الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٧ - الخميس ٣١ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


دمشق تواجه تصعيدا دوليا وأعمال العنف تتواصل في البلاد





دمشق - الوكالات: تصاعدت حدة الضغوط الدبلوماسية على النظام في سوريا بشكل غير مسبوق إثر مجزرة الحولة التي اودت بحياة اكثر من ١٠٠ شخص، حيث توالى طرد الدبلوماسيين السوريين المعتمدين في الخارج، وجددت الدول الغربية محاولاتها لثني روسيا عن مواقفها الداعمة لنظام الرئيس بشار الأسد، في حين عقد مجلس الأمن جلسة خاصة لمتابعة تطورات الوضع في سوريا.

وتقرر ان يعقد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة جلسة خاصة الجمعة لمناقشة مجزرة الحولة، في حين يستقبل في اليوم نفسه الرئيس الفرنسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على ان يسعى الرئيس الفرنسي إلى تغيير موقف موسكو الداعم حتى الآن لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

في نيويورك عقد مجلس الأمن يوم الأربعاء جلسة على مستوى السفراء مخصصة لبحث الوضع في سوريا استمع خلالها إلى جان ماري غيهينو مساعد الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان الذي تكلم عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف، وإلى مدير عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة ايرفيه لادسو.

وقدم الاثنان صورة «مفجعة» للمذابح التي حصلت في الحولة الاسبوع الماضي وفي السجر قرب دير الزور في شرق سوريا بحسب ما نقل احد الدبلوماسيين. وشدد غيهينو على ضرورة اطلاق «عملية سياسية فعلية لكسر حلقة العنف في سوريا» بحسب المصدر نفسه.

وبحسب رئيس بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود فان ما لا يقل عن ١٠٨ اشخاص بينهم ٤٩ طفلا قتلوا يومي الجمعة والسبت في الحولة نتيجة قصف مدفعي او قتل مباشر عن قرب. كما عثر المراقبون مساء الثلاثاء على جثث ١٣ شخصا في منطقة السجر على بعد ٥٠ كلم شرق دير الزور. وقال الجنرال مود ان الجثث «كانت مقيدة الأيدي وراء الظهر وبعضها قتل برصاصة في الرأس عن مسافة قريبة».

على الصعيد الدبلوماسي تواصل مسلسل طرد الدبلوماسيين السوريين. وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية ان الحكومة اليابانية طلبت من السفير محمد غسان الحبش مغادرة البلاد «في أسرع وقت ممكن». كما طلبت تركيا أمس الأربعاء من الدبلوماسيين السوريين مغادرة البلاد في غضون ٧٢ ساعة، بحسب بيان للخارجية التركية.

ويأتي ذلك غداة قيام كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا واسبانيا وهولندا وسويسرا واستراليا وكندا بطرد أعلى الدبلوماسيين السوريين لديها بهدف زيادة الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد. والخطوات المنسقة لهذه الدول تأتي عقب تزايد الغضب الدولي إثر المجزرة في الحولة.

ودانت جنوب إفريقيا أمس الأربعاء المجزرة «الرهيبة» وقدمت دعمها لمهمة وسيط الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان.

وردت الخارجية السورية على طرد سفرائها في بيان مقتضب بطرد القائمة بالأعمال في السفارة الهولندية في دمشق وامهلتها ثلاثة ايام للمغادرة. واعتبر وزير الخارجية الهولندي اوري روزنتال هذه الخطوة «بانها ليست مفاجئة». ودانت روسيا أمس الأربعاء الطرد «غير المجدي» لسفراء سوريين في عواصم غربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان «في إطار الجهود الدولية للتسوية السلمية للازمة السورية، يبدو لنا طرد السفراء السوريين من ابرز العواصم الغربية تدبيرا غير مجد».

وتعقيبا على المواقف الروسية من الأوضاع في سوريا، ولاسيما موقفها الأخير اثر مجزرة الحولة الذي اعتبر ان النظر في اي إجراء في مجلس الأمن «سابق لأوانه»، رأى المجلس الوطني السوري المعارض ان هذه المواقف تشجع النظام على مواصلة «جرائمه الوحشية».

ويعقد مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة جلسة خاصة الجمعة لمناقشة مجزرة الحولة في سوريا، بحسب متحدث باسم المجلس. وعقد المجلس في السابق ثلاث جلسات خاصة كما أجرى نقاشا عاجلا لمناقشة انتهاكات حقوق الانسان في سوريا منذ اندلاع أعمال العنف في منتصف مارس الماضي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «نأخذ في الاعتبار كل الخيارات التي من شأنها ان تتيح إنهاء القمع في سوريا وبدء عملية سياسية تتسم بالصدقية». وذكر أن الرئيس فرنسوا هولاند قال مساء الثلاثاء انه لا يؤيد اي تحرك عسكري إلا في إطار الامم المتحدة.

وتدعو بلجيكا إلى انشاء «مناطق آمنة» في سوريا تحميها «قوة دولية»، كما قال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز، مستبعدا عملا على غرار العمل الذي أدى إلى اسقاط معمر القذافي في عام ٢٠١١. غير ان الصين جددت أمس معارضتها لأي تدخل عسكري في سوريا. كما حذر وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن، في مقابلة نشرتها امس الاربعاء مجلة در شبيغل الالمانية الاسبوعية، من تدخل عسكري في سوريا «سيتسبب في سقوط عشرات الاف القتلى».

ودعا كوفي انان الذي التقى وزير خارجية الاردن ناصر جودة في عمان إلى «تضافر الجهود والتعاون مع مختلف الجهات والدول لمواجهة هذا الوضع وايجاد طرق لانهاء ووقف القتل» في سوريا، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية.

وأعلنت الولايات المتحدة امس الاربعاء في خطوة مشتركة مع قطر فرض عقوبات ضد «بنك سوريا الدولي الإسلامي» وذلك بعد اتهامه بمساعدة النظام السوري على الالتفاف على العقوبات المالية المفروضة عليه. ميدانيا، قتل ٣٩ شخصا بينهم ١٥ جنديا أمس الأربعاء في سوريا التي شهدت امتدادا في رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة التي تضم عسكريين منشقين عن الجيش والأمن ومقاتلين مدنيين.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة