الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٣ - الخميس ١٧ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


تمثل اتحاداً حتى لو لم تعلنه





ليس الآن، وإنما منذ أن نشأ آباؤنا وأجدادنا، ومنذ نعومة أظفارنا؛ استقرّ في وجداننا أن إخواننا في السعودية والكويت وقطر والإمارات وعمان هم أهل وأنساب وأعمام وأخوال و(خلاّن) لم تفرّق علاقاتهم وارتباطاتهم هذه الحدود ولم تفتر أخوتهم ومودة بعضهم لبعض في أي لحظة من اللحظات.

كل مواطن في هذه البلدان الخليجية يشعر بانتماء إلى تلك الدول ويحسّ بدفء علاقات أو تميز في التعامل والحفاوة لا تتكررّ مع غيره من باقي الجنسيات في أي من دول مجلس التعاون بحيث إنه يكون أسيراً لفهم لا يجادل فيه أحد، وهو أن هذه الشعوب هي شعب واحد..

حتى في الأسفار، في أوروبا أو أمريكا أو غيرها؛ يلتقي المواطنون الخليجيون من دون سابق موعد أو معرفة، ويتجمعون بعضهم مع بعض من بين كل الجنسيات، كأنما هنالك رابط وجداني دعاهم إلى الالتقاء والتكتل، موظفون أو طلاب جامعات، على مختلف المستويات. والأهم أن الآخرين لا يستطيعون التمييز بين الخليجيين، أيهم بحريني وأيهم سعودي وأيهم قطري أو كويتي أو إماراتي أو عماني.

إنشاء مجلس التعاون في عام ١٩٨١م لم يأت بجديد في طبيعة هذه العلاقات المتجذرة بين شعوب الخليج العربي وإنما حقق مكتسبات، مهما قلنا إنها أقل من الطموح والأمنيات، فإنه لا يمكن لأي منصف أن ينكر أن هنالك إنجازات موجودة على الأرض وثمار ملموسة في واقعنا بسبب هذه المنظمة الإقليمية الخليجية التي أسهمت أيضاً في تماسكه ووحدة مواقفه.

لا يمكننا أن نغفل عن حقيقة أن هنالك اليوم عشرات الآلاف من مواطني دول مجلس التعاون الذين يقيمون ويعملون في الدول الأعضاء الأخرى سواء في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المستثمرين والذين يُعاملون معاملة المواطن في جميع دول المجلس وفقاً لقواعد وأنظمة واتفاقيات عززت من مشروعات التكامل الخليجية وحققت درجات عليا من التنسيق هي الأقرب إلى أن نقول إنها تمثل اتحاداً حتى لو لم تعلنه.

سانحة:

أعلنت الآن المعارضة رفضها للاتحاد بين دول مجلس التعاون الذي هو منصوص عليه في نظام تأسيس المجلس منذ عام ١٩٨١ رغم أنها لم تُبد في السابق أي تحفظ في هذا الخصوص. لكنها الآن مطالبة بأن تصدر بيانا أو تصريحا أو أي شيء تبين موقفها إزاء التصريحات الإيرانية بشأن البحرين.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة