الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٧ - الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


موسكو تتمسك بعقد مؤتمر حول سوريا بمشاركة إيران والعنف يتصاعد في درعا وحمص





دمشق - الوكالات: تمسكت روسيا أمس السبت بدعوتها إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة إيران، رغم رفض العديد من الدول الغربية لهذه المشاركة، وجددت رفضها لأي استخدام للقوة من جانب الأمم المتحدة ضد نظام بشار الأسد، في الوقت الذي بقي العنف على وتيرته المرتفعة حاصدا ٣٦ قتيلا بينهم ٢٩ مدنيا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقده في موسكو «ندعو إلى مؤتمر حول سوريا لتطبيق خطة كوفي عنان»، مشددا على ضرورة دعوة كل الدول ذات التأثير في سوريا بما فيها ايران.

واقترح لافروف مشاركة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، إضافة إلى أعضاء جامعة الدول العربية والدول المجاورة لسوريا بما فيها إيران، رغم ان عددا من الدول الغربية أعلنت في الأيام الأخيرة رفضها مشاركة طهران.

واعتبر ان «القول ان إيران ليس لها مكان لان مسؤولية كل شيء تقع عليها ولانها جزء من المشكلة وليس الحل هو غير منطقي على اقل تقدير من وجهة النظر الدبلوماسية».

وأضاف «نريد ان يحصل نقاش صريح يحدد ما إذا كان ممكنا التوافق على تدابير منسقة تتصل بالحكومة وكل مجموعات المعارضة»السورية، مؤكدا وجوب عقد هذا المؤتمر «في أسرع وقت».

وكانت باريس وواشنطن ولندن رفضت يوم الأربعاء إشراك إيران في مؤتمر حول الأزمة السورية، وذلك خلال اجتماع دولي بحث هذه الأزمة في اسطنبول. واتهمت الولايات المتحدة ومثلها المجلس الوطني السوري المعارض، إيران بالتدخل في الشؤون السورية عبر تزويد دمشق بالمساعدات العسكرية.

من جهة أخرى، ذكر لافروف ان موسكو لن توافق على طلب استخدام القوة ضد سوريا في الأمم المتحدة، معتبرا ان مبادرة من هذا النوع «ستؤدي إلى نتائج خطرة تشمل منطقة الشرق الاوسط برمتها».

وقال إن اي تدخل عسكري في سوريا «يهدد بقيام منطقة مزعزعة الاستقرار من المتوسط إلى الخليج» وقد يفضي إلى «مواجهة سنية شيعية» في المنطقة.

وسبق ان عطلت موسكو قرارين لمجلس الأمن الدولي يدينان القمع الذي يمارسه النظام السوري بحق معارضيه، وتواصل بيع أسلحة لدمشق رغم احتجاج القوى الغربية والمنظمات غير الحكومية.

لكن لافروف أوضح ان موسكو اتخذت مسافة من الأسد في الأسابيع الأخيرة ولن تمانع تنحيه إذا قرر الشعب السوري ذلك. وقال في هذا السياق «إذا توافق السوريون أنفسهم على هذا الأمر، لا يمكننا إلا ان ندعم بسرور حلا مماثلا»، وذلك في وقت تستمر مطالبة الدول الغربية بتنحي الرئيس السوري.

ميدانيا، واصلت القوات السورية النظامية أمس السبت قصفها ومحاولتها السيطرة على الأحياء الخارجة عن سيطرتها في مدينة حمص كما قصفت حيا سكنيا في درعا، وتواصل التصعيد في منطقة اللاذقية، لتصل حصيلة الضحايا في المناطق السورية إلى ٣٦ قتيلا هم ٢٩ مدنيا وأربعة مقاتلين معارضين وثلاثة عسكريين.

ففي محافظة اللاذقية الساحلية التي قفزت إلى واجهة الأحداث في الأيام الأخيرة، واصلت القوات النظامية لليوم الرابع قصفها ومحاولتها اقتحام منطقة الحفة، مما أسفر عن مقتل شخصين بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أشار إلى ان حصيلة قتلى الهجوم على الحفة في الأيام الاخيرة بلغت ١٦ مدنيا و١٨ منشقا و٤٦ جنديا نظاميا. وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان المعارك في الحفة أسفرت أمس السبت عن مقتل وجرح العشرات من القوات النظامية، من دون أن يتمكن من تحديد حصيلة دقيقة.

وقال ناشطون في اللاذقية ان عشرات سيارات الإسعاف تنقل المصابين في صفوف القوات النظامية من خطوط المواجهات إلى المدينة.

وبحسب عبدالرحمن فان المنشقين الذين يقاتلون في الحفة، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، يتحصنون في مواقعهم ويستحكمون في استهداف القوات النظامية التي تحاول الاقتراب من مواقعهم.

وأشار إلى اشتداد حدة المعارك، مضيفا «بعد أربعة أيام من العمليات العسكرية لم تتمكن القوات النظامية على ما يبدو من التقدم خطوة واحدة في الحفة». وتقع منطقة الحفة الوعرة في الريف الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية المحاذية للحدود التركية.

من جهة أخرى، نقل التلفزيون السوري عن مصدر رسمي لم يسمه ان «المجموعات الإرهابية المسلحة» أحرقت المشفى الوطني في الحفة ومديرية المنطقة، وانها «تهجر الأهالي من منازلهم وتسطو عليها وتنهبها». وبحسب المصدر فان هذه المجموعات «هاجمت مؤسسات عامة وخاصة في منطقة الحفة واحرقتها وارتكبت عمليات قتل بشعة في حق المواطنين»، مضيفا ان «الجهات المختصة» تشتبك مع هذه المجموعات «وتقتل عددا من الإرهابيين وتلقي القبض على عدد آخر ومازالت تلاحق فلولهم».

وفي مدينة حمص وسط البلاد، واصلت القوات النظامية قصفها ومحاولتها السيطرة على احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصور الخارجة عن سيطرتها منذ اشهر.

وتتعرض مدينة تلبيسة الخارجة هي أيضا عن سيطرة النظام لقصف الجيش الذي يشتبك منذ أيام مع المنشقين المتحصنين فيها. وتفقد القوات النظامية منذ اشهر السيطرة على مناطق عدة في حمص، ولاسيما الأحياء القديمة وحي الخالدية، ومدن الرستن وتلبيسة والقصير في الريف.

وفي درعا جنوب البلاد، قتل ١٧ شخصا على الأقل بينهم تسع نساء وثلاثة اطفال في قصف شنه ليل الجمعة السبت الجيش السوري على حي سكني في درعا كما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي حلب تعرضت بلدتا حيان وبيانون لقصف القوات النظامية مما أسفر عن مقتل مواطن وإصابة أربعة بجروح، وسقط ثلاثة عناصر من الجيش في اشتباكات على مداخل حيان، وفقا للمرصد السوري. كما قتل مدني في قرية مرتين بريف ادلب اثر تعرض القرية للقصف من قبل الحواجز المحيطة بها، بحسب المرصد.

وتجاوز عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ١٣٤٠٠ شخص معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة