لا تخدعن أحدا سوى أنفسكن
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٥ مايو ٢٠١٢
جعفر عباس
كتبت قبل أشهر قليلة عن السيدة المصرية التي وقفت أمام القاضي مطالبة بتطليقها من زوجها، وكاد القاضي ان يمسك بها من زمارة رقبتها و«يقطمها»، لما شرحت له سبب طلبها الطلاق: تصور يا حضرة القاضي إن زوجي ما أخدنيش من الكوافير يوم حفل الزفاف!! وسألها القاضي: وامتى كان الكلام ده؟ قالت: إمبارح!! يعني يا بنتي أنت متجوزة قبل أقل من ٢٤ ساعة وعايزة الطلاق عشان اسم النبي حارسه ما اخدكيش من الكوافير؟... لم أتابع القضية حتى نهايتها ولكنني أرجح ان القاضي فكر جدِّيّا في خلع حذائه و«فين يوجعك» ثم تقديم استقالته.
واطلعت على فتوى للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية مؤداها أن تغيير ملامح الفتاة وشكل عيونها وهيئتها العامة عند تقدم شخص ما للزواج بها غش وتحايل لا يجيزه الشرع، وكان شاب سعودي قد تقدم لخطبة فتاة كان ولي أمرها شقيقها، وبعد الرؤية الشرعية، اقتنع بها، واكمل مراسيم الزواج، وعند دخوله بالعروس أحس بأنها ليست الفتاة التي تقدم طالبا يدها، وتقصى الأمر واتضح ان شقيق الفتاة التي تقدم للزواج بها، أجرى بعض التعديلات مستخدما الحيل المكياجية على ابنته وقدمها للعريس على أنها أخته التي وقع الاختيار عليها، ولكن ما لا تستطيع كل المساحيق والمعاجين والجراحات إخفاءه هو عامل السن، فقد كانت العروس المنشودة في السادسة والعشرين بينما كانت العروس التي كان مقررا ان يدخل بها العريس في التاسعة عشر، وانتهت المشكلة بأن استرد العريس المهر واسترد صاحبنا ابنته بعد أقل من ١٢ ساعة من زفافها.
استمعوا لي جيدا يا بنات وبالتحديد من جيل الشباب، وسامحوني إذا قلت إن معظمكن يتمتع بفساد ذوق رائع في مجال التزين والمكياج، وقد قضيت كل سني حياتي العملية في بيئات مختلطة وأشارك في المناسبات الاجتماعية والرسمية وكثيرا ما أتعرض للعتاب من بعض معارفي من النساء لأنني تجاهلتهن أو لم ألق عليهن التحية!! وهو عتاب في غير محله لأنني لا ارفع التكليف ولا ألقي التحية على امرأة لا أعرفها جيدا، ويحدث التجاهل من جانبي لنساء أعرفهن لأنني «لا أعرفهن» في ظروف معينة.. بالتحديد عندما يعلو وجه الواحدة منهن طبقة طلاء سمكها بوصة ويكون جفنها العلوي بنفسجيا والأسفل برتقاليا، أو تكون عيونها التي رأيتها بها على مدى سنوات عسلية ثم تصبح في مناسبة ما زرقاء أو خضراء.. ولو كان الأمر بيدي لسحبت تراخيص المحلات المتخصصة في مكيجة العرائس... بنات أعرفهن منذ أن كن في «اللفة»، وتابعت نموهن عبر السنين، وأعرف ملامحهن معرفتي لباطن كفي، ثم يتزوجن وأتوجه يوم حفل الزفاف لتهنئتهن ثم أفرمل لأنني أجد شخصية أخرى تتقمص دور العروس التي جئت لتهنئتها، وأتساءل: يا جماعة ده حفل زواج سعيدة وسعيد؟ فيقولون: نعم، فأتساءل: لماذا تقبل بنت تتمتع بحلاوة «خلقة ربنا» بأن تجعلها فنية مكياج لوحة سيريالية؟ صدقنني يا بنات إذا قلت لكم أن خير المكياج ما قل ودل، وهذا كلام شخص يعمل في مجال التلفزيون وخالط حسناوات من الشرق والغرب، ويعرف الجمال الأصلي من الجمال التايواني المضروب.. المكياج الثقيل لا يزيد القبيحة إلا قبحا ويجعل الجميلة جمالا طبيعيا عبيطة الشكل.. وإذا كان الأمر يتعلق بلفت انتباه «الشباب» لاصطياد عريس، فإن العريس الذي ينخدع بالأصباغ «زي قلته».. بل وحتى لو واصلت امرأة ما تلطيخ وجهها وما هو مكشوف من جسمها بأجود أنواع لوريل وكاشاريل فسيأتي يوم «كل شيقن ينكشفن ويبان».
jafabbas١٩@gmail.com
.
مقالات أخرى...
- الحريق الذي كشف أمر الطريق - (14 مايو 2012)
- الآيفون يسبب البلاوي للكلاوي - (13 مايو 2012)
- حماة + حماة = ثنائي رائع - (12 مايو 2012)
- هذه ليست رياضة - (11 مايو 2012)
- إذا سرقت اسرق جسر.. وليس «جمل» - (10 مايو 2012)
- الله يخليكم بلاش لندن - (9 مايو 2012)
- صاحبنا يريد تأديب المدام - (8 مايو 2012)
- كلنا من نفس الطينة - (7 مايو 2012)
- شاكوش بشاكوش - (6 مايو 2012)