الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٥ - السبت ١٩ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


صراع الأجيال بين الثعلب هاينكيس والذئب دي ماتيو





برلين - أ ف ب:

تشهد المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اليوم بين بايرن ميونيخ الألماني وتشيلسي الانجليزي على استاد «اليانز أرينا» في ميونيخ صراع الأجيال بين مدربي الفريق البافاري «الثعلب العجوز» وصاحب الخبرة يوب هاينكيس، والفريق اللندني «الذئب الشاب» الايطالي دي ماتيو الذي بدأ يصنع لنفسه hسما في القارة العجوز.

عامل الخبرة:

الأفضلية بدون ادني منازع لهاينكيس المدرب العجوز (٦٧ عاماً) الذي سبق له التتويج باللقب لاعبا ومدربا. هذا الهداف المحنك أحرز كل الألقاب الممكنة مع بوروسيا مونشنغلادباخ والمنتخب الألماني عندما كان عمر منافسه الايطالي ٥ أعوام. يملك هاينكيس الرحالة خبرة كبيرة في مسيرته التدريبية التي بدأها ببوروسيا مونشنغلادباخ مرورا باتلتيك بيلباو وريال مدريد الإسبانيين وبنفيكا البرتغالي وباير ليفركوزن الألماني وصولا إلى بايرن ميونيخ، حيث خاض ١٤٩ مباراة في الكؤوس الأوروبية أبرزها تتويجه بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد عام ١٩٩٨.

في المقابل، أحرز دي ماتيو بعض الألقاب بألوان تشيلسي عندما لعب في صفوفه من ١٩٩٦ إلى ٢٠٠٢ حيث لم ينس أنصار النادي اللندني حتى الآن قتالية لاعب الوسط الايطالي الذي لم يكن موفقا مع منتخب بلاده حيث لعب ٣٤ مباراة دولية طيلة مسيرته الاحترافية. خبرته كمدرب بدأت مع ميلتون كيينيس دونس الانجليزي من الدرجة الثالثة ثم اشرف على تدريب وست بروميتش البيون في البريمير ليغ، قبل أن يبرز إلى الساحة من خلال تعيينه مدربا بالوكالة للنادي اللندني في فبراير الماضي خلفا للبرتغالي أندري فياش بواش. تفوقه على برشلونة الإسباني حامل اللقب في دور الأربعة جعله في واجهة الساحة التدريبية.

عامل قوة الشخصية:

كلاهما قادر على التزام الهدوء في أي حالة، ويتفاديان معا التصريحات المدوية، خلافا للأسلوب الاستفزازي لمدرب النادي الملكي البرتغالي جوزيه مورينيو. مع مر السنين، محا المدرب الألماني طبعه العصبي وتحول إلى شخص هادئ وبمثابة «المدرب الأب» للفريق، والذي منذ تسلمه الصيف الماضي مهام الإدارة الفنية لبايرن ميونيخ للمرة الثالثة في مسيرته التدريبية، نجح في بث الثقة التي كانت تغيب عن لاعبي الفريق في الأيام الأخيرة لسلفه الهولندي لويس فان غال، ويبقى ابرز مثال المهاجم الدولي الفرنسي فرانك ريبيري الذي كان شبه غائب خلال الفترة التدريبية الأخيرة قبل أن يصبح عنصراً فعالا في التشكيلة بقدوم هاينكيس وقدم أحد أفضل مواسمه منذ انتقاله إلى صفوفه عام ٢٠٠٧ قادماً من مرسيليا الفرنسي. كما يتميز هاينكيس بصفة المدرب الذي يعرف كيف يحمي لاعبيه في الأوقات الصعبة كما حصل في المشاداة بين ريبيري والمهاجم الدولي الهولندي آريين روبن الشهر الماضي.

من جهته، أعاد دي ماتيو الهدوء والثقة إلى غرف ملابس البلوز بعد الاضطرابات التي شهدتها إبان فترة فياش-بواش الذي كان غاضبا من مخضرمي الفريق أمثال فرانك لامبارد. دي ماتيو متواضع بطبعه لكنه يبدي ثقة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالاستراتيجية. فهو لا يتردد في الحسم في اختياراته الرياضية إلى حد إنها قد تعرضه إلى النقد. فخلال ذهاب الدور ربع النهائي للمسابقة أمام مضيفه بنفيكا البرتغالي عندما فاز ١-صفر، دفع دي ماتيو بتشكيلة غير متوقعة ضمت لاعبين نادرا ما لعبوا هذا الموسم بينهم الدولي العاجي سالومون كالو (مسجل هدف الفوز).

لمن يضحك المستقبل؟

يمكن أن يتحدد المستقبل في المباراة النهائية خصوصا بالنسبة إلى دي ماتيو. إذا كان بإمكان دي ماتيو أن يفخر بمحصلة ايجابية للغاية من خلال الفوز بكأس الاتحاد الانجليزي وانجاز التفوق على برشلونة في دور الأربعة، فان المدرب الايطالي فشل في تصحيح الوضع في الدوري. كان تشيلسي يحتل المركز الخامس في البريمير ليغ لدى تسلمه مهام تدريبه خلفا لفياش بواش، وهو أنهى الموسم في المركز السادس وبات مستقبله مع الفريق يتوقف على نجاحه في التتويج بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا اليوم. في المقابل، من غير الواضح كيف سيقرر مالك النادي اللندني الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الانفصال عن الرجل الذي قد يحقق حلمه المتمثل في التتويج بلقب المسابقة الأوروبية العريقة.

بالنسبة إلى هاينكس، سيشكل إخفاق بايرن ميونيخ في التتويج مرة جديدة ضربة نفسية أكثر منها تعاقدية. وكان هاينكيس أعلن في مارس الماضي: «لدي عقد وأنا أعمل بفكرة إنني سأبقى حتى نهايته، مؤكدا انه غير منزعج تماماً». من الشائعات التي تتحدث عن رحيل مبكر بعد خروج الفريق خالي الوفاض من المسابقات المحلية. إضافة إلى ذلك، من الصعب تخيل أن يقوم صديقه رئيس النادي البافاري أولي هونيس بإقالته مرة أخرى، وهو الذي لا يزال يصف إقالته للمرة الأولى عام ١٩٩١ «بأكبر خطأ». أما كارل هاينتس رومينيغيه فيكرر القول: «إذا كان يريد، يوب يمكن أن يبقى إلى ما بعد نهاية عقده الحالي».



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة