يتأمل المتأمل في حال الجمعيات السياسية وإدارة العملية السياسية لدينا فيرى العجب، ففي العالم المتحضر تعتبر السياسة فن الممكن، لكن بعض الأطراف عندنا تعتبر السياسة هي فن الكذب.

في العالم المتحضر يأخذ المجتمع المدني بأدب الخلاف لكن عندنا يقوم البعض بقلة الأدب عند الخلاف.

في العالم المتحضر تعمل الأحزاب السياسية بمبدأ خذ وطالب لكن بعض الأحزاب لدينا تعمل بمبدأ طالب وارفض.

في العالم المتحضر يعتبر الفرقاء أن الحوار هو مدخل لحل كل الخلافات لكن عندنا يعتبرونه تنازلا. وفي العالم المتحضر فإن الأحزاب السياسية تدين الإرهاب، لكن عندنا الأحزاب تشجع الإرهاب علنا.

في العالم المتحضر تقوم الأحزاب بإدارة الأزمات وأما لدينا فتقوم بافتعال الأزمات.

في العالم المتحضر تتعلم الأحزاب من أخطائها أما لدينا فهي تصر على أخطائها.

في العالم المتحضر يستقيل الحزب عندما يفشل، وعندنا يستميت الحزب ليبقى عندما يفشل، وهكذا نظل ندور في حلقة مفرغة من الأخطاء والفشل.