الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٩ - الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


«ينجلوك شيناواترا» ومهندس خريطة الطريق!





ليس جديدا القول إن مملكة البحرين بدأت مؤخرا التحرك السياسي والاقتصادي نحو الشرق، سواء من خلال زيارة جلالة الملك المفدى لليابان وتايلند، أو زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد لكوريا الجنوبية، لكن يمكن القول إن مهندس (خريطة الطريق) نحو الشرق هو صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، الذي وطد العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية مع دول شرق آسيا منذ سنوات طويلة، وتأتي زيارة السيدة «ينجلوك شيناواترا» رئيسة وزراء مملكة تايلند للبحرين لتؤكد هذه السياسة البحرينية تجاه العلاقات الوطيدة مع (تايلند) وبقية دول شرق آسيا، بل يمكن القول إن البحرين تعتبر (تايلند) نافذتها إلى الشرق بأكمله، مثلما تعتبر تايلند (البحرين) نافذتها إلى العالم العربي، وقد بدأت تجعل من البحرين مركزا لتصدير منتوجاتها الغذائية إلى العالم.

وتايلند مثل بقية دول شرق آسيا، فيها نمو اقتصادي كبير وحراك سياسي متوازن، لكن تظل (تايلند) تتفوق بسرعة النمو الاقتصادي المتعدد الأنشطة، فهي ثاني أكبر بلد في العالم في صناعة تجميع أجهزة الكمبيوتر والاتصالات، ولديها نمو كبير في الإنتاج الزراعي والصناعي، وعلى الرغم من كارثة الفيضانات والأمطار التي واجهتها مؤخرا، فإنها عادت بثبات واصرار وعزيمة من الحكومة والشعب التايلندي لتواصل طريقها في الإنتاج والتنمية الاقتصادية.. وكأن شيئا لم يكن!

أما الحراك السياسي في تايلند فهو حراك طبيعي، والشعب التايلندي لا يميل كثيرا إلى العنف، وحين مرت في السنوات الأخيرة باضطرابات سياسية وصلت إلى وسط العاصمة (بانكوك) ومركزها التجاري، اتفق الجميع إلى ضرورة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وجاءت إلى رئاسة الحكومة السيدة (ينجلوك شيناواترا) التي تتلمذت في لغة السياسة والدبلوماسية والاقتصاد على يد شقيقها رئيس الوزراء الأسبق.

وثمة ملاحظة يجب إدراكها في العلاقات البحرينية – التايلندية، وهي أن مهندس (خريطة الطريق) في هذه العلاقات سمو رئيس الوزراء، كان يحتفظ بعلاقات جيدة مع جميع الحكومات التي تعاقبت على الحكم في تايلند، فهو يمتلك شخصية (كرزماتية) تحبب الآخرين فيه (في البحرين وفي الخارج)، وهو شخصية مرغوب التعامل معها من قِبَل رؤساء حكومات كثيرة في العالم.

زيارة رئيسة وزراء تايلند (ينجلوك شيناواترا) هي تأكيد لسياسة البحرين نحو الشرق والشعوب الصديقة في آسيا، بعد أن اكتشفنا اننا لم يأتنا من (الغرب) سوى (البهدلة) والتدخل في شئوننا الداخلية والابتزاز السياسي!







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة