الهوائية، وخروج بلغم وغيرها من الأعراض.

وذكر ان الإحصائيات الصادرة من منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن هنالك ما يقارب ٣٠٠ مليون شخص حول العالم يعانون الربو أي ما نسبته ١٠% من العدد الكلي للسكان. وبالنسبة إلى علاقة الربو بالعوامل الوراثية والبيئية قال إن هناك ارتباطا معروفا، أي بمعنى إذا كان الأب والام يعانيان من مرض الربو فنسبة توريثه للأبناء تكون عالية حيث تصل إلى ٧٠%، هذا في الوقت الذي تنخفض فيه هذه النسبة إلى واحد من ثلاثة أو ٣٣% إذا كان فقط احد الأبوين مصابا بالربو. أما إذا كان الأبوان سليمين فإن النسبة تتدنى إلى ٦%.

وتابع أعمال الورشة الاختصاصي ردي فركاش من قسم التنفس الذي تطرق إلى الجانب العلاجي للربو والطرق الصحيحة لأخذ مختلف أدوية والبخاخات. فذكر انه من الملاحظ أن غالبية المرضى لا يستخدمون البخاخات بطريقة سليمة، منوها إلى ان الدراسات أثبتت انه ما يقارب ٨٥% لا يأخذون دواء البخاخ بالطريقة الصحيحة مما يتسبب في عدم الحصول على الجرعة المطلوبة لعلاج المرض.

وفيما يخص علاج الربو ذكر أن مرض الربو لا يمكن شفاؤه، لكن يمكن السيطرة عليه عبر اتباع البرنامج العلاجي وتجنب المهيجات كالغبار والأتربة، والدخان، وريش الحيوانات الأليفة، وعث الغبار الذي يوجد دائما في السجاد والمكيفات والنوافذ وغيرها من المهيجات.

ومن جانب آخر شرح اختصاصي طب الطوارئ الدكتور زهير السامرائي كيفية التعامل مع مريض الربو أثناء حدوث الأزمة، فذكر ان أي حالة أزمة ربو نعتبرها حالة طارئة ونوليها الاهتمام المطلوب حتى لا تتفاقم ويصعب علاجها، مشيرا إلى حدوث بعض المضاعفات التي قد تحدث مضاعفات كفشل رئوي نتيجة الانقباض الشديد في جدران المجاري الهوائية وانخفاض مستوى الأوكسجين بالدم أو حدوث ما هو أسوأ من ذلك وهو الوفاة.