الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٩ - الاثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


هدفهم (ضرب الاقتصاد البحريني)!





تحدثت الصحافة المحلية عن التأثير الإيجابي لإقامة سباقات «الفورمولا» على الحركة الاقتصادية والتجارية في البحرين، حيث شهد قطاع الفندقة انتعاشاً من حيث تشغيل الغرف قياساً بالأيام السابقة، كما شهدت المطاعم والكفتيريات، وحركة البيع في المجمعات التجارية (المولات) والمواصلات حركة انتعاش.. هذه الظاهرة نجدها تحدث عندنا في المناسبات الكبيرة، لكننا نتمنى أن تستمر على مدار العام كله في الاقتصاد، وخصوصاً أن (البحرين) تتميز بمركزها (الوسطي) جغرافياً في منطقة الخليج العربي، مما يجعلها قريبة من كل دول المنطقة، وبالتالي يسهل الوصول إليها براً وجواً وبحراً.. كما أن البحرين قريبة جداً من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، والأشقاء في المنطقة الشرقية بالسعودية يستطيعون العبور إلى البحرين يومياً عبر جسر الملك فهد، ونظراً إلى وجود (قوة شرائية) كبيرة في السعودية، فإن هذه (القوة الشرائية) سوف تنعكس على الاقتصاد البحريني بالانتعاش حينما ينفقون ذلك أثناء وجودهم في البحرين.

المشكلة أننا في البحرين انشغلنا بالسياسة وأهملنا الاقتصاد، وجاءت أحداث العنف والتخريب والمظاهرات الصاخبة منذ شهر فبراير العام الماضي حتى الآن لتصيب الاقتصاد البحريني في مقتل، ولعب المحرضون على العنف والجمعيات السياسية (الطائفية) لتأجيج الفتنة بين الناس، وبالتالي أصبح كل شيء مشروعاً في الصراع الطائفي، وبالنسبة إليهم صار (الاقتصاد) غير مهم! و(الاستثمار) غير مرغوب فيه! والنشاط السياحي والفندقي رجساً من عمل الشيطان!

الأخطر من كل ذلك أن جمعية «الوفاق» وأطقم (حزب الله) في البحرين وضعت ضمن أهدافها (ضرب الاقتصاد البحريني)!.. حيث لا يمكنها السماح بحصار اقتصادي عالمي وعقوبات على (إيران) بينما ينتعش الاقتصاد في البحرين!.. وبحكم انتماء هذه الجمعيات إلى حكم (ولاية الفقيه) الإيرانية، فإنها تعتبر وطنها (إيران) وليس البحرين!.. ومن هنا نلاحظ إصرار (الوفاق) وغيرها على إقامة المظاهرات والاعتصامات في المناطق التجارية وفي قلب العاصمة المنامة والشوارع الحيوية والمراكز المالية والمصرفية (المرفأ المالي)!.. بل اقتحام المراكز التجارية (المولات) بمظاهرات عنيفة وتخريبية وإرهابية!

المعركة الكبيرة التي تخوضها البحرين حالياً ليست (سياسية) بل (اقتصادية)، وإذا لم تنتعش قطاعات الاقتصاد والتجارة والسياحة والفندقة والمراكز المالية والتأمين والعقارات على مدار العام، فإننا سنكون قد حققنا أهداف أعداء الوطن.

وتذكروا أن العمق الاقتصادي للبحرين (كما هو العمق السياسي) يكمن في الأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي.. هم (العزوة) والسند في السياسة والاقتصاد معاً.. وهم الموال والشعر والقصيد!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة