الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠١ - الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٤ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


افتحي قلبك يا سيدتي (١)





دعوة أخوية صادقة أقولها بكل صراحة آن لك أيتها الفتاة الخليجية والعربية أقولها مدوية آن لك أن تستفيضي آن لك يا سيدتي ان تهبي من سباتك العميق، من هذا السبات الذي طال حتى كاد يعد موتا، نعم ان لك يا ابنة من عشقوا النور ان تظهري إلى النور الساطع، ثم آن لك ان تتمردي على تلك القيود والأوضاع التي تلغي وجودك وتنكر عليك حقك في التعليم فهو حق مقدس فتمسكي به ولا تساومي عليه، وان نصيبك من المشاركة في الحياة الاجتماعية مثل نصيب الرجل تماما فلا تدعيه يطغى على نصيبك، وان حظك من الحرية والاستقلال في الرأي مثل حظه في ذلك مثقال بمثقال فإياك ان تحين حريتك أو يقضى على استقلالك فالواجب عليك ان تبرزي إلى المجتمع كما يبرز، وان تمارسي من الأعمال مثل ما يمارس، وان تخطي وإياه جنبا لجنب في كل شأن من شؤون الحياة حتى لا يكون هناك سابق متخلف أصيل وتابع ادعوك اذن إلى ترك حياة العزلة والانكماش في عقر الدار أدعوك إلى التعاون مع أخيك في عصر صارت فيه الحركات التعاونية والمبادئ الاشتراكية وهي القوة الفعالة المؤثرة مع أنني لست أنكر عليك يا سيدتي انك قد نهضت ولكن نهضتك الحالية لا تزال قاصرة محدودة ونحن نريدها لك نهضة شاملة لا حدود لها ولست أنكر ان الاقطار العربية الشقيقة قد بدأت منذ عشرات السنوات تفتح لك أبواب مدارسها وجامعاتها للتعليم ولكن نسبة المتعلمات من بنات جنسك يا سيدتي نسبة ضئيلة، ونحن لا ندعو إلى زيادة نسبة المتعلمات، فحسب ولكن إلى ترقية نوع التعليم في معاهد البنات حتى يكون متلائما مع وظائف المرأة العربية ومهمتها في المجتمع الذي تعيش فيه، أجل لست أنكر أنه في شرقنا العربي نهضة نسويه ملحوظة وان منكن يا سيدتي الأديبات والطبيبات والمحاميات والمعلمات والمذيعات ولكن اسمحي لي بأن أسجل هنا خطر الإسراف في هذا النوع من التعليم ان دام غاية لا وسيله أو ظل كل مثلك الأعلى لا جزء من مثلك الأعلى، قلت ان التعليم حق لك مقدس ولكن فكري طويلاً وعميقا في نوع التعليم الذي يقدم إليك أو يراد ان يفرض عليك.

حاولي يا سيدتي ان يسمع صوتك في برامج تعليمك ان تعليمك لا يزال إلى اليوم تعليما نظريا تعليم يهتم بالقشور دون اللباب، والعرض دون الجوهر تعليميا لا يهيئك للاضطلاع بوظيفتك في المجتمع كفتاة فزوجة فربة بيت، فأم فمواطنه صالحة أنت تعيشين في عصر يزخر بالثقافات والمعرفة ويموج بالمشاكل أشتات منوعة وكما يعترف هذا العصر للمرأة بحقوقها يلقى على عاتقها أثقالا من الواجبات والمسؤوليات أنت يا سيدتي روح المجتمع العربي فلابد ان تكون هذه الروح أقوى واصلب من الفولاذ أنت النصف الذي يفتقده ذلك المجتمع العربي وبدونك سيظل نصف مجتمع نصف منتج نصف متقدم.

أحمد خالد عبدالوهاب



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة