الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٢ - الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

التحقيقات

وقفة مع المتفوقين
شكرا لمعلمينا.. جعلونا نتجاوز الحوادث الأليمة





في سبيل تخطي الازمة التي مرت بها المدارس العام الماضي كان هدف القائمين على وزارة التربية والتعليم هذا العام هو اعادة اللحمة الوطنية بين الطلاب وتنمية حب الوطن والمواطنة بداخلهم، ولذلك بذل مديرو المدارس الكثير من الجهود للتقريب بين الطلاب وإشراكهم في العديد من الأنشطة الجماعية لإذابة الترسبات التي تركتها الحوادث كما حرص المعلمون على احتواء الطلاب وحثهم على تعويض ما فقدوه من درجات العام الماضي، كي يحققوا ما وصلوا اليه من تفوق هذا العام.

«أخبار الخليج» التقت مجموعة من الطلاب لمعرفة إلى أي مدى استطاعوا تخطي حوادث العام الماضي، وما رأيهم في تعامل المعلمين معهم هذا العام، وقد اجمعوا على ان المشاكل هذا العام والترسبات لا تقارن بالعام الماضي اذا استطاعوا تخطيها، هذه الآراء وغيرها سوف نلقي عليه الضوء خلال السطور التالية:

في البداية ترى سلسبيل عبدالكريم ابراهيم أن الجهود التي تقوم إدارة المدرسة ببذلها وذلك فيما يتعلق بإعادة اللحمة بين الطالبات أمر رائع وخصوصا إن الاوضاع لم تعد كسابق عهدها، وعلى الرغم من أن الوضع بشكل كان يعتبر أخف من العام الماضي فإن بعض المدرسات يظهر عليهن عامل التفرقة بين الطالبات وبشكل واضح مما جعل المشاكل السلبية تستمر لدى البعض ولكن بشكل أخف وبالمقابل تجد أن غالبية المدرسات يحرصن على معاملتنا بأفضل الأساليب.

اما بالنسبة إلى الهيئة التعليمية فقد باتت حريصة وبشكل كبير على أن تصل إلى تحقيق أهدافها بنشر الهدوء بين الطالبات حيث قامت بوضع بعض الخطط التي من شأنها حث الطالبات على التعاون داخل المدرسة، بالإضافة إلى اتباع بعض الاساليب التي من شأنها أن تسهم في تحقيق الهدف المنشود بغرض العمل على دمج الطلبة ببعضهم بعضا.

المساواة

أما نورة عبدالنور فهناك بعض الامور التي أزعجتها وأشعرتها بنوع من الإحباط وهي المساواة في التعامل بين بعض الطالبات ممن قد شاركن في بعض المسيرات المخالفة بالإضافة إلى تصرفاتهن السلبية في ألمدرسة كما يتم التعامل مع الطالبات المثاليات اللاتي بذلن قصارى جهدن للارتقاء نحو الافضل خلقا وعملا، هذا بالإضافة إلى تعاملهن مع زميلاتهن بقلة احترام فهي ترى أن مثل هذا التصرف لا يليق بطالبات من المرحلة ألثانوية قد وصلن إلى مرحلة النضج تقريبا.

وعن رأيها في المناهج الدراسية وهل مناهج المواطنة تكفي لإعادة التلاحم بين الطالبات فتقول اطالب بضرورة العمل على استحداث وتطوير مناهج المواطنة التي تسهم في تعزيز روح المواطنة بداخل الطلاب والطالبات لتساعد على تخليصهم من الآثار التي نتجت عن الحوادث التي واجهتها البحرين في العام الماضي لأنها من وجهة نظري غير كافية لإشعار الطلاب بمدى اهمية حب الوطن والحرص على تنميته وتقدمه بدلا من تخريبه، وأيضا لإظهار اهمية التكاتف والتلاحم ونشر المحبة لان بالحب ينجح العمل الجماعي ومن دونه يكون الفشل هو الفيصل في كل خطواتنا، وخاصة أن الانسان لا يستطيع ان يعمل بمفرده، ولا يمكن للأوطان ان تنهض بالعمل الفردي وتؤكد نور أن معظم زميلاتها تمكن من تجاوز المشاعر السلبية كافة التي خلفتها الازمة.

فيما يشعر هاني سعد القشار بإن الأوضاع في هذا العام أفضل من السنة الماضية وخصوصا بعد أن تم الأخذ بعين الاعتبار ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة تجاه الطلبة والمدرسين المخالفين الذين اختلقوا عدد من المشاكل التي من شأنها أن تسهم في إيجاد نوع من الطائفية بين الطلبة، وقد أشاد في ذات الوقت بالخطوة التي قام بها عدد من المدرسين وذلك فيما يتعلق بتشجيع الطلبة على الاستمرار بالدراسة وتطوير أنفسهم حتى يكونوا على أتم الاستعداد لمواجهة أي حدث قد يتعرضوا له ويسهم في عرقلة مسيرتهم التعليمية، ويتمنى أن لا تعود الحوادث مجددا لأنها كانت السبب الرئيسي في انخفاض المعدل الدراسي لعدد كبير من المتفوقين.

اختلاف التعامل

أما أمينة شوقي فتقول سأتحدث هنا عن الفروق في الوضع العام بين طريقة الدارسة وتعاملنا نحن الطالبات مع بعضنا بعضا قبل وبعد الازمة ففي السنة الماضية كان التوتر شديدا جدا فضلا عن الضغط الدارسي والمشاكل الداخلية بين الطالبات أنفسهن قد أوجدت بيئة دراسية غير ملائمة فكانت السبب في انخفاض معدلاتنا الدراسية ولكن في هذا السنة كانت المدرسات انفسهن يقدمن لنا شتى أنواع الدعم حتى نتمكن من تعويض الدرجات التي تسببت تلك الضغوط في خسارتها، فقد كانت طريقة التدريس مبتكرة جدا والتعليم متطورا مما كان يساعد على استيعاب المعلومة بطريقة أكثر من رائعه. وفيما يتعلق بتعامل الطالبات أنفسهن فقد كانت تعتمد على الحذر بكل الأشكال فكم من صداقات تسببت الحوادث الأخيرة بهدمها ولكن وبالرغم من ذلك فقد بذلنا عدة محاولات لتعديل الأوضاع وإرجاعها إلى سابق عهدها ولكن هذا الأمر لم يتحقق مع الجميع فالبعض كان يستخدم الاسلوب المبطن المليء بالايحاءات والكلمات التي قد تتسبب بالضيق للطرف الآخر، وهذا ما يجعلني أشعر بالأسى إلى ما آلت إليه أوضاع الشعب البحريني وخصوصا بين الطلبة، فأسوار المدارس تخفي الكثير من الأمور لا يعرفها إلا من يعايشها بشكل يومي.

تؤكد فاطمة عبدالكريم أن هناك الكثير من المدارس التي نسمع انها بيئة خصبة للمشاكل السياسية سواء أكانت كبيرة أم بسيطة وهذا الأمر يشعرنا بالأسى الكبير بسبب التصرفات التي قد يقوم بارتكابها البعض مع زملاء قضى معهم سنوات طويلة بحلوها ومرها. وانطلاقا من هذه المبادئ والقناعات كانت الإدارة في مدرستنا حريصة كل الحرص على كسر الحاجز الذي نشأ بسبب الأزمة وذلك من خلال العمل على تشجيع الطالبات على نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة ملؤها الحب والتفاؤل وإن هذه الفرقة لا يجب أن تحدث داخل المدارس لأن هذا الجمع من أجل تلقي العلم فقط.

وتشعر فاطمة بأنها سوف تفتقد جو المدرسة ومعلماتها وزميلاتها في الدراسة، ولكن ما يجعلها تتجاوز هذه المشاعر، الانتقال إلى بحر العلم الواسع والدخول إلى الحرم الجامعي الذي سيعني نقلة نوعية في الحياة.

فيما ترى إيمان حسن أن الحوادث التي واجهتها البحرين كانت سببا رئيسيا في انخفاض المعدل وعلى الرغم من أنها عانت الأمرين حتى تكون قادرة على استعادة الدرجات التي خسرتها فإن هذا الأمر في غاية الصعوبة ولكنها لا تنكر أن مدرساتها قد دعمنها بشكل كبير وكن حريصات على نجاحها هي وبقية زميلاتها، وعلى الجانب الآخر فإن التمديد الدراسي قد شكل عليها ضغطا كبيرا ذلك فيما يتعلق بالمتطلبات الدراسية والبحوث والتقارير بالإضافة إلى الاختبارات فقد كان بالفعل أداة ضغط كبيرة واجهتها في سنة التخرج، ولكن الحسنة في عملية تمديد اليوم الدراسي كان المجال مفتوحا أكثر أمام المعلمة لتشرح براحة فقد تمكنا من الانتهاء من المنهج الدراسي قبل انتهاء الفصل الدراسي وهذا الامر منحنا المجال الكافي للمراجعة وخصوصا إن جدول الامتحانات كان مضغوطا جدا.

تأثر جماعي

جعفر عبدالحسين آل طيف يؤكد أن الطلبة كافة قد تأثروا بالحوادث التي تعرضت لها البحرين، وكانت آثارها سلبية من عدة نواحي ولكن في نهاية المطاف تمكنا من الوصول إلى بر الأمان فقد كان مجهود المدرسين واضحا من أجل النهوض بالعملية التعليمية فقد جاء تمديد الدوام المدرسي ليعمل على تحقيق بعض الأهداف التي وضعتها الوزارة ضمن خططها المستقبليه، ولكنه شكل ضغطا وعبئا كبيرين على أفراد المجتمع البحريني كافة وخصوصا على الطالب نفسه، لذلك على المسئولين في الوزارة أن يكونوا حريصين على الانتقال بالتعليم نحو الأفضل ولن يتحقق هذا الأمر إلا بخطوة جريئة جدا والعمل على تطوير المناهج بما يتناسب مع طبيعة المجتمع البحريني نفسه.

وتؤكد نورة نبيل راشد المحميد أن الأزمة كان لها دور كبير في انخفاض معدلها التراكمي ولكنها بالمقابل قد ساهمت في تعزيز العملية التعليمية فقد باتت المدرسات أكثر حرصا على مساعدتهن لاستكمال مشوارهن الدراسي من خلال أسلوب تعليمي متطور يتم اتباعه خلال الشرح في الحصة، فهناك عدد كبير من الوسائل التعليمية التي تم استحداثها لتساهم في تحقيق الهدف المنشود، ومن هنا أستطيع أن أؤكد أنني قد تحرجت في مدرسة مميزة تمكنت من تحقيق قفزات كبيرة جدا ولافتة خلال فترة قصيرة، ولكنها في ذات الوقت تنتقد المواد الأدبية التي كانت جميعها متشابهة في المحتوى وطريقة طرح السؤال في الاختبار مما قد يؤدي إلى نوع من التشابه في الأسئلة لتكون النتيجة إجابات خاطئة لأن السؤال واحد ولكن إجابته مختلفة مما يتسبب بنوع من الخلط في الامتحان بين الخوف والارتباك.

أما مريم عدنان فتتوجه بالشكر الجزيل لمديرة المدرسة على المجهود الواضح الذي بذلته للارتقاء بالطالبات ومستواهن التعليمي، فالخطوات المتسارعة التي خطتها مدرسة الاستقلال كانت كفيلة بالنهوض بالمستوى التعليمي للطالبات، وعلى الجانب الاخر فإن خوف المدرسات على مصلحة الطالبات قد لعب دورا كبيرا في تشجيعهن على الدارسة وتطالب مريم الوزارة بضرورة العمل على تطوير مباني المدارس حتى تكون أكثر جذبا للطالبات وخصوصا الفصول الخشبية، ولم تحب مريم التمديد لأنه تسبب لها بضغط جسدى شديد وتعليمي وفكري إضافة إلى أنه أسهم في تقليص فترة الجلوس مع الأسرة وذلك نظرا للوقت الطويل الذي يتم قضاؤه في المدرسة وفي طريق العودة للمنزل فضلا عن البحوث والتقارير المطلوبة بشكل مكثف.

وعن تمديد اليوم الدراسي وأثاره على النتائج النهائية للطلاب يقول جمعة عادل المحميد التمديد الدراسي كان له الاثار السلبية والايجابية في سير العملية التعليمية لكلا الطرفين فقد كان له تأثير مباشر في التأثير على نفسية المدرس ففي بعض الاحيان يشعر بالتعب وبالتالي يكون غير قادر على تقديم الشرح الوافي للطالب مما أدى إلى تراكم الدروس وخصوصا إن استيعاب الطلبة لم يكن كافيا بسبب التمديد ولكن وسط كل هذه الضغوط تجد المدرس يبذل قصارى جهده لإفهام الطلبة ولكن البعض منهم لا يتعاون معه في هذا الشأن ولكن لا يمكن أن ننكر أنه كان ذات فعالية في الانتهاء من المنهج في وقت مبكر فعلى سبيل المثال فقد انتهينا من منهج الرياضيات قبل الموعد المحدد بالإضافة إلى بعض المواد الاخرى مما فتح لنا المجال للدراسة في المنزل ومراجعة الدروس لاستقبال فترة الامتحانات العصيبة جدا.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة