الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٦ - الخميس ١٠ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

وسط حضور لافت بمهرجان المسرح المدرسي الخليجي

الوحدة والسلام يجسدهما أطفال اليمن في عرض مسرحي مبهر





قصة قرية صغيرة يسودها الحب والوئام والترابط، ولكن حالهم ينقلب بعد مرور فترة من الوقت بسبب إسرافهم للمياه وعدم ترشيدها فيصبح لديهم شح وندرة فيها فتحدث المشاكل بين الأهالي ويساعدهم في حلها أطفالهم بطريقتهم الخاصة وذكاءهم.

«أبو ماجد» الذي قام بدوره حسن عباس، يستغرب عدم وصول المياه إلى أراضيه ويتهم «أبو أسامة»، الذي لعب دوره حسين حميد، بإغلاق الماء عن أراضيه كونه يعمل كساقية في القرية، فدخلا في صراع وتشاجرا وقذف كل منهم الآخر بتهم باطلة منها إتلاف المحاصيل الزراعية، حتى تدخل أطفالهم وأطلعوهم على حقيقة ما حصل عندما اكتشفوا ذلك بأنفسهم.

حسن الذي وقف على الخشبة للمرة أولى في عام ٢٠١٠ بتشجيع من أخيه ورئيس فرقة المسرح التربوي بالمحافظة التي يقطنها، أحب شخصية «أبوماجد» لطيبها وحبها للخير وإن كان متسرعا في إصدار الأحكام على الآخرين. ويعد التمثيل بالنسبة له من أجمل أساليب إيصال مختلف الرسائل للجمهور، لذا فهو يطمح بأن يصبح فنانا مسرحيا وتلفزيونيا في المستقبل. وحول التوفيق بين دراسته والمسرح قال «الدراسة مهمة بالنسبة لي، والمسرح مهم أيضا ولكنه هواية، وأتمنى أن يتم تضمين المسرح للمناهج الدراسية قريبا». وأضاف «أشكر البحرين على جميع ما قدمته لنا، وأنا هنا بين أهلي وأحبابي».

«أبوأسامة» نكر التهمة التي وجهها إليه «أبو ماجد»، وحسين أحب في «أبوأسامة» تفهمه وسعة باله، وقال «أتمنى أن تكون رسالتنا وصلت للجمهور بالشكل المطلوب، وهي أن لا يتسرع الناس في إصدار الحكم على الآخرين ويراعوا حقوق الطفل».

حسين لم يشعر بالخوف أو التوتر على الرغم من أن هذه المشاركة هي الأولى من نوعها وحول هذا قال «حبي وحماسي لإيصال الرسالة المسرحية تغلب الخوف والتوتر لذا لم أشعر بهم إطلاقا بل كنت مطمئنا وواثقا من رغبتي في الأداء وإيصال صوتي للجمهور».

براءة أطفال القرية وعقلهم الصغير الذكي هو الذي جعلهم يكتشفون من يقف وراء إتلاف المحاصيل وبقية المشاكل التي دارت بين أبوماجد أبوأسامة.

الطفلان أحمد عبدالملك وحسام العولجي نادا ببراءة حقوق الطفل أهما حرية التعبير عن الرأي، والشعور بالأمان والوحدة بعيدا عن الخلافات العائلية التي تشتت ذهنهم وتقلل من تركيزهم في الدراسة، وإلى جانب عدد من الأطفال استطاعا أن يكتشفا ويمسكا بالأشرار الذين أوقعوا بين ذويهم، ليعود الجميع للعيش في حب وسلام ووئام.

أحمد طفل لم يتجاوز الحادية عشر، ولكنه على الخشبة أدى دورا فاق عمره الصغير، وأكثر ما شده في هذا الدور هو الابتسامة التي لم تفارق وجهه، والمحاولة للحصول على حلول للمشاكل ونصيحة الآخرين حتى وإن كانوا كبارا حسب قوله. وأضاف «مديرة مدرستي هي التي شجعتني على المشاركة في النشاط المسرحي وأنا أحب المسرح كثيرا، ولكني عندما أكبر أريد أن أصبح طيارا إلى جانب التمثيل المسرحي، وإن لم أستطيع التوفيق بين الاثنين فسأختار أن أكون طيارا».

حسام طفل آخر نادى بحقوق الأطفال، وهو يقف على خشبة المسرح للمرة الأولى وقال «أحببت المسرح، وأدركت أنه رسالة يجب أن تصل للجمهور بشكل جميل، وطالما كان الممثل مؤمنا برسالته وقدراته وصادقا مع نفسه استطاع إيصالها لجميع الجمهور وفرض عليهم فهمها. «وحول دوره في العرض المسرحي قال» أحببت دوري وكيف أنني قمت بالمساهمة في حل المشكلة وإزاحة هم من هموم أسرتي وأحبتي في القرية، وأدركت بأن المشاكل البسيطة يجب أن لا نكبرها وأن نتعامل معها ببساطة حتى لا تسبب المشاكل بيننا وبين من نحب، كما أن الأهل يجب أن يسمحوا للأبناء بالمبادرة بحل المشاكل البسيطة حتى يستطيع الأبناء العيش في أمان ويركزوا على دروسهم بعيدا عن المشاكل».

لؤي سعيد الذي يحب المسرح منذ الصغر، قام بدور «الراوي» وقدم رسالة جميلة للأطفال وبين لهم قدرتهم على احتواء المشاكل التي تحدث بين أهلهم. وقام خلال العرض بجلب أطفال من الجمهور ليشاركوا في مراقبة الأشرار الذين كانوا سببا في خلاف أهل القرية، وكان هذا رائعا لمسنا من خلاله مدى صدق وتفاعل الجمهور وتقبلهم للرسالة المقدمة، وقال حول هذا «الحمد لله، تفاعل الجمهور معنا، وأنا أنصح جميع الأطفال بأن يتعلموا كيف يفكرا في حلول للمشاكل التي يشهدونها، وبالمحافظة على جمال بلدهم».

القاص والكاتب المسرحي ميرزا زهير قال حول عرض «الساقية» إنه عرض جميل ورائع، شدني إشراك الأطفال من الجمهور في العرض، كما شدتني المفاهيم والأناشيد المحببة لدى الأطفال والتي تخللت العرض التربوي الهادف. «وأضاف «تجمع الأهالي والوحدة واستخدام المفاهيم والتراكيب اللغوية الهادفة في العرض تنمي مواهب الأطفال وتحافظ على استقرارهم النفسي من خلال إشباع رغباتهم. جذبني أيضا أداء الطلبة الرائع ولغة الجسد ومخارج الحروف ونبرات الصوت الواضحة والجميلة، كل ذلك جعل العرض أكثر من رائع».



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة