الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨١ - الجمعة ٢٥ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٤ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


المصريون أدلوا بأصواتهم لانتخاب خليفة مبارك في جولة أولى غير حاسمة





ادلى المصريون امس الخميس لليوم الثاني والاخير بأصواتهم لاختيار خليفة الرئيس المخلوع حسني مبارك في اول انتخابات تعددية في تاريخهم وتشهد تنافسا محموما بين مرشحين اسلاميين ومسؤولين سابقين في النظام السابق وسيتطلب حسم السباق بينهم جولة انتخابية ثانية.

واغلقت مراكز الاقتراع في التاسعة مساء الخميس (١٩,٠٠ ت ج) وبدأت على الفور عمليات الفرز التي تتم يدويا. واعلنت اللجنة العليا للانتخابات ان النتائج ستعلن رسميا يوم الاحد الا انه يتوقع ان يعلن المرشحون انفسهم نتائج غير رسمية قبل ذلك.

وسمح فقط للناخبين المتواجدين داخل مركز الاقتراع عند موعد الاغلاق بالادلاء باصواتهم. واعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات قبل حوالي ثلاث ساعات من اغلاق مكاتب الاقتراع ان نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التعددية الحقيقية الاولى في تاريخ مصر بلغت قرابة ٥٠%. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن رئيس اللجنة رئيس المحكمة الدستورية العليا فاروق سلطان ان (مؤشرات نسبة الإدلاء بالأصوات تصل إلى قرابة ٥٠% ممن لهم حق التصويت في تلك الانتخابات) وهم قرابة ٥٠ مليون ناخب.

وعلى مدى يومي الاربعاء والخميس، وقف الناخبون في طوابير امام مراكز الاقتراع في القاهرة ومختلف المحافظات فيما بدا من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسيين.

ومن بين هؤلاء اثنان كانا مسؤولين في عهد الرئيس السابق هما وزير الخارجية الاسبق الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، واخر رئيس وزراء لمبارك القائد الاسبق للقوات الجوية احمد شفيق. وينتمي مرشحان اخران إلى التيار الاسلامي وهما عبد المنعم ابو الفتوح الذي انشق عن جماعة الاخوان المسلمين ويتبنى خطابا اكثر اعتدالا، ومرشح الجماعة محمد مرسي، اما المرشح الخامس فهو الناصري حمدين صباحي.

وقالت هالة عصمت وهي واحدة من عدد قليل من الناخبين ادلوا باصواتهم في اللحظة الاخيرة (البلد في الحضيض من الناحية الامنية والاقتصادية ونحتاج شخصا يخرجنا من الوضع الحالي)، مؤكدة انها اعطت صوتها لشفيق.

وصرح وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم الخميس ان اجهزة الامن (رصدت ووصلت اليها معلومات عن بعض محاولات لافتعال مشاجرات لافساد العملية الانتخابية وتخويف الناخبين لاحداث عزوف عن الانتخابات وتمت مواجهة ذلك بكل قوة وحزم) من دون ان يذكر مزيدا من التفاصيل.

ويأمل المصريون ان تضع الانتخابات الرئاسية نهاية لحالة الاضطراب السياسي والامني الذي شهدته البلاد خلال الفترة الانتقالية وانعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية لهذا البلد نتيجة تراجع كبير للاستثمارات وللسياحة خصوصا.

غير ان العديد من الشباب المصري الذي شارك في الثورة التي اطاحت مبارك، توعدوا بالنزول إلى الشارع اذا ما نجح خصوصا احمد شفيق الذي يتهمونه بالتورط فيما يعرف بـ (موقعة الجمل) في اشارة إلى الجمال التي استخدمت للهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير في الخامس من فبراير ٢٠١١، قبل ايام من سقوط مبارك. وتعرض شفيق للاعتداء من عدد من الاشخاص مساء الاربعاء عقب خروجه من لجنة الاقتراع التي ادلى فيها بصوته وقذفه البعض بالاحذية. غير ان عمليات الاقتراع جرت بشكل عام في هدوء امس الخميس.

وتعلن نتائج الجولة الاولى للانتخابات رسميا في ٢٧ مايو المقبل لكن ينتظر ان يعلن المرشحون قبل ذلك النتائج التي سيجمعها مندوبوهم من ١٣ الف مكتب اقتراع في مختلف انحاء البلاد. ويرجح المعلقون الا يتمكن اي مرشح من الحصول على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى وهي ٥٠ في المائة زائد واحد والا تحسم النتيجة الا في جولة الاعادة في ١٦ و١٧ يونيو المقبل بين المرشحين اللذين سيحصلان على اعلى الاصوات.

وتعهد المجلس العسكري الذي يتولى السلطة منذ اسقاط مبارك والذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب ادارته المرتبكة للمرحلة الانتقالية، بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب قبل نهاية يونيو. الا ان العديد من المحللين يرون ان الجيش، الركيزة الاساسية للنظام منذ سقوط الملكية العام ١٩٥٢ الذي يملك قوة اقتصادية ضخمة، سيبقى له دور قوي في الحياة السياسية.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة