الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٧ - الاثنين ٢١ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٣٠ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

زاوية غائمة


عظمة دجاجة تجعلك مليونيرا





كتبت قبل أشهر قليلة عن المواطن المصري الذي اشترى خبزا من «الفرن».. بالمناسبة فإنني أثناء وجودي في الخليج أشتري الرغيف من «المخبز» وعندما أذهب إلى السودان أشتريه من «الفرن» وكنت أشتريه من قبل من الطابونة، ولكنّ جيلا كاملا من السودانيين صار لا يعرف تلك الكلمة ذات الأصل التركي التي كنا نطلقها على المخبز، فطارت الكلمة كما طارت الأجزخانة وصارت صيدلية وطارت الشفخانة وصارت مركزا طبيا، والأدبخانة صارت «تواليت» بل ودبليو سي (مع ان التواليت تعني أيضا أدوات التجميل النسائية).. فأنا من قوم: خلقت ألوفا، لو رجعت إلى الصبا / لفارقت شيبي موجع القلب باكيا... استغفر الله.. طبعا ما كنت سأبكي لو كانت هناك إمكانية الرجوع إلى الصبا، واستبدال الشيب بشعر «آفرو» أسود، ولكنني بالفعل أحزن لضياع المسميات القديمة للأشياء حتى لو كانت ذات أصول أجنبية، لأن ذلك يعني ضياع جزء من ذاكرتي وذكرياتي.

المهم ان ذلك المصري وجد في رغيفة الخبز فأرا، وصرخ ورمى بالرغيفة أرضا، ولا يعني هذا أنه جبان، فمن الطبيعي أن تصرخ لو صببت لنفسك كوبا من مشروب غازي ووجدت صرصارا طافحا فيه.. المشكلة الكبرى أن ذلك الفأر كان بـ«يمش» نعم خرج من الرغيفة ومشى مبتعدا عنها.. ثم اتضح أنه ليس «فأرا»، بل أنثى الفأر، يعني فأرة!! وكيف تقدر تميز بين الإناث والذكور من الفئران في زمن صار فيه التمييز بين الأولاد والبنات يتطلب فراسة عالية؟ ما حصل يا جماعة هو أن الفأرة تلك خرجت من الرغيفة ومشت بضع خطوات ثم فرملت (وبالخليجي ضربت بريك)، وسبب التوقف أن الطلق داهمها وأنجبت أمام صاحبنا أربعة بيبيات حلوين.. وودت لو عثرت على رقم هاتف صاحبنا التعيس الذي اشترى رغيفا حاملا بفأرة حاملة بأربع فئران، كي أعزيه في مصابه ثم أبارك له التوائم الأربعة.

كالا فيليتسيتي أمريكية من مدينة لوس أنجلس ذهبت في عام ٢٠١٠ إلى مطعم للوجبات السريعة وطلبت بيتزا بلحم الدجاج، وأثناء الأكل أحست بشيء ينغرز في حلقها، وتم نقلها إلى المستشفى، حيث أجريت لها جراحة عاجلة، بعد أن تبين أن قطعة من الدجاج في البيتزا كانت بـ«عظم»، والأمريكان لا يعرفون ان خير اللحم ما جاور العظم، فرفعت دعوى قضائية ونالت تعويضا قدره ٢,٥ مليون دولار.. الدجاجة على بعضها بدولارين، وفسفوسة من عظمها تساوي مليونين ونصف المليون دولار!! حقيقة الأمر هي أن المبلغ يعكس قيمة ابن آدم أمام القضاء الأمريكي الذي ألزم المطعم والجهة التي زودته بالدجاج بتعويض السيدة عن معاناتها، (أفكر في زيارة أمريكا وأدخل مطعما وفي جيبي مسمار صدئ وأحشره في بيرغر وأعيط.. وأدخل في غيبوبة طوعية، وأرجع مليونيرا)، ولو لجأ صاحبنا المصري أبو رغيف أبوفأرة إلى القضاء لـ«راح فيها» بتهمة البلاغ الكاذب.. ولو كان أمريكيا ويعيش في أمريكا لأخضعوا الرغيفة والفئران لفحوص دقيقة ثم أنزلوا أشد العقوبات على «الفرن»!! وقبل أيام قليلة كتبت لكم عن السعودي الذي ادخل بطاقته في جهاز الصراف الآلي وحدد المبلغ الذي يريد سحبه فطلع له فار ثم نقود تالفة.. وقلت إنه لو اشتكي للبنك لطلبوا منه احضار الجاني (الفأر) أو عينة من برازه للفحص الجنائي وبعد ثبوت أن الفأر هو الذي أتلف النقود الورقية كان البنك سيحيل الأمر الى البلدية بوصفها الجهة المسؤولة عن مكافحة الفئران.. والحصول على تعويض من نتنياهو أسهل من الحصول على تعويض من «البلدية».





jafabbas١٩@gmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة