الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٨ - الاثنين ١١ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


بورما تخشى حالة من الفوضى بسبب أعمال العنف الدينية





رانجون - (أ ف ب): فرض حظر التجول على عاصمة ولاية راخين غرب بورما أمس الأحد بعد أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين أسفرت عن سقوط سبعة قتلى وتهدد بالامتداد وانتشار «الفوضى»، كما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية. وباتت مدينة سيتوي وثلاث مدن أخرى في هذه الولاية التي أصيب فيها أيضا ١٧ شخصا بجروح، خاضعة لنظام حظر التجول بين الساعة ١٨:٠٠ والساعة ٦:٠٠ صباحا. وقالت الإذاعة والتلفزيون الرسميان «يبدو أن هناك أناسا يحاولون العبث بالأمن العام».

وأضاف المصدر نفسه «نعتقد انه قد تقع مواجهات. فالتجمع وإلقاء خطابات وإجراء مسيرات التحريض على أعمال الشغب أو المواجهات هي أعمال محظورة». وتزايدت التوترات الدينية بشدة بعد مقتل عشرة مسلمين بيد حشد غاضب انهال عليهم بالضرب في جنوب ولاية راخين التي كانت تعرف فيما مضى باسم اراكان في شمال غرب البلاد.

ثم قتل أربعة بوذيين يوم الجمعة قبل اندلاع موجة ثانية من أعمال العنف يوم السبت. لكن يبقى من الصعب معرفة الانتماء الاتني والديني للضحايا الثلاثة الآخرين. وتم تدمير حوالي خمسمائة منزل بحسب وسائل الإعلام الرسمية.

واتهمت السلطات الروهينجياس المسلمين الذين لا يعترف بهم كبورميين، بالوقوف وراء أعمال العنف التي بدأت بالقرب من مونجداو على الحدود مع بنجلادش. وكتبت صحيفة «نيو لايت اوف ميانمار» الرسمية الصادرة بالانجليزية ان «الكراهية وسوء التفاهم أو اي شكل من أشكال النزاع.. لا تخدم مصالح احد بل تجلب الثأر والفوضى والركود».

وأضافت «عندما يحل انعدام الثقة بين الشعوب فانه يحول منطقتها إلى أتون وبؤرة للتضليل»، مشيرة إلى أن «الشائعات تنتشر في كل مكان كما يطرق الشيطان كل باب كرسول موت ودمار». ودعت الصحيفة السكان إلى «التسامح».

وقد تجمعَ نحو ستمائة شخص أمس الأحد في معبد شويداجون في رانجون الموقع الرئيسي للبوذية الوطنية، للمطالبة بإحقاق الحق للراخين مع عبارات لا تفرق بين المسلمين الهنود والبنجلادشيين والروهينجياس. وكتب على بعض اللافتات «لا مكان للإرهابيين البنغاليين» و«انقذوا الراخين».

وقال تين هتو اونج رئيس شبكة الراخين الوطنية، وهي منظمة ناشطة، ان اعمال العنف «تسيء إلى الأمن الوطني والمصالح الوطنية والقانون. انها ليست مشكلة البلاد فحسب بل ايضا مشكلة العالم اجمع». ودعا المتظاهرون «الحكومة إلى تعزيز الامن» وانتقدت تغطية الأحداث من قبل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.

والروهينجياس ليسوا من الاقليات الاتنية العديدة التي يعترف بها نظام نايبيدا وهم بدون جنسية ويعتبرهم كثيرون من البورميين اجانب وينظرون اليهم بعنصرية. ويقيم الروهينجياس الذين يقدر عددهم بحوالي ٧٥٠ ألف نسمة، عموما في شمال هذه الولاية، فيما يقيم عشرات ألاف آخرين في مخيمات في بنجلادش. وتعتبرهم الامم المتحدة من الاقليات الاكثر عرضة للاضطهاد في العالم.

وعبرت كريس ليوا مديرة مشروع اراكان التي تنشط من اجل حقوق الروهينجياس عن قلقها ازاء «اعمال العنف الطائفية» هذه. وقالت لوكالة فرانس برس ان «هذه الهجمات الثأرية لا تسوي شيئا بل على العكس تزيد التوترات القائمة تفاقما.. وهذا الوضع يجب الا يخرج عملية الاصلاحات عن مسارها»، مشيرة إلى الاصلاحات التي بدأها النظام الجديد منذ مارس ٢٠١١ بعد أن خلف الفريق العسكري الحاكم سابقا.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة