الناعقون في حقوق الإنسان
 تاريخ النشر : الجمعة ٨ يونيو ٢٠١٢
بقلم: د. نبيل العسومي
أغرب ما يمكن أن يسجله التاريخ المعاصر هو قدرة فئة من البحرينيين على الفبركة حيث تفوقوا حتى على ما يبدو على أفضل الفرق المسرحية في العالم في أداء ادوار البكائيات الزائفة وفي تمثيل دور الضحية وفي في موقع المعتدي على الحقوق العامة والخاصة.
دفعني إلى هذه الملاحظة الوفد الضخم الذي راح إلى جنيف المؤلف من أكثر من ثلاثين شخصا منقولين من كل شيء وينزلون في أرقى الفنادق ويرفلون في أجمل الملابس ويركبون أرقى موديلات السيارات ويتنقلون معززين مكرمين لهدف واحد وحيد وهو تشويه مملكة البحرين ويمكن أن نسجل بهذا الخصوص ثلاث ملاحظات رئيسية:
١ - أن هذا الوفد كله وبلا استثناء من لون واحد ومن طائفة واحدة ومن الأحزاب المتآلفة المتآمرة ضد الدولة وضد وحدة المجتمع وهذا أول مسمار في نعشه لأن وفدا بهذه التركيبة يفقد المصداقية وإن كان بعض الغربيين الذين لا يعرفون حقائق الأمور في البحرين يتعاطفون معه جزئيا ومؤقتا.
٢ - هذا الوفد الناعق في جنيف في مجمله من المفبركين المعروفين على نطاق واسع في البحرين بالكذب على بلدهم من الذين قصوا علينا خرافة الأباتشي والذين تحولوا بقدرة قادر إلى مراسلين لتليفزيونات القنوات الفضائية الإيرانية الطائفية المريضة وبالتالي فإن ما يقولونه أو ما يدلون به في الخارج لم يعتد به إلا القليل القليل من المغرر بهم وخصوصا بعد تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي بين حقيقة هذه الفبركات والأكاذيب وحدد المسئوليات بدقة لذلك فإن عقلاء العالم لم يلتفتوا إلى هذه الخزعبلات والخرافات وإنما يعتمدون بشكل كامل على تقرير لجنة تقصي الحقائق لأنه صادر عن جهة حقوقية دولية محايدة استدعتها القيادة لفرز الحقيقة والكذب فقد كانت هذه ضربة قاضية لفرقة المفبركين الحقيقيين المتنكرين في أزياء الحقوقيين ولذلك نقول لهم إن ما انفقتموه من ملايين تم اختطافها من أموال فقراء الشيعة في البحرين أو في إيران أو في الكويت أو في أي بلد آخر فهي أموال ضائعة هدرا وكذبا لأنها أموال حرام.
٣ - إن هؤلاء الحقوقيين المزيفين الذين نعرف أصولهم وفصولهم ونعرف تاريخهم القريب والبعيد ومسيرتهم الذاتية نحفظها عن ظهر قلب ونعرف تقلباتهم يمينا ويسارا ونعرف طريقة عملهم. هؤلاء المفبركون يعيشون في حالة من الوهم السينمائي والمسرحي والدليل على ذلك أنهم لا يتعرضون في البحرين وهم الذين يسبونها ويشتمونها صباح مساء في الداخل والخارج لأي نوع من المعاقبة أو المساءلة وهم يرحلون ويرجعون ويسافرون ويصرخون ويسبون ويكذبون ويشتمون لكن لا أحد يحاسبهم في البحرين ولو أنهم فعلوا عشر ما فعلوه في البحرين في أي بلد آخر لكانوا وراء القضبان، ولكن لأن البحرين دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان والحريات ولا يخيفها كذب الكاذبين ولا تقلقها فبركات المفبركين فإنها تتركهم يعملون ويتحركون يمينا وشمالا ويسافرون ويسبون ويشتمون ولا أحد يقول لهم أين أنتم ذاهبون؟ ولا إلى أين أنتم ماضون؟ ويعلم القاصي والداني اليوم أن حقوق الإنسان في البحرين محفوظة قبل الأحداث وأثناء الأحداث وبعد الأحداث وأن الذين أساءوا إلى وطنهم وإلى أمنه واستقراره وأساءوا إلى شعبه ووحدته قد تم إطلاق سراحهم ومسامحتهم وإعادتهم إلى أعمالهم وهم اليوم يسافرون ويرحلون دون ساءل أو مجيب ثم أن الواقع المر يقول اليوم أن الذي يعتدي على حقوق الإنسان حقيقة هم هؤلاء الخارجون عن القانون الذين يحرقون البيوت ويهاجمون المدارس والسيارات وعابري السبيل ويقطعون الطرق ويحرقون الإطارات ويمنعون الناس من الذهاب إلى أعمالهم وممارسة حياتهم وقد كان آخر ما فعلوه إحراق بيت لعمال أجانب فقراء مساكين أتوا إلى البحرين لتحسين حياتهم وحياة عائلاتهم فأين هم من حقوق الإنسان المنتهكة؟ وهذا الذي يجب أن يصل إلى العالم أما فبركات الحقوقيين المزيفين من راكبي السيارات الفخمة المسافرين على الدرجة الأولى إلى أمريكا وأوروبا وساكني فنادق الخمس نجوم والمنتفعين من أموال الفقراء فهي فبركات انتهى زمنها وأصبحت غير صالحة للاستخدام المحلي والخارجي لأنك يمكن أن تكذب على العالم قليلا ولكنك لا تستطيع أن تكذب طويلا أو دائما وكما يقول المثل الشعبي الشهير حبل الكذب قصير.
ملاحظة أخيرة لابد أن نسجلها في هذا الإطار وهي أن جهدنا الحكومي في هذا المجال مازال محدودا وموسميا وضعيفا ولا يبدو أنه يؤثر بشكل فعال ولذلك فإن على أبناء هذا المجتمع سنة وشيعة وجميع المتضررين من فبركات المفبركين أن يهبوا لمواجهة هذه المؤامرة وتصحيح الصورة التي قام هؤلاء المجرمون بتشويهها وهذا الأمر يحتاج إلى رجال ونساء وهم موجودون والحمد لله لكننا نحتاج في نفس الوقت إلى مال وهو غير موجود اليوم للأسف الشديد مثلما هو موجود عند المفبركين والمفبركات الذين يحصلون عليه من الداخل والخارج بسهولة تامة.
.