أكد الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء أن هناك دراسات جارية حاليا لإنشاء صندوق لدعم المشروعات العقارية الكبيرة التي واجهت بعض العقبات أو تعثرت خلال الفترة الأخيرة، مبينا أن هناك تنسيقا من جانب الحكومة مع القطاع الخاص البحريني وعدد من البنوك العاملة في البحرين لإعلان هذا الصندوق خلال الأشهر القادمة، مرجحا أن يتم الإعلان خلال العام الجاري غير أنه لم يعط المزيد من التفاصيل حول حجم الاستثمارات في الصندوق وأساليب الدعم للمشروعات وطبيعة القروض، مؤكدا أن جميع هذه التفاصيل مازالت قيد البحث والدراسة.

جاء ذلك في تصريحات للصحفيين على هامش افتتاح نائب رئيس مجلس الوزراء للمعرض الأول للتطوير العقاري ٢٠١٢ BAPDEX الذي نظمته جمعية التطوير العقاري البحرينية في مجمع السيف صباح أمس.

وأشار نائب رئيس الوزراء إلى اهتمام الحكومة بإصدار التشريعات الخاصة بالتطوير العقاري في المملكة التي تحفظ حقوق المطور والمالك والمستأجر على حد سواء بما يليق بالطفرة التشريعية والاقتصادية والسياسية التي تشهدها البحرين، مبينا أن القانون محال إلى مجلس النواب ويؤمل صدوره في القريب.

وأكد أن اهتمام حكومة البحرين بالإسكان تعبر عنه أخبار الإسكان في الصحف اليومية التي أشارت إلى خطط لتقديم أكثر من خمسين ألف خدمة إسكانية من مسكن وقرض إلى قسيمة خلال السنوات الخمس القادمة.. وإذا أضفنا إلى ذلك ما تم إنجازه خلال السنوات الماضية الذي غطى أكثر من ٦٠% من عدد سكان البحرين لتأكدنا من مدى اهتمام قياداتنا السياسية الحكيمة وإصرارهم على اعتماد الميزانيات اللازمة وتوفير الأراضي المطلوبة لبناء المدن والأحياء السكنية وهذا ما نراه جليا واضحا على الطبيعة ينتشر في ربوع المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.

وقال الشيخ خالد «الحراك التنموي الذي تقوده الحكومة والذي طال مختلف مجالات التنمية والعمران يفتح المجال واسعاً أمام الاستثمار في قطاع العقارات وخاصة في ظل التوجه الحكومي نحو زيادة حصة القطاع الخاص في العملية التنموية».

وأوضح نائب رئيس الوزراء أن الفرص ستكون سانحة للمطورين للمساهمة والمشاركة في تطوير بعض المواقع التي يتم تخصيصها للإسكان، كما أن حكومة المملكة الرشيدة أقرَّت واعتمدت مؤخرًا أنظمة الشراكة بين القطاعين العام والخاص والبدء فعلاً بتنفيذها ووضعت لها الشروط الميسّرة لمساعدة شركات التطوير العقاري على المساهمة في إنجاز المشاريع الإسكانية المقررة، وقد يمتد ذلك إلى عقود قادمة وستكون النتيجة بعون الله تعالى في صالح المواطن وأسرته.

وأضاف: «مثل هذا المعرض يعتبر كمرآة تعكس مدى التعاون القائم بين القطاعين العام والخاص وهو ما يعطي إحساساً صادقاً بالاقتراب من علاج المشكلة الإسكانية التي توليها حكومة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة كل اهتمامها في سبيل تنفيذ توجيهات سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لتوفير المسكن الملائم لكل أسرة لا تملك مثل هذا المسكن، كما أنه يلبي طموحات سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس التنمية الاقتصادية، فهو يقدم للإسكان رعاية خاصة ويتابع الإنجازات بصفة مستدامة».

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء أن تنظيم هذا المعرض يؤشر على الاهتمام المتصاعد الذي تبديه الحكومة بقطاع العقارات وحرصها الدائم على رفده بالأدوات ودعمه بالتسهيلات التي تسهم في تعزيز مساهمته في الاقتصاد الوطني، وأشار إلى أن المعرض يعكس الحالة المتنامية للتعاون القائم بين القطاعين العـام والخاص وبخاصة ما يتعلق بقطاع الإسكان الذي توليه الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء اهتماما كبيرا.

وقام الشيخ خالد بجولة في أرجاء المعرض اطلع خلالها على ما احتواه من أجنحة شارك فيها ١٥ شركة متخصصة في التطوير العقاري، وتبادل الأحاديث مع المشاركين بشأن المعرض. وفي ختام الجولة أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء عن إعجابه بالمعرض وما يشكله من فرصة قيمة للتعريف بالخدمات العقارية وزيادة أوجه الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

وهنأ نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية التطوير العقاري البحرينية بمناسـبة نجاح تنظيم المعرض الأول للتطوير العقاري، متمنيا لهم التوفيق والنجاح.

كما قام بتكريم مجموعة من الرعاة والمشاركينفي بالمعرض ومن بينهم صحيفة أخبار الخليج الراعي الإعلامي.

من جانبه أشاد عارف هجرس رئيس مجلس إدارة جمعية التطوير العقاري البحرينية برعاية الشيخ خالد بن عبدالله للمعرض، وكذلك بالخبر الذي صدر عنه بخصوص تأسيس صندوق لدعم المشروعات العقارية المتعثرة، مبينا أنها خطوة مهمة جدا لدعم السوق العقاري في البحرين الذي بدأ يستعيد عافيته بقوة في الفترة الأخيرة ويتعافى من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية ومن بعدها الأحداث السياسية التي شهدتها البحرين.

ورفض هجرس أن يذكر أرقاما حول حجم التعافي لكنه ضرب مثلا بمشروع ديار المحرق مؤكدا أن ٣٨٠ وحدة سكنية تم بيعها في أسبوع واحد وفور إعلان فتح باب الحجز بالمشروع، مؤكدا أن هذا دليل قوي على بداية السوق بالتعافي.

وحول المعرض.. قال هجرس إن الإقبال على المشاركة كان كبيرا وفاق كل التوقعات وارتفع عدد المشاركين من ١٢ إلى ١٥ شركة تعرض عشرات المشروعات التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، لأن الفكرة كانت «جريئة» وغير مسبوقة.. مبينا في هذا الصدد أن توجه المعارض إلى المجمعات التجارية يكون عامل جذب قوي لعملاء هذه المجمعات، كما يخرج بالمعرض عن الأطر التقليدية.. مبينا أن اختيار مجمع السيف مكانا لتنظيم المعرض جاء تسهيلا على المواطنين والمقيمين وزوار البحرين والسياح للحضور وتشجيع زياراتهم ومنح الفرصة لكل من يرغب في الحصول على معلومات وتفاصيل حول القطاع العقاري في البحرين.

وأوضح هجرس ان المعارض العقارية تلعب دورا مهما ورئيسيا في نشاطات السوق العقاري عبر تقديم الفرص وتسليط الضوء على واقع العقار ومستقبله في ضوء المستجدات والتطورات التي يشهدها الاقتصاد العالمي.

وقد أشاد عدد كبير من المشاركين في المعرض بالجو العام للتنظيم البعيد عن التقليدية، وقال ر. لاكشمانان الرئيس التنفيذي لشركة سكنا العقارية ان السوق البحريني في طريقه إلى التعافي مشيرا إلى وجود مؤشرات طيبة خلال الشهرين الأخيرين يؤمل عليها لاستعادة السوق لجزء كبير من عافيته بنهاية العام، مشيرا إلى أن الوصول إلى معدلات ٢٠٠٨ صعبة في المرحلة الراهنة لا بسبب الوضع في المملكة ولكن بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية، مبينا أن عودة القطاع العقاري للذروة ستأخذ وقتا أطول، لكن الأوضاع في البحرين تتحسن بشكل ملموس سواء على مستوى التداولات في السوق العقاري أو البيع والشراء.

وأشاد لاكشمانان بالخبر الذي أعلنه الشيخ خالد مؤكدا أنه سيمثل دعامة كبيرة للقطاع العقاري في البحرين وسيكون أقوى سند للشركات المطورة وسيعمل على انتعاش السوق بقوة في الفترة القادمة.. كما أنه يمثل واجهة إيجابية جدا للحكومة على المستوى الإقليمي وسيجذب عددا كبيرا من الشركات المطورة الكبرى للعمل في السوق البحريني.

وقال د. حسن البستكي نائب رئيس الجمعية إن الإقبال من قبل المطورين على المشاركة في المعرض يدل على احتياج سوق التطوير العقاري إلى مثل هذه المعارض التي تساعد على ترويج المشاريع التطويرية في البحرين وتساعد على تعريفها للمواطن البحريني والمستثمر الخليجي، مشيرا إلى أن جمعية التطوير العقاري تحرص على نجاح هذا المعرض الذي سيكون فرصة مهمة لتسليط الضوء على الجهود التي تبذل من اجل توفير المسكن الملائم وبأسعار مناسبة وخصوصا لذوي الدخل المحدود وكذلك السعي إلى الدفع بالمبادرات والشراكة المرتقبة بين الجهود الحكومية والقطاع الخاص للمساهمة في حل المشكلة الإسكانية.. وخصوصا مع الدور الكبير والمتزايد للقطاع الخاص العقاري كشريك مهم في تحقيق النمو الاقتصادي.