الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٧ - الجمعة ١١ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

زاوية غائمة


هذه ليست رياضة





بعد أسابيع قليلة تبدأ دورة الألعاب الأولمبية في لندن، وقد ظللت لسنوات طوال، شديد الحرص على متابعة معظم فعاليات تلك الدورات، ولا تفوتني على نحو خاص العروض الافتتاحية، لأنني أجد التشكيلات بأجساد وحركات آلاف الشباب عملا فنيا رائعا وراقيا، وهناك الكثير من المنافسات الأولمبية التي تشد انتباهي، ولكن منافسات الجمباز والتوازن والشقلبة تجعلني متسمرا في مكاني أمام العروض المبهرة التي يقدمها أشخاص يمارسون - في تقديري - ما يمكن ان نسميه بـ«شِعر (بكسر الشين) الحركة»، ولكن ما لا أفهمه ولن أفهمه هو: ما علاقة الملاكمة بالرياضة؟ طرحت هذا السؤال عشرات المرات في مقالاتي وأعتقد ان كثيرين يشاركونني الرأي في أنه ليس من الرياضة في شيء أن تضرب شخصا آخر بكل قوتك على رأسه وصدره وبطنه، حتى يقع أو يغمى عليه - بل حتى ينتقل إلى باطن الأرض، ثم يقدمون لك درعا وكأسا وآلاف أو ملايين الدولارات.. القانون في الدول الغربية يضعك في السجن بحكم قضائي إذا وجدت لصا في بيتك وضربته حتى أصيب بجرح ولو كان سطحيا، ولكن لا بأس في أن تتقاتل مع شخص آخر أمام ملايين المشاهدين وتنزف أنت وهو الدماء، وتفوز وتنال لقب بطل وزن الذبابة او الريشة او خفيف الثقيل او ثقيل الخفيف (انظر سخافة تسميات أوزان الملاكمة).

والآن ظهر نوع جديد من العنف تحت مسمى الرياضة ويجمع بين الملاكمة والمصارعة وهي يو اف سي Ultimate Fighting Championship UFC وصار لها ملايين المعجبين في كل القارات، وفيها يسمح بالضرب والرفس باليد والرجل والرأس في كل أجزاء الجسم (ما عدا ما بين الفخذين).. ولو استمرت جولة ما في يو اف سي عشر ثوان، فإن الحلبة تصبح مغطاة بالدم.. ويقال إن هذه «اللعبة» ظهرت أولا في البرازيل، ولكن الأمريكان اشتموا فيها رائحة المال فـ«أمركوها»، وصارت لها روابط واتحادات، وشاهدت عدة حلقات منها ولم أر مشاركا واحدا فيها شكله «ابن ناس» فكلهم تقريبا من الصنف الذي يغطي الوشم ثلثي جسمه، ووجوههم مليئة بالنتوءات والمطبات مما يدل على أنهم تعلموا الصنعة في المشاجرات في الحواري والأندية المشبوهة.

قامت القيامة في إسبانيا رأفة بالثيران حتى تم منع مصارعة الثيران، وتشهد المكسيك الآن حملة شعبية لتحريم وتجريم مصارعة الثيران من باب أنه ليس من «الإنسانية» في شيء غرز السيوف على ظهور الثيران.. طيب يا أولاد الـ.... هل من الإنسانية أن نترك «ثيران» يو اف سي والملاكمة عموما يلحقون ببعضهم البعض عاهات معظمها مستديمة؟

إذا تعلق الأمر بأي نشاط يعود بمال وفير فإن الخواجات ينسون الاعتبارات الإنسانية، والملاكمة في الولايات المتحدة «بيزنس»، تدر المليارات، ويروح فيها السود (عمرك شفت ملاكم أبيض عليه القيمة؟).. هي نفس حكاية الخمور والمخدرات، فالجرائم التي تحدث تحت تأثير الكحول أكثر من ألف ضعف الجرائم التي تحدث تحت تأثير المخدرات، فالمسطول إما غائب عن الوعي او نائم، بينما السكران شخص فالت اليد واللسان.. ومع هذا تخصص الدول الغربية البلايين لمكافحة المخدرات ولكنها لن تسمح حتى بوضع تحذير لفظي في علبة او قارورة خمر يفيد بأن الكحول ضار بالكبد أو العقل.. في السجائر صاروا يضعون تحذيرات واضحة بأنها قاتلة!! طيب يا أبناء قراد الخنازير طالما هي قاتلة فلماذا تنتجونها وتبيعونها وتصدرونها؟





jafabbas١٩@gmail.com



.

نسخة للطباعة

قصــة نجـــاح

بينما كان السير دونالد تشارلز ماكجيليفاري، المندوب السامي البريطاني الأخير في ماليزيا (1954 - 1957) يهم برك... [المزيد]

الأعداد السابقة