الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٦ - الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٩ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


جرس إنذار من الدوحة





نعزي إخوتنا في قطر الشقيقة في ضحايا حريق مجمع «فيلاجيو»، فقد أفجعنا ذلك وأحزننا كثيراً، وما حدث هو جرس إنذار للجميع. السياحة في دول الخليج العربي تعتمد في جزء كبير منها على المجمعات التجارية الضخمة وأماكن التسوق المغلقة. وربما كان حريق مجمع «فيلاجيو» بمثابة أول اختبار من نوعه لإجراءات الأمن والسلامة في تصاميم المجمعات التجارية في دول الخليج، وهذه نقطة ينبغي لنا جميعاً مراجعتها وفحصها تماماً.

في دول مثل قطر والبحرين والإمارات مثلاً، غالباً ما تكتظ الأسواق والمجمعات التجارية بالزوار والسياح، وتشكل في كثير من الأحيان مواقع الترفيه والتجمع وقضاء الوقت، وحينما ينشب حريق في موقف مغلق ومزدحم بالبشر فإن ردة الفعل الطبيعية من الناس هي الهلع والخوف والهروب العشوائي، وهذا ما قد يزيد من تعقيد معالجة الوضع. ما حدث في مجمع «فيلاجيو»، كشف عن أوجه قصور قد تكون مشابهة في مجمعات تجارية أخرى في دول الخليج نتيجة تشابه التصاميم في كثير من الأحيان، حيث حاصرت النيران بعض المتواجدين داخل المجمع وأدت إلى وفاة ١٩ شخصاً، من بينهم ١٣ طفلاً.

التحقيقات الأولية التي كشفت عنها السلطات القطرية تشير إلى أن جرس الإنذار لم يعمل. وبغض النظر عن سبب ذلك، فإن حدوث انهيار في سلم المجمع المؤدي إلى حضانة الأطفال هو بحد ذاته أمر يجب التحقيق فيه، لأن نتائج مثل هذا الأمر قد تكون أكثر كارثية من عدم انطلاق جرس الإنذار نفسه، لأنه يحاصر من هم في داخل المجمع، ويعيق رجال الدفاع المدني عن مكافحة الحريق وإخلاء الناس.

من المطلوب بعد حريق «فيلاجيو» الدوحة، أن تقوم إدارات الدفاع المدني في جميع دول مجلس التعاون، بالعمل على مراجعة معايير الأمن والسلامة في المجمعات التجارية والأسواق المغلقة، وعدم ترك هذه المسئولية للشركات الخاصة التي قد تتسبب أخطاؤها في خسائر فادحة، وخصوصاً أن مثل هذه الحوادث تعتبر نادرة الوقوع وقد تكون مفاجأة ولا تخطر ببال أحد.

على الأقل ينبغي الإشراف الدوري من قبل إدارات الدفاع المدني على فحص وتجريب أنظمة الحريق والسلامة وأجهزة الإنذار في المجمعات التجارية ودور السينما وما شابهها من أماكن مغلقة، ومراجعة تصاميم السلالم والمصاعد التي قد تنهار أو تتوقف عن العمل حينما تتعرض إلى حريق، فيؤدي ذلك إلى انحشار الناس داخل المجمع وحدوث حالات اختناق.

نسأل الله أن يحفظ قطر الشقيقة ودول خليجنا العربي من كل سوء ومكروه.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة