الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٧ - الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٣٠ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين


نداء.. أرجوك ارجع لي





إلى ابني الغالي النقيب ياسر محمد صالح.. لقد رحلت عن الحياة يا أغلى الحبايب.. ولقد رحلت عن الحياة، فأنت كنت الحياة.. فأنت الهواء الذي أتنفسه.. فكنت الأمل الذي أنشده في الحياة.. فعندما تنجح في دراساتك أو في عملك كأن هذا النجاح أنا الذي حققته، وكنت أحس بالاكتئاب عندما أراك تتضايق من أي شيء.. أنت الابن البار، فلا توجد لحظة واحدة تقاعست فيها عن خدمتي ورعايتي واهتمامك بي وبأسرتك، لا أعرف كيف أعيش بدونك يا ابني ياسر يا حبيب العمر.

الآن يقولون لي إن هذه المصيبة هي امتحان من عند الله عز وجل، والمؤمن مصاب، وأنا أقول لك إنني فشلت في هذا الامتحان.

يقولون لي أن أصبر «وبشر الصابرين»، كنت طوال حياتي صبورا جدا، ولكن الآن سبحان الله لا أعرف معنى كلمة الصبر.

هل معقول أنك رحلت ولن أراك أبدا؟!.. هل معقول لن أسمع صوتك أبدا؟!.. أين شبابك وقوتك؟.. أين مرحك وفرحك؟.. أين لطفك ورجولتك مع الجميع؟.. أين كرمك ورحمتك مع الضعيف؟ فأنا ضعيف جدا يا بني.. هل تعرف أنني قلت لوزير الداخلية عندما قام بزيارتي لتعزيتي: أنت وزير الداخلية وأنت رئيسه أرجوك ارجعه لي.. لا أعرف ماذا أفعل في الحياة بدونك؟.. إنني أتكلم مع الله سبحانه وتعالى وأقول له أعتقد أن ملاك الموت أخطأ، وكان المفروض أن يحضر لي، ولكنه أخطأ في العنوان وذهب إلى حبيبي ياسر.. أستغفر الله الرحمن الرحيم.

جميع الأهل يحبونك وزعلانين جدا عليك.. جميع رؤسائك وزملائك ومرؤسيك وأصدقائك يحبونك ومصدوومين ويبكون عليك.. كل الناس زعلانة على فراقك.. ولكن أنا الوحيد الذي أحس أنني ميت منذ فراقك.. فصبري نفد وقوتي الجسدية والمعنوية انهارت وضاعت، ولكن عندي أمل أن تعود، فأنا يوميا بجوار قبرك أجلس من شروق الشمس إلى الغروب، وأنتظر خروجك، وعندي أمل.

أنت عارف يا ياسر أنك غدرت بي وتركتني وحدي في هذه الدنيا القاسية.. طيب خليك قوي، وبار بأبوك، وارجع لي يا ياسر أنا منتظرك يا ابني.. أرجوك ارجع لي أنا في أشد الحاجة إليك.. فأنا ضعيف واحتاجك.. أنا أحب الله تعالى وأنا مؤمن وأنا كنت قويا ودائما أردد «إنا لله وإنا إليه راجعون».. ولكن لا أستطيع الآن، فأنا الآن في منتهى الضعف وعدم الصبر والفشل في هذا الامتحان الصعب.. ارجع لي يا أغلى وأحب ما في عمري يا ياسر يا ابن محمد صالح.. من فضلك ارجع لي.

والــــــــــــدك



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الشرر المنذر بالخطر!

ليسمح لي السادة الأفاضل القائمون على غرفة تجارة وصناعة البحرين أن أكون شديد الصراحة معهم بعيدا عن كل المقدم... [المزيد]

الأعداد السابقة